بعد أربعة أسابيع من التدريبات وتحضير الديكور، اضطر فريق عمل الفيلم السينمائي "نوبة العشاق"، للمخرج المغربي عهد بنسودة، إلى جمع حقائبه ومغادرة مدينة فاس لأسباب مالية. واحتج مجموعة من الممثلين والتقنين على قرار المنتج الذي وصفوه ب"غير الاحترافي"، خاصة بعد توقيعهم لعقود العمل مع الشركة المنفذة؛ فيما تمّ صرف مبالغ مهمة في عملية "روبيراج" وتحضير ديكور الفيلم، خاصة أنه يجب أن يتناسب مع مضمون الفيلم الذي يعيد رسم معالم المدينة العلمية فاس خلال القرنين 15 و16. من جهتها، برّرت مصادر من فريق عمل الفيلم هذا التوقف الاضطراري بضرورة القيام بتحضيرات لوجيستيكية خدمة لمصلحة وجودة العمل التاريخي، وزادت: "التحضيرات التقنية لهذا العمل تتطلب ديكورات معينة، تتناسب مع الحقبة الزمنية التي يصورها الفيلم، لذلك ارتأى الطاقم تأجيل التصوير". وأضافت المصادر ذاتها في حديث لهسبريس: "لا يمكن لفريق العمل التخلي بشكل نهائي عن الفيلم، علما أنّه مدعم من طرف المركز السينمائي المغربي"، وتابعت: "تاريخ استئناف العمل لازال غير محدد، لكن هذا التأخير في مصلحة العمل التاريخي". ويسلط الفيلم التاريخي "نوبة العشاق"، الذي ألفه منصف القادري وأشرف على إخراجه محمد عهد بنسودة، على البعدين الفقهي والمعرفي لمدينة فاس، ويعيد رسم معالمها خلال القرنين 15 و16، ويعرف مشاركة كل من "ربيع القاطي، فاطمة الزهراء قنبوع، محمد الكغاط، وعبد الفتاح جوادي. ويُجسد الممثل المغربي ربيع القاطي دور "أحمد الخزرجي"، وهو شاب مغربي ابن عائلة عريقة بمدينة فاس؛ الناظم للكلام والحرفي والعالم الفقهي والفلكي.. ويوضح في هذا الصدد: "هذه الشخصية تجسد البعد العلمي لخيرة الشباب المغاربة، والدور الذي قاموا به آنذاك في الحياة الاجتماعية والعلمية". وأبرز المتحدث ذاته في تصريحات سابقة لهسبريس أن "نوبة العشاق" يُعد مادة تاريخية تستعرض تاريخ الدولة الوطاسية، وتسلط الضوء على حقبة زمنية من التاريخ العلمي المغربي، وأضاف: "فاس ظلمت تاريخيا..لقد عاشت ازدهاراً في البحث العلمي وعلم الفلكيات، والتنجيم، ولعبت دوراً ثقافيا واقتصادياً جوهرياً". وتابع الممثل المغربي: "نحن أمام مسؤولية تاريخية..نوبة العشاق بمثابة وثيقة تاريخية للجيل الجديد، للتعرف على جزء من تاريخنا ما بين القرنين 15 و16، إذ عرفنا رخاء ثقافياً"، وأضاف: "التعاطي مع الأفلام التاريخية يتطلب جرأة كبيرة، لأن الاهتمام بالمادة التاريخية ليس مسؤولية سهلة..هناك خصاص في هذا الجانب". ويحرص القاطي في أدواره على التقرب من الشخصية التي يعتزم تجسيدها والغوص في تفاصيلها باختلاف تيمتها بين الاجتماعي والتاريخي، وقال: "الممثل ابن بيئته، ومرتبط بقضايا مجتمعه. ولا يُمكن للفنان أن يعيش في مجتمع بعيد عمّا يعيشه محيطه"، واسترسل: "من أجل تبني كل شخصية أبحث في خصوصياتها؛ وبالنسبة لشخصية أحمد الخزرجي الأمر يتطلب بحثاً من نوع آخر، ألا وهو النبش في تاريخها والأدوار التي قامت بها".