بالموازاة مع النجاح الذي يُحققه فيلم "المليار"، يستعِد الممثل المغربي ربيع القاطي لخوض تجربة سينمائية جديدة بنكهة تاريخية، يجسد فيها دور البطولة. وكشف القاطي، في تصريحات لهسبريس، أنّ الفيلم يحمل عنوان "نوبة العشاق"، من تأليف منصف القادري، ويشرف على إخراجه محمد عهد بنسودة، ويُسلط الضوء على البعد الفقهي والمعرفي لمدينة فاس، ويعيد رسم معالمها خلال القرنين 15 و16. ويُجسد الممثل المغربي، في الفيلم التاريخي، دور "أحمد الخزرجي"، وهو شاب مغربي ابن عائلة عريقة بمدينة فاس؛ الناظم للكلام والحرفي والعالم الفقهي والفلكي. ويوضح ربيع في هذا الصدد: "هذه الشخصية تجسد البعد العلمي لخيرة الشباب المغاربة، والدور الذي قاموا به آنذاك في الحياة الاجتماعية والعلمية". وأبرز المتحدث ذاته أن "نوبة العشاق" يُعد مادة تاريخية تستعرض تاريخ الدولة الوطاسية، وتسلط الضوء على حقبة زمنية من التاريخ العلمي المغربي، وأضاف: "فاس ظلمت تاريخيا..لقد عاشت ازدهاراً في البحث العلمي وعلم الفلكيات، والتنجيم، ولعبت دوراً ثقافيا واقتصادياً جوهرياً". وتابع الممثل المغربي حديثه لهسبريس: "نحن أمام مسؤولية تاريخية..نوبة العشاق بمثابة وثيقة تاريخية للجيل الجديد، للتعرف على جزء من تاريخنا ما بين القرنين 15 و16، إذ عرفنا رخاء ثقافياً"، وأضاف: "التعاطي مع الأفلام التاريخية يتطلب جرأة كبيرة، لأن الاهتمام بالمادة التاريخية ليس مسؤولية سهلة..هناك خصاص في هذا الجانب". ويحرص القاطي في أدواره على التقرب من الشخصية التي يعتزم تجسيدها والغوص في تفاصيلها باختلاف تيمتها بين الاجتماعي والتاريخي، وقال: "الممثل ابن بيئته، ومرتبط بقضايا مجتمعه. ولا يُمكن للفنان أن يعيش في مجتمع بعيد عمّا يعيشه محيطه"، واسترسل: "من أجل تبني كل شخصية أبحث في خصوصياتها؛ وبالنسبة لشخصية أحمد الخزرجي الأمر يتطلب بحثاً من نوع آخر، ألا وهو النبش في تاريخها والأدوار التي قامت بها". ولم يتردد الممثل المغربي، الذي يحرص على انتقاء أدواره في أعماله السينمائية أو التلفزيونية بدقة، في إبداء مشاركته في الفيلم بعد اطلاعه على السيناريو؛ وذلك بالنظر إلى أنه يسلط الضوء على التاريخ العريق لمدينة فاس، وقال: "في مساري الفني أحرص دائما على اختيار أعمالي التلفزيونية والسينمائية بدقة، لكن المسؤولية أكبر اليوم، مادمت أمام عمل تاريخي ضخم".