شرعت عمالة إقليم النواصر، التابعة لجهة الدارالبيضاءسطات، في وضع برنامجها التنموي، الذي من شأنه النهوض بالجماعات التابعة لها وتنميتها. وبدأ المجلس الإقليمي خطوة الإعداد والتهييء للبرنامج التنموي طبقا لمقتضيات المادة 80 من القانون التنظيمي رقم 44-112، المتعلق بالعمالات والأقاليم، ليكون بذلك سباقا على مستوى الجهة لتنزيل هذه المادة. ويطمح مسؤولو إقليم النواصر، الذي يعد بمثابة "رئة البيضاء"، إلى جعل المنطقة، التي تعد متنفسا للعاصمة الاقتصادية، قطبا حقيقيا بكل المواصفات، ووجهة لمختلف المواطنين، سواء الباحثون عن البيئة أو الصحة أو السياحة أو غيرها. ودعا عامل النواصر، حسن الزيتوني، المشرفين على إعداد هذا المخطط التنموي إلى إشراك كل الفاعلين والمتدخلين في إطار مقاربة تشاركية لتقديم إضافات تهدف إلى التنمية الشاملة بالإقليم. وأكد المسؤول الأول بالإقليم على ضرورة منح النواصر هوية خاصة تميزه عن باقي الأقاليم التابعة للجهة، من خلال أقطاب تنموية تهم التعليم والصحة على مستوى المدينة الخضراء، والسياحة الساحلية على مستوى شريط دار بوعزة، فضلا عن أقطاب حضرية جديدة على مستوى أولاد صالح، بوسكورة وأولاد عزوز. وأوضح الزيتوني أن المقومات التي يمتاز بها الإقليم من شأنها "خلق هوية تنموية، في سياق تكاملي وتناغمي مع جهة الدارالبيضاء التي ننتمي إليها". كما دعا المشرفين على البرنامج إلى ضرورة التركيز على نقط الضعف، خاصة في مجال النقل، "حيث وجب إيجاد حل له في تكامل مع الدارالبيضاء، دون نسيان المؤشرات التي لها علاقة بالتنمية البشرية"، يضيف المسؤول دائما. وأكد عامل النواصر على ضرورة التركيز على الالتقائية في هذا البرنامج مع البرامج التنموية الخاصة بالجماعات الترابية التابعة للنواصر، قصد توحيد استراتيجيات التدخل وضمان نجاعة المميزات المجالية على مستوى كل جماعة ترابية. من جهته، اعتبر عبد العزيز جدعي، رئيس المجلس الإقليمي للنواصر، أن إعداد هذا المخطط "يعتبر مناسبة لتعبئة الطاقات والقدرات المحلية، وترسيخ المنظور الجديد الذي يجمع بين تعزيز المكتسبات التنموية وتحقيق البعد التدبيري المستقبلي". وبخصوص هذا المخطط، قال جدعي: "نسعى إلى أن يشارك الجميع في إعداده، وأن يمتلكه الجميع، من مسؤولين ومنتخبين ومجتمع مدني، ونريده أن يكون خارطة طريق واضحة لبرمجة المشاريع التي نطمح إلى تحقيقها في الإقليم الذي يعتبر مكونا أساسيا في الجهة، ويجعله مجالا رئيسيا لاستقطاب مشاريع تنموية متنوعة". وعبر عدد من المتدخلين، من منتخبين وجمعويين، عن رغبتهم في أن يتم إشراك الجميع في إعداد هذا المخطط، حتى يكون محط إجماع مختلف الفاعلين.