بعد يوم حافل وصاخب أمس الاثنين، استيقظت مدينة جرادة، اليوم الثلاثاء، على وقع هدوء طبع مجمل شوارع المدينة، بعد أن بدت الحياة في إيقاعها الاعتيادي بالمدينة. جولة هسبريس في شوارع جرادة اتضح من خلالها أن معظم المحلات التجارية واصلت هذا الصباح عملها بشكل عادٍ على عكس يوم أمس، وامتلأت الشوارع بالمارة في طريقهم نحو قضاء أغراضهم. في المقابل، تعرف المدينة أيضا احتشادا لمجموعة من الشباب الذين يعتزمون تنظيم وقفة أمام مبنى العمالة احتجاجا على حادثة مصرع العاملين، يرتقب، بحسب تصريحات ناشطين، أن تُتبع بإغلاق المحلات ومواصلة الإضراب الذي انطلق يوم أمس. حريّ بالذكر أن المحلات التجارية والمقاهي بالمدينة كانت قد استجابت، أمس الاثنين، لنداء الإضراب العام الذي دعا إليه المحتجون ونشطاء "حراك جرادة"؛ إذ أغلقت أبوابها طيلة اليوم. ووفق النشطاء أنفسهم، فإن هذا الإضراب "يأتي في إطار المطالبة بالتعجيل بتحقيق المطالب المرفوعة من قبل الساكنة، وفتح تحقيق معمق في وفاة الهالكين شهيدي الفحم، وتعويض ذويهما، وجبر الضرر بأثر رجعي، مع معاقبة المسؤولين، وإيجاد بديل اقتصادي". كما أكد مجموعة من النشطاء أن "حراك جرادة" "لن ينتهي مع دفن الضحيتين، بل سيمتد إلى غاية تحقيق المطلب الأول الذي خرجت من أجله الساكنة، والذي يتجلى في حل مشكل فواتير الكهرباء الصاروخية، بالإضافة إلى المطالب المسطرة الأخرى".