شيعت ظهر اليوم جنازة شهيدي الفحم بمدينة جرادة في موكب مهيب حضره الآلاف من ساكنة جرادة بعد أن اعتصموا لمدة يومين قبالة مستودع الأموات لمنع دفن الفقيدين الى حين تحقيق مطالب أسرتهما وايجاد حل حقيقي لمشكلة البطالة والتهميش بالمدينة . وقال بعيوي عبد النبي، رئيس جهة الشرق: "أديت ليلة أمس واجب العزاء لعائلتي "ضحيتي الفحم"، وطلبتا مني أن أذهب معهما إلى عامل إقليمجرادة من أجل مطالبهما، حتى لا تضيع حقوقهما، والتزمت بذلك ومطالبهما ستتحقق". وطلب بعيوي من الغاضبين تكوين لجنة من أجل فتح الحوار معهم والحديث عن مشاكلهم، قبل أن يضيف: "أنا هنا لا لأزايد على أي كان، أنا منكم وابن الشعب، أتحدث معكم بصفتي رئيس جهة الشرق ومواطنا" . واستطرد رئيس الجهة الشرقية بالقول: "أعدكم بحضور وفد وزاري إلى المدينة وفي أقرب الآجال، وإن لم يأت من أجل السماع إلى همومكم ومشاكلكم فسأقدم استقالتي"، قبل أن يزيد: "مدينة جرادة أعرفها جيدا، جماعة بجماعة، واشتغلت فيها وعانيت كذلك الويلات، وما باستطاعتي قد قمت به.. ومطالب الساكنة خَاصْهَا الحُكُومَة". وحسب النشطاء أنفسهم فإن هذا الإضراب يأتي في إطار المطالبة بالتعجيل بتحقيق المطالب المرفوعة من قبل الساكنة، وفتح تحقيق معمق في وفاة الهالكين "شهيدي الفحم"، وتعويض ذويهما، وجبر الضرر بأثر رجعي، مع معاقبة المسؤولين، وإيجاد بديل اقتصادي. كما أكد مجموعة من النشطاء من داخل "حراك جرادة" أنه "لن ينتهي مع دفن الضحيتين، بل سيمتد إلى غاية تحقيق المطلب الأول الذي خرجت من أجله الساكنة، والذي يتجلى في حل مشكل فواتير الكهرباء الصاروخية، بالإضافة إلى المطالب المسطرة الأخرى". ومن جانب اخر يرتقب أن تنظم الساكنة مسيرة احتجاجية في اتجاه العمالة للمطالبة بتوفير بديل اقتصادي وتمكين المدينة من مشاريع تنموية في حين تعيش السلطات الامنية وسط استنفار كبير مخافة خروج المظاهرات عن السيطرة .