بالرغم من أنّ المشاركين في القمة المغاربية الثانية للقادة الشباب، المنظمة بمدينة العيون، تفادوا التطرق إلى السبب الرئيسي المعيق لقيام الاتحاد المغاربي، والمتمثل في الخلاف السياسي بين المغرب والجزائر، بسبب دعم هذه الأخيرة لجبهة البوليساريو، فإنّ البيان الختامي للقمة تضمّن توصية تدعو إلى احترام السيادة الوطنية للدول، ونبذ كل أشكال التفرقة والانفصال. ما جاء في البيان الختامي للقمة اعتبره مسؤولو تنسيقية شبيبة الساقية الحمراء، الجهة المنظمة، إقرارا بمغربية الصحراء من طرف شبيبات البلدان المغاربية الأربعة المشاركة، خاصة الوفد الشبابي الذي مثّل الجزائر، سيما أن الهيئات الجزائرية دأبت على مقاطعة الأنشطة، التي تقام في مدينة العيون، تماشيا مع القرار الرسمي الجزائري المساند لجبهة البوليساريو. مشاركة الوفد الجزائري في القمة المغاربية الثانية للقادة الشباب أثار استياء جبهة البوليساريو؛ إذ نشر موقع "المستقبل الصحراوي" مقالا انتقد فيه مشاركة الوفد الشبابي الجزائري في القمة. كما انتقد السلطات الجزائرية لسماحها لشباب الجزائر بالمشاركة في القمة. وكانت جبهة البوليساريو قد حاولت التدخل لفرض أسماء بعينها من موريتانيا لحضور القمة المغاربية الثانية للشباب، إذ أصرّ رئيس الوفد الموريتاني، الذي شارك في الدورة الأولى، على حضور شباب موريتانيين ينتمون جميعهم إلى الحزب الحاكم، وهو ما رفضه مسؤولو تنسيقية شبيبة الساقية الحمراء، الذين اختاروا شبابا ينتمون إلى مختلف التيارات. إلى ذلك، أوصى المشاركون في القمة المغاربية الثانية للشباب، التي انعقدت تحت شعار "الشباب المغاربي، قوة لإفريقيا"، في البيان الختامي الموجه إلى الحكومات والبرلمانات المغاربية، باحترام السيادة الوطنية للدول، وتعزيز أواصر الأخوّة والمسار التاريخي المشترك لنضالات الشعوب المغاربية من أجل الوحدة. وبخصوص التوصيات التي رفعها المشاركون إلى قادة دول الاتحاد المغاربي، فقد أوصوا بمراجعة ميثاق الاتحاد المغاربي "بما يستجيب لتطلعات وانتظارات الشعوب المغاربية، وفي طليعتها الشباب". كما أوصوا باتخاذ "إجراءات جريئة لفتح الحدود وإلغاء التأشيرات بين البلدان المغاربية لتحقيق وحدة مغاربية حقيقية دون حدود وقيود". وطالب المشاركون أيضا بفسح المجال أمام شباب الدول المغاربية الخمس للمساهمة في تحقيق الاندماج المغاربي، عبر العمل على تأسيس منتدى البرلمانيين الشباب في الاتحاد المغاربي، كأداة للدفاع عن الوحدة المغاربية، والمصادقة على اتفاقياتها. حماية شباب المنطقة المغاربية من السقوط في براثن التطرّف والإرهاب، كانت أيضا ضمن التوصيات، التي رفعها القادة المغاربيون الشباب إلى حكومات وبرلمانات المنطقة المغاربية، إذ دعوا إلى مواصلة الجهود الرامية إلى زيادة الوعي لدى الشباب من أجل المساهمة في إرساء السلام في إفريقيا وعدم الانجرار وراء الأفكار المتطرفة والعنيفة.