طغت على الندوة الأولى للقمة المغاربية الثانية للقادة الشباب، التي تحتضنها مدينة العيون، وتشارك فيها شبيبات من دول المغرب الكبير الخمس، مواضيع الساعة التي تشغل بال الرأي العام في المنطقة، وكذا في جوارها الإفريقي، من قبيل مشكل الهجرة، وعدم الاستقرار. كما ناقش المشاركون في الجلسة سبل مساهمة الشباب في ترسيخ الوحدة المغاربية. في هذا السياق، شدّد عبد الله الزين، وهو باحث موريتاني في علم الاجتماع، ورئيس المنتدى المغربي الموريتاني للتضامن، على ضرورة الوحدة بين البلدان المغاربية في زمن يعرف فيه العالم تكتلات اقتصادية وتحالفات سياسية، قائلا: "الوحدة مهمة جدا، ولا بد من التعاون والتكاثف لفهم أين يكمن المشكل الذي يعيق تحقيق الوحدة المغاربية". ورغم أن الجميع يعرف أن السبب الرئيسي الذي أجهض قيام اتحاد المغرب الكبير، والذي أعلن تأسيسه في مدينة مراكش عام 1994، هو الخلاف السياسي القائم منذ سنوات بين المغرب والجزائر، بسبب دعم هذه الأخيرة لجبهة البوليساريو، فإن الشباب المغاربي الملتئمين في العيون نأوا بأنفسهم عن الخوض في الشؤون السياسية، واكتفوا بنسب العائق الذي يحول دون قيام الوحدة المغاربية إلى "خلافات جانبية". وفيما لا تلوح أي بوادر لتحقيق حلم الاتحاد المغاربي في الأفق، في ظل استمرار الخلاف السياسي بين المغرب والجزائر، اعتبر عبد الله الزين أن تحقيق الوحدة المغاربية مازال قائما، قائلا: "ليس هناك مشكل بدون حل. صحيح أن هناك تحديات كثيرة، ولكن إذا وضعنا اليد في اليد فإننا قادرون على تجاوز هذه التحديات". في هذا السياق، نادى المشاركون في الجلسة بفتح المجال أمام شباب المنطقة المغاربية للمساهمة في تعزيز الوحدة المغاربية. ودعا عبد الله الزين إلى اعتماد لجنة مشتركة بين الدول وشبيبات البلدان المغاربية المشاركة في قمة العيون الثانية للقادة الشباب، تُعنى بالتواصل والإعلام، وتكون مهمتها جرد الملاحظات ورفع المقترحات إلى الجهات المعنية. علاقة بذلك، قال حسن العماري، عضو في البرلمان التونسي عن نداء حركة تونس، إن الشباب من المدّخرات والطاقة التي يجب التعويل عليها لتحقيق التنمية في البلدان المغاربية، داعيا شباب المنطقة الذين يصل عددهم إلى 30 مليون شابة وشاب إلى الانخراط في العمل السياسي.. "لأن عدم المشاركة في الحياة السياسية تجعل الآخرين يقررون مكاننا"، يقول عضو البرلمان التونسي.