دعا مختار العبدلاوي، رئيس مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية، إلى فتح الفضاء المغاربي في وجه المغاربيين وإلى تفعيل الوحدة المغاربية. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي حول المنتدى المغاربي السادس الذي ينعقد خلال الفترة من 16 إلى 18 من الشهر الحالي بمدينة الدارالبيضاء، تحت شعار "الاختيار المغاربي : رهاننا نحو المستقبل " برعاية مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية بالمغرب المعروف اختصارا بمدى وهو غير حكومي يعنى بتعزيز قيم الديمقراطية والحكامة. وقال العبدلاوي، وهو أيضا أستاذ جامعي بكلية الآداب بنمسيك بالدارالبيضاء، إن تفعيل المغرب العربي رغبة حقيقية لدى الشعوب المغاربية وهي الضمانة الحقيقية للتنمية. وأضاف: "المصالح المشتركة بين الأقطار المغاربية أكثر من النقاط الخلافية". وطالب العبدلاوي بفتح قنوات التواصل بين الشباب، والتعاون بين الجامعات، وتقوية الشبكة الجمعوية وإطلاق مبادرات تهدف إلى الوحدة المغاربية. وأشار إلى أن "غياب وحدة المغرب العربي يؤدي إلى خسائر تبلغ ما بين 2 و3 % من الناتح المحلي الإجمالي للبلدان المشكلة له". وأكد على ضرورة أن تخصص الميزانيات لتحسين البنية التحتية والمؤسسات الاجتماعية مثل المدارس، بدل تخصيصها لسباق التسلح بين بعض الدول المغاربية. من جهته، قال أحمد بطاطاش، عضو مجلس الأمناء بالمنتدى المغاربي وبرلماني جزائري سابق، إن حلم الوحدة المغاربية لم يتحقق بعد مرور أكثر من نصف قرن من حصول الدول المغاربية على استقلالها. ولفت إلى أن الوحدة المغاربية هو تحدٍ للشعوب والنخب والأنظمة. ودعا بطاطاش النخب بالدول المغاربية إلى توعية المواطنين بأهمية الوحدة، والعمل على التأثير على قيادات الأقطار لتحقيق الوحدة المغاربية المنشودة. وأوضح أن مستقبل الدول المغاربية مخيف في ظل نظام عالمي جديد يحاول أن يعيد رسم خريطة المنطقة، بالإضافة إلى المستقبل المخيف على المستوى الإقليمي بعد زلزال عنيف بعد ما سمي ب"الربيع العربي". وأشار إلى أن قضية الصحراء ليست السبب الرئيسي في عدم وحدة دول المغرب العربي، قائلا إن "هذه القضية تعتبر من بين الأسباب خصوصا ما بين المغرب والجزائر". وأضاف: "غياب الإرادة السياسية هي ما يحيل دون الوحدة". من جهته، أكد محمد الوداني فال، رئيس مركز الموريتاني للبحوث والدراسات ال‘نسانية بموريتانيا على ضرورة وحدة دول المغرب العربي؛ لأنها رهان مغاربي نحو التنمية والتحول. وأشار إلى الإرهاب الذي أصاب الجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا وتونس، مؤكدًا أن تحدي تنامي مؤشرات الإرهاب يمكن أن يدفع إلى تنسيق أمني مشترك بين الدول المغاربية، والتفكير للانتقال إلى المجال الاقتصادي والسياسي. ويهدف المنتدى المغاربي إلى إعادة توجيه المشروع المغاربي والدعوة إلى إحيائه، من خلال مواصلة الحوار، وتقارب وجهات النظر بين مختلف المكونات المغاربية.