أثارت زيارة قام بها رئيس وكالة حماية البيئة الأمريكية، سكوب بروت، إلى المغرب، الأسبوع الماضي، جدلاً واسعاً في مجلس الشيوخ الأمريكي حول تكاليفها، حيث طالب الديمقراطيون في لجنة البيئة بفتح تحقيق لمعرفة إن كانت الرحلة تتماشى وطبيعة الوكالة التي تُعنى بشؤون البيئة. وكان رئيس وكالة حماية البيئة التقى الأسبوع الماضي بمسؤولين مغاربة في العاصمة الرباط، من ضمنهم مونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي. وتمحور اللقاء حسب الصحافة الأمريكية حول التعاون البيئي ورغبة الولاياتالمتحدة في تزويد المملكة بالغاز الطبيعي المسال. ونقلت وسائل إعلام أمريكية أن السناتور المنتمي إلى الحزب الديمقراطي توم كاربر وجه طلباً مكتوباً أمس الاثنين إلى المفتش العام لوكالة حماية البيئة الأمريكية، يطلب من إدارة ترامب "مراجعة تفاصيل الرحلة التي قام بها سكوب بروت لتحديد ما إذا كانت أنشطته في المغرب تتماشى مع مهمة حماية البيئة وصحة الإنسان عموماً". وأوضح المسؤول الأمريكي أن "المهام التي يُشرف عليها رئيس حماية البيئة لا علاقة لها بمواضيع الغاز والطاقة التي أثارها خلال لقائه بالمسؤولين المغاربة، خصوصا أن الوكالة أعلنت عقب زيارته أن الاجتماع ركز على تجديد خطة العمل البيئي ومفاوضات تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الرباط". وفي توضيحات قدمها المتحدث باسم الوكالة الأمريكية لحماية البيئة، قال إن "المسؤول ناقش مع المغرب أهمية التكنولوجيا والابتكار في تطوير الشراكات الثنائية، بما في ذلك على سبيل المثال قطاع الغاز"؛ بينما شدد السناتور الديمقراطي على المحاسبة، "لأن تكاليف سفر رئيس الوكالة تكلف دافعي الضرائب 40 ألف دولار أمريكي". وسبق للمسؤول ذاته أن أثار نقاشاً حاداً حول إنفاقه أكثر من 58 ألف دولار على رحلات جوية باهظة الثمن؛ بينما يُشدد الشعب الأمريكي على ضرورة سفر جميع المسؤولين على متن رحلات اقتصادية لأداء عملهم، باستثناء الذين يتعاملون مع قضايا تتعلق بالأمن القومي. ويخضع مسؤولان في حكومة ترامب لمراقبة شديدة لاستخدامهما طائرات خاصة في عملهما، وهما: وزير الداخلية، رايان زينك، الذي سافر من لاس فيغاس على طائرة خاصة كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من 12 ألف دولار، ووزير المالية، ستيفن نوشين، الذي يواجه اتهاما بسبب قيامه وزوجته برحلة جوية لمشاهدة كسوف الشمس.