أعلن سعد الدين العُثماني، الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية، عن أولى انشغالاته الحزبية، مؤكدا أنها تتمثل في إطلاق حوار داخلي بين أعضاء الحزب بهدف صياغة أطروحة ما بعد ولاية الأمين العام السابق، عبد الإله بنكيران. ويبدو أن النقاشات التنظيمية التي هيمنت على ما قبل انعقاد المؤتمر الثامن ل"المصباح" جعلت العُثماني، الذي خلف بنكيران اليوم الأحد، يؤكد في كلمة له مباشرة بعد انتخابه أن "من أهدافنا إطلاق حوار داخلي لإنضاج الأطروحة المستقبلية، ويمكن تنظيم مؤتمر استثنائي للمصادقة عليها". العُثماني وهو يتقدم بشكره لبنكيران على ما وصفها "الأدوار التاريخية التي قام بها والتي ستجعله يستمر على الطريق"، نوه بما اعتبرها الأجواء الإيجابية لمؤتمر "الإخوان"، مخاطبا المؤتمرين بالقول: "كثيرون كانوا ينتظرون العراك ويتنبؤون بانقسام الحزب وتم الترويج لهذه الأطروحة وكانوا يتمنون فشل الحزب، لكنكم خيبتم ظنونهم"، مضيفا: "مهما تكن الاختلافات، سنكون قوة واحدة في الطريق إلى الأمام، ويجب التحلي بالعزيمة الكاملة للاستمرار". "يجب أن نستمر ليظل الحزب ملتزما بالثوابت الوطنية والمرجعية الإسلامية والوحدة الوطنية، واستمرار الحزب كقوة إصلاحية"، يسترسل العُثماني الذي حاول الدفاع عن موقعه كرئيس للحكومة أمام مؤتمري الحزب، مسجلا أن "وجودنا في الحكومة ليس معناه عدم الدفاع عن الشعب والطبقات الهشة والفقيرة والمتوسطة ومصالح الوطن". واعتبر رئيسها أن "هذه الحكومة ستستمر في الدفاع عن المستضعفين ومصالح الفئات الأكثر هشاشة، ونحن متفائلون بالإنجازات التي يمكن أن تقوم بها؛ فنحن مستمرون في هذا الطريق جماعيا كلٌّ من موقعه"، مضيفا: "سواء كنت في المسؤولية أو غيرها، الأهم هو النفس النضالي من أي موقع كنّا، وهذه تربيتنا ومبادئنا في حزب العدالة والتنمية". وأبرز العُثماني أن الحزب "قدّم درسا في الديمقراطية رغم أن هذه المرحلة كانت صعبة إلى درجة أن بعض الوقت يطير النعاس بالنظر للظروف التي عشناها، ولكنكم كُنتُم في مستوى اللحظة"، مشددا على أنه سيكون "الأمين العام للجميع، ولا يمكن أن أسمح لنفسي أن أكون لفئة دون غيرها، ولكن الأساس هو تقوية الحزب وأن يرفع جاهزيته، وأن يكون أداة إصلاحية حقيقية". من جانبه، أبدى إدريس الأزمي، المحسوب على الأمين العام المنتهية ولايته، تمسكا بعبد الإله بنكيران، وقال في كلمة له: "أريد قشابة بنكيران وليس فقط جِلْبابه لأنه رجل عظيم"، واصفا حزب العدالة والتنمية بأنه "الكنز الذي أصبح ملكا للمغاربة يجب المحافظة عليه"، ناعتا بنكيران ب"الرجل العظيم". وبعدما خصص كلمته لتعداد خصال الأمين العام السابق للحزب، تقمص الأزمي دور الناصح لإخوانه الأكثر فهمًا لبنكيران، معلنا أن "فهم الأمين العام السابق ومعه الراحل عبد الله باها للمرجعية الإسلامية والإسلام سيمكن من إنقاذ البشرية".