تعيش ساكنة دواوير اسغطس، مسكورت، اوتزارت واللوكمان، الواقعة بالنفوذ الترابي لجماعتي ايت بوداود وتزارين، بإقليم زاكورة، في شبه عزلة، خاصة في فصل الشتاء، بسبب الوضعية السيئة للطريق التي تربطها بالطريق الوطنية رقم 12. وتسلك الساكنة المذكورة هذه الطريق يوميا من أجل الوصول إلى مركز جماعتي تزارين وايت بوداود لقضاء أغراضها الإدارية أو التسوق، وتواجه صعوبة كبيرة ومعاناة حقيقية، خصوصا في فصل الشتاء، جراء هشاشة الطريق، ما يزيد من تعميق جراح التهميش والإقصاء اللذين ترزح تحت نيرهما المنطقة منذ سنوات، وفق الساكنة. وأكد السكان، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن هذه الطريق الوحيدة التي يسلكونها يوميا تتعرض لكل أنواع التعرية كلما تهاطلت الأمطار، بسبب السيول التي تجرف إلى بعض المقاطع منها الأحجار والأتربة، وأضافوا أنهم لازالوا ينتظرون ويترقبون طي صفحة هذه الطريق التي طالها النسيان، ويأملون في رؤية مشاريع تنموية بالمنطقة. وفي هذا الإطار، قال يدير عنون، فاعل جمعوي من دوار اسغطس، إن "معاناة الساكنة بهذه الدواوير تتفاقم في كل موسم أمطار جراء قطع الطريق في وجه المرور، ما يجعلنا في عزلة تامة عن العالم الخارجي"، مشددا على ضرورة تعبيد الطريق المؤدية إلى هذه الدواوير، التي قال إنها طالها النسيان وتوجد خارج أجندة المسؤولين، في اتجاه الطريق الوطنية رقم 12، مشيرا إلى أنها ستمكن من فك العزلة عنهم. وأضاف المتحدث أن الساكنة تطالب بأن يكون لهذه الطريق نصيب من مشاريع تعبيد الطرق التي ينجزها المجلس الجماعي بشراكة مع الوزارة المعنية ومتدخلين آخرين، وإعطاء الأولوية لها، مذكرا بأن الساكنة لم تعد قادرة على تحمل تلك المعاناة الكبيرة التي تخلفها تلك الطريق، خصوصا مع تهاطل أول قطرات من المطر. محمد فريكس، رئيس جماعة تزارين، قال في اتصال هاتفي بهسبريس: "إن الجماعة في إطار التشاور مع وزارة التجهيز والنقل ومجلس الجهة والمجلس الإقليمي وجماعة ايت بوداود لإعداد دراسة تقنية حول إمكانية تعبيد هذا المسلك الطرقي"، مضيفا أن "جماعة تزارين تبحث عن شركاء آخرين للمساهمة في تعبيد هذه الطريق وغيرها من المسالك الطرقية الجبلية بالمنطقة". وزاد المتحدث أن المجلس الجماعي لتزارين يقوم بمجهودات كبيرة لتقريب جميع الخدمات الأساسية للساكنة الواقعة بنفوذ ترابه والجماعات المجاورة، مشددا في الوقت نفسه على أن "بعض المشاكل التي تتخبط فيها الساكنة المحلية تحتاج إلى تنسيق بين المجلس الجماعي ومجلسي إقليم زاكورة وجهة درعة تافيلالت وقطاعات وزارية أخرى قصد تداركها"، وفق تعبيره.