يعيش سكان دواوير أسغطس ومسكورت وأوتزارت واللوكمان، الواقعة بالنفوذ الترابي لجماعتي آيت بوداود وتزارين بإقليم زاكورة، معاناة حقيقية جراء هشاشة المسالك الطرقية المؤدية إلى دواويرهم؛ وهو ما يزيد من تعميق جراح التهميش الذي ترزح تحت نيره المنطقة منذ عقود. ويسلك مواطنون بالدواوير المذكورة هذه المسالك يوميا، حيث يواجهون صعوبة كبيرة كل فصل شتاء من أجل الوصول إلى مركز جماعة تزارين وأيت بوداود لقضاء أغراضهم الإدارية أو التسوق. وتعرضت الطريق التي تربط الدواوير المذكورة بالمراكز الجماعية التابعة لها لكل أنواع التعرية، بسبب الأمطار والسيول التي تجرف إليها الأحجار ؛ وهو ما يعرقل السير عليها في هذه الظروف، علاوة على الخطورة الكبيرة التي قد تسببها للسائقين، خاصة بالنسبة إلى العربات ذات الحجم الكبير، التي تكون غالبا محملة بعدد كبير من المواطنين والبضائع. وفي هذا السياق، قال أحمد أوزمو، وهو واحد من الساكنة المتضررة، في تصريح لهسبريس، إن الوضع الكارثي الذي يوجد عليه المسلك الطرقي المؤدي إلى الدواوير المذكورة يلخص معاناة مستمرة ومتواصلة لسكان هذه القرى المنسية، الذين يبدو أنهم يرثون معاناتهم من جيل إلى آخر بعدما حكمت عليهم الأقدار بأن يعيشوا وسط هذه الظروف الطبيعية والجغرافية القاسية، بالإضافة إلى إهمال المسؤولين لهم، حيث لا مؤشرات تلوح في الأفق عن رغبة في تغيير واقعهم المرير. وأمام هذا الوضع، يضيف المتحدث ذاته، ما زالت الساكنة تنتظر وتترقب كل سنة طي صفحة هذه الطريق التي طالها النسيان، وتأمل في رؤية مشاريع تنموية بالمنطقة، مبرزا أن المنطقة ظلت تعيش الويلات منذ فترة طويلة، كما قبعت خارج اعتبار المسؤولين والمنتخبين، ولم تستفد من أي برنامج تنموي. مصدر مسؤول بجماعة تزارين أوضح أن هذه الأخيرة تتدارس إلى جانب شركاء آخرين إمكانية إعداد دراسة تقنية حول الطريق المذكورة، من أجل توفير لها الاعتمادات المالية الكافية لتعبيدها، مشيرا إلى أن الجماعة وضعت أمام عينها مجموعة من المسالك الطرقية المؤدية إلى مناطق جبلية وعرة، قصد الإسراع في بنائها قبل متم الولاية الحالية من التسيير الجماعي. وزاد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المجلس الجماعي لتزارين يقوم بمجهودات كبيرة لتقريب جميع الخدمات الأساسية للساكنة الواقعة بنفوذ ترابه والجماعات المجاورة، مشددا في الوقت نفسه على أن "بعض المشاكل التي تتخبط فيها الساكنة المحلية تحتاج إلى تنسيق بين المجلس الجماعي ومجلسي إقليم زاكورة وجهة درعة تافيلالت وقطاعات وزارية أخرى قصد تداركها"، وفق تعبيره.