في طريقك إلى "عين إكفران" أو تالعينت، كما يحلو للسكان المحليون تسميتها، والواقعة بالنفوذ الترابي للجماعة القروية تزارين، إقليم زاكورة، تصادفك مجموعة من الدواوير النائية التي تفتن عين الزائر بسحر طبيعتها الخلابة وجمالها الذي يشد الأبصار، رغم ما تعانيه من إهمال في البنية الطرقية والترويج السياحي. الدواوير الواقعة على طول الطريق المؤدية إلى عين إكفران تجمع بين الجبال الوديان والحقول الفلاحية، في انسجام تام يضفي على المكان سحرا وجمالا، وباستطاعتها أن تكون قبلة سياحية من خلال إعادة الترويج للعين التي كانت إلى أمس قريب محج المغاربة والأجانب من كل حدب وصوب بحثا عن علاج من هذا العين. بدوار إكفران، الذي يبعد بحوالي 15 كلم على الطريق الجهوية 708 الرابطة بين النقوب وتزارين، يوجد "عين إكفران" أو "تالعينت" التي انفجرت مياهها سنة 1997، بعدما كانت مصالح الدولة تعمل على حفر ثقب مائي لتزويد الساكنة بالماء الشروب؛ لكن سرعان ما اكتشفوا أن هذه المياه غير صالحة لربط منازل الساكنة بها، كما سرعان ما انتشرت في جميع ربوع المغرب وخارجه أن ماء هذا العين يداوي مجموعة من الأمراض؛ وهو ما جعلها قبلة للناس من كل الاتجاهات. حمو بن داود، من ساكنة دوار إكفران، أكد أن "العين التي وهبها الله لهذه المنطقة كانت سببا في رواج اقتصادي، وأصبح الدوار يشبه مركز حضري بفعل المئات من المواطنين الذين يحجون إليه يوميا بحثا عن شفاء"، مضيفا "ماء هذا العين يشبه مياها غازية، ويستطيع علاج أمراض وعلل كثيرة"، لافتا إلى أن "اليوم أصبح العين هذا مجرد أطلال منسية لا تسمع منه إلا خرير المياه". وأضاف متحدث جريدة هسبريس الإلكترونية: "بمجرد انفجار هذا العين توافد الآلاف من المواطنين من الجنوب والشرق والغرب والشمال للمغرب إلى هذه المنطقة، لعلهم يحصلون على علاج استعصى على الأطباء توفيره"، مشيرا "وأصبحت المنطقة تعج بالمقاهي ومنازل للكراء، لتوفير ظروف الراحة والاطمئنان لزوار هذا الدوار"، متسائلا وباستغراب "عن أسباب تراجع إقبال زيارة هذا العين، رغم أن مياهها بقيت كما كانت عليها منذ اكتشافها؟". وأنت في طريقك إلى هذا العين تندهش من الحالة الرديئة للمسلك الطرقي المؤدي إليه، لكن جمال طبيعة الدواوير الواقعة على طول المسلك المؤدي إلى "تالعينت" تخفي معاناة وهموم سكانها. خديجة، وهي واحدة من النساء اللواتي تحدثن لهسبريس بخصوص موضوع "تالعينت"، قالت إن هذه المعلمة المشهورة في وقت سابق تعاني الإهمال، مشيرة إلى أن "الساكنة كانت تعول على هذا العين من أجل تحسين وضعها المعيشي من خلال الترويج للمنطقة سياحيا وثقافيا وفلاحيا؛ لكن حلمها سرعان ما سقط في بئر النسيان بمجرد توقف الناس على زيارتنا من كل جهات المغرب"، تقول المتحدثة. وأضافت المتحدثة: "منطقة إكفران ونواحيها وإقليم زاكورة بصفة عامة اشتهرت بهذا "العين الاستشفائي" الذي كان يعتبر نموذجا في السياحة البديلة التي تراهن عليها الساكنة، إلا أنها تشكو من عدة نقائص أثارت استياء الزوار، لافتة "على الجهات المعنية أن تمد يدها إلى هذه المنطقة حتى تتحول إلى لؤلؤة تضيء سماء المغرب في الداخل والخارج، من خلال إعادة الترويج لمنافع هذا العين في الإعلام العمومي وتعبيد المسلك المؤدي إليها لتسهيل وصول الزوار"، وفق تعبيرها. وتتميز "عين إكفران" المنسية بموقعها الجبلي ومياهها المعدني؛ لكنها تحولت مع مرور السنوات إلى مجرد أطلال تسكنها الأشباح، وإهمال الجهات المسؤولة، رغم أن المخزون الطبيعي لهذه العين قادر على تحويل المنطقة إلى محطة استشفائية عصرية تدرج ضمن الطريق السياحي وتعود بالنفع على المواطنين من حيث توفير فرص الشغل وتحقيق مردود سياحي مهم. وفي الوقت الذي تعذر التواصل مع رئيس المجلس الجماعي لتزارين، في هذا الموضوع، حيث ظل هاتفه منذ أمس الاثنين خارج التغطية، طالب عدد من سكان الدواوير المجاورة لعين إكفران مصالح العمالة والمندوبية للسياحة والثقافة بالعمل على إحياء هذا العين، من خلال الترويج لها سياحيا وثقافيا وتوفير للزوار جميع الظروف الملائمة لتشجيعهم على زيارة العين والمساهمة في المردود السياحي، وفق تعبيرهم.