تطرقت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الشمالية على الخصوص للمفاوضات السياسية والمالية بين البيت الأبيض والمعارضة الديمقراطية بالكونغرس، وللعلاقات المتوترة بين الرئيس دونالد ترامب ومكتب التحقيقات الفدرالي، وكذا ولنزاع الأخشاب بين كندا والولايات المتحدة والعلاقات التجارية الكندية الصينية، والتداعيات المحتملة على البنميين لإدراج بلادهم ضمن القائمة السوداء للملاذات الضريبية التي أقرها الاتحاد الأوروبي، فضلا عن الجدل الدائر حول قانون للأمن الداخلي بالمكسيك. فبالولايات المتحدة، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن مجلس النواب اعتمد الخميس تشريعا مؤقتا لتمويل الحكومة الفيدرالية، متفاديا بذلك احتمال إغلاق الحكومة، والذي كان من الممكن أن يحدث بسبب خلاف بين البيت الأبيض وأعضاء الكونغرس على اعتماد ميزانية السنة المالية الجديدة. وأوضحت الصحيفة أن الاتفاق الذي يحول دون تعطيل الحكومة، تم اعتماده بمجموع 235 صوتا مقابل 193، وذلك لتفادي إغلاق جزئي للحكومة كان من المقرر بدء سريانه في الساعات الأولى من يوم غد السبت، على أن يتم منح الحكومة أسبوعين (حتى ال 22 من الشهر الجاري) للإبقاء على عملها بصورة كاملة. وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر وراي، رفض الخميس انتقادات الرئيس دونالد ترامب للوكالة الفيدرالية، على خلفية التحقيق في التدخل الروسي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأمريكية لسنة، 2016 والتواطؤ المزعوم مع فريق حملته الانتخابية. وأوردت أن وراي صرح، خلال جلسة امام اللجنة القضائية لمجلس النواب، أن سمعة الوكالة ليست "في حالة يرثى لها" كما كان وصفها الرئيس الأمريكي، بل هي ب"حالة جيدة جدا". وأشارت إلى أن وراي رد على أسئلة صعبة بشأن ما إذا كان تحقيق العام الماضي في استخدام هيلاري كلينتون لوثائق سرية على خادم إلكتروني خاص، وتحقيق المدعي الخاص روبرت مولر في تواطؤ محتمل لحملة ترامب مع روسيا، يقوم به محققون معادون لترامب، مذكرة في هذا الصدد بإقالة عنصر في الشرطة الفيدرالية مؤيد لكلينتون، من مهمته كمحقق رئيسي في فريق مولر، ما دفع ترامب إلى نشر تغريداته المنتقدة للمكتب الفيدرالي. من جهتها، ذكرت "ذ هيل" أن الرئيس ترامب يتمتع الآن بنسبة 32 في المائة فقط من الآراء الإيجابية، وهي الأدنى من نوعها منذ دخوله البيت الأبيض في 20 يناير الماضي. واشارت الصحيفة، استنادا إلى استطلاع للرأي اجراه مركز "بيو رسيرتش"، الى ان حوالى 63 في المائة من الامريكيين الذين شملهم الاستطلاع لا يؤيدون الطريقة التي يدير بها الرئيس الأمريكي شؤون البلاد، مقابل 59 في المائة في أكتوبر الماضي. وفي كندا، كتب "لا بريس" أنه مع اقتراب احتفالات نهاية السنة، لم تقدم لجنة التجارة الدولية الأمريكية هدية لمنتجي الأخشاب الكنديين، وقضت بأن صادراتهم تضر بمنافسيهم الأمريكيين. وذكرت الصحيفة ان الممثلين الأربعة للوكالة الامريكية دعموا، خلال تصويت الخميس بواشنطن، بالإجماع، حجج التحالف الأمريكي للأخشاب، في حين ان التفاصيل المحيطة بقرار اللجنة ينتظر الكشف عنها في غضون أسبوعين. من جانبها، كتب "لو جورنال دو مونريال" ان رئيس الوزراء، جوستين ترودو لم يتمكن، بعد زيارة رسمية للصين، من الدفع بالمناقشات المتعلقة بإبرام اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين، وقال إنه لم يراوده أبدا "وهم" التوقيع السريع على اتفاق مع الصين. واشارت الصحيفة الى ان ترودو حاول، مطلع الاسبوع الجاري، الدفع بالمحادثات "الاستكشافية" التي تجري منذ اكثر من عام مع بكين من أجل بدء مفاوضات رسمية حول اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين، مضيفة أن اجتماعه مع نظيره الصيني، لي كه تشيانغ، الاثنين في بكين، لم يتوج بإعلان بهذا الخصوص. وفي بنما، توقفت صحيفة "بنما أميريكا" عند التداعيات المحتملة لإدراج البلاد ضمن القائمة السوداء للملاذات الضريبية التي أقرها الاتحاد الأوروبي، على البنميين، حيث نقلت اليومية عن محللين اقتصاديين محليين أن هذا الإجراء قد يحد من حجم المعاملات التي يقوم بها الأوروبيون مع البنوك البنمية، ما سينعكس سلبا على حجم احتياطات هذه الأخيرة، ويدفعها بالتالي لفرض قيود على الحصول على القروض، لاسيما من خلال رفع أسعار الفائدة. وأشارت اليومية، استنادا إلى معطيات مكتب المراقب المالي العام، إلى تراجع حجم الودائع الخارجية في النظام المصرفي البنمي بنسبة 7ر10 في المائة حتى حدود شهر شتنبر الماضي، مضيفة أن هذا التراجع قد يزيد بعد إدراج بنما ضمن القائمة السوداء للملاذات الضريبية. ونقلت اليومية عن الخبير الاقتصاد البنمي، خوان خوفاني، قوله إن الإجراء الأوروبي قد ينعكس على سمعة البلاد ويدفع إلى سحب الودائع الأجنبية من البنوك البنمية، كما قد يدفع البنوك المراسلة إلى الإحجام عن تقديم خدمات تحويل الأموال وتمويل التجارة الخارجية للأبناك البنمية، وهو ما يشكل برأيه، "مشكلة خطيرة" لأن بنما تعتمد على هذه الأبناك المراسلة في نشاطها التجاري والمالي. واشارت الصحيفة إلى أن "ما يبحث عنه الاتحاد الأوروبي حقا هو ضرب تنافسية بنما التي تساهم في جذب الاستثمارات الأوروبية"، مبرزة أن إدراج بنما في القائمة السوداء للملاذات الضريبية "فاجأ المحللين ورجال الأعمال والخبراء الاقتصاديين، بالنظر إلى الجهود المبذولة للامتثال للمعايير الدولية" من قبل البلد الكاريبي. وفي موضوع آخر، ذكرت يومية "إل سيغلو" أن بنماوالصين اتفقتا، خلال زيارة وزير التجارة الصيني، تشونغ شان، للعاصمة البنمية، على بدء مفاوضاتهما بشأن اتفاقية ثنائية للتجارة الحرة خلال النصف الثاني من السنة المقبلة. ونقلت الصحيفة عن وزير التجارة والصناعة البنمي، أوغوستو أروسيمينا، قوله، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصيني، "إننا نأمل في الانتهاء من دراسة الجدوى الأولية (المتعلقة بالاتفاقية) في يونيو 2018 والبدء فورا في المفاوضات". وفي المكسيك، توقفت يومية "لاخورنادا" عند الجدل الدائر حول قانون الأمن الداخلي الذي يسمح بتدخل القوات المسلحة في عمليات الأمن العمومي، مشيرة إلى أن لجنة الأمن القومي ردت على الانتقادات الموجهة إلى القانون، مؤكدة أنه لم يحن الوقت بعد لإنهاء مشاركة القوات المسلحة في عمليات مكافحة الجريمة المنظمة والأمن العام نظرا لمحدودية قدرة الشرطة المحلية. ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة، ريناتو ساليس إيريديا، قوله إن القانون الخاص بالأمن الداخلي لا يروم استبدال القوات المدنية بالقوات المسلحة، بل هو إطار قانوني يسمح للجيش والقوات البحرية والشرطة الفيدرالية بالمشاركة في إقرار السلم والأمن. من جهتها، واصلت صحيفة "إل أونيبرسال" رصدها لتداعيات قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرة إلى أن متظاهرين فلسطينيين غاضبين اشتبكوا مع الجنود الإسرائيليين وأحرقوا صورا لترامب احتجاجا على القرار الأحادي الجانب الذي اتخذه الأخير. وأوضحت الصحيفة ان ازيد من 20 فلسطينيا أصيبوا برصاص مطاطي او برصاص حي في اشتباكات في الضفة الغربية وقطاع غزة.