إلى روح الشاعر الكبير كنز القريض ودر النثير الأديب النحرير محمد أحمد البقالي (1927-2017) بعدما تعرضت للحديث عن ترجمة شاعرنا الفقيد الأديب محمد بن أحمد البقالي رحمه الله، في مقالي المنشور بهسبريس يوم 9 أكتوبر المنصرم[1]، سأتطرق في هذه الدراسة إلى مساره الشعري من خلال الكشف عن روافده الفنية ومميزات نظمه ورؤيته الشعرية ولمع من نتاجه الشعري قبل أن أنحو إلى مساءلة منجز الدراسات حول الشعر المغربي فيما يناط بنظم أديبنا على وجه التحديد، والدعوة إلى إنجاز قراءة جديدة لأدبنا الحديث والمعاصر بصفة عامة، ونتاجه الشعري والنقدي خاصة، وذلك فيما يلي: 1. من روافده الفنية ساهمت عوامل ذاتية وموضوعية في تفتق قريحته الشعرية؛ إذ كان له نزوع جواني إلى الشعر منذ نعومة أظافره، حيث كان يتمنى أن يصل يوما ما إلى قاضي الشعر حسب ما صرح به في حوار صحفي بإذاعة تطوان[2]، وقد نظم شاعرنا قصيدة رائعة يبوح فيها بصيغة رومانسية عن ميلاده الشعري، صدر بها ديوانه كنز الحكيم تحت عنوان : "ميلاد"، مطلعها: في ربى الفردوس ناي حالم الشجو تغنى إن في تحنانه آهات مكلوم معنى[3] ختمها بهذه المقطوعة الشعرية: بعد حين رن صوت الهدهد: "جئت من بحر الوجود السرمد أحمل الرؤيا بيوم الموعد يوم تطراب القدود الميد إذ تثنت حافلات بالبشائر معلنات عبر رنات المزاهر عن وليد غارق في النور طاهر كوثري الورد غيداق الخواطر إنه، شاعر"[4] لقد كان لعمه المرحوم السيد محمد بن عبد السلام البقالي عميد الموسيقى الأندلسية، الحافظ لنوبات الموسيقى الأندلسية الإحدى عشر كلها، ورئيس ألمع فرقة موسيقية بالمنطقة الخليفية على عهد الحماية بتطوان، أثر بليغ في إغناء كونه الشعري، الأمر الذي أهله ليكون من حفاظ نوبات هذه الموسيقى التراثية، كما كانت دراسته لمادة الصولفيج عند انتسابه إلى الجوق النحاسي للكشاف إبان التحاقه بمعهد مولاي المهدي، رافدا علميا خصبا ومعينا فنيا ثرا، ولد لديه الإحساس بالوزن الموسيقي الذي سيكون سلما لشاعرنا في دراسة علم القوافي والأعاريض[5]، وقد أهله تكوينه الفني الموسيقي ليكون عازفا موسيقيا على آلتي البيانو والطرومبيط، وإنجاز دراسة قيمة: "التعريف بالموسيقى الأندلسية"، وهي محاضرة ألقاها شاعرنا بتطوان بمناسبة الموسم الثقافي الوطني الذي أقيم تحت شعار: معرفة المغرب[6] سنة 1967، نالت إعجابا منقطع النظير إلى حد أن محاضرنا أعاد إلقاءها بمدينة العرائشوشفشاون بطلب من المهتمين بالشأن الثقافي الموسيقي ببلادنا في الموسم نفسه. إلى جانب هذا الرافد الفني الموسيقي، يجدر بنا ذكر رافد آخر أرخى بظلاله على نظم شاعرنا، وهو الفن المسرحي الذي مارسه وهو في نعومة أظافره وريعان شبابه مع أبرز أعلام زمانه كالبشير لعلج، وامتاح من عيون درره منذ انتسابه إلى "جمعية أناشيد وتمثيل" التابعة لمعهد مولاي المهدي بتطوان، حتى أبدع فريدة من خرائد عقيانه: "حكاية شعب"[7]، وهي أوبريت فلسطينية، أعتبرها إحدى فرائد المسرح الغنائي المغربي الحديث والمعاصر، التي ألقاها شاعرنا بداية السبعينات في مهرجان حول القضية الفلسطينية الذي أقيم بسينما مونومينطال في تطوان، بحضور ممثل جبهة تحرير فلسطين السيد توفيق السعدي، ونخبة من الشعراء كمحمد الحلوي ومحمد اللواح، وكذا مسرحيته الشعرية: "العهد الأنور"[8] المنشورة بمجلة اتحاد كتاب المغرب آفاق سنة 1966 في عددها الخاص بالمسرح، والمصنفة ضمن أهم المسرحيات الشعرية العربية في الرسالة الجامعية: بنية المسرحية الشعرية في الأدب المغاربي المعاصر للباحث الجزائري عز الدين جلاوجي[9]، فضلا عن قصيدته الدرامية "ابنة البواب" التي أنشدها سنة 1960 بمناسبة مرور قرن على احتلال مدينة تطوان من طرف الإسبان سنة 1859[10]. لم يقتصر شغف شاعرنا بفن الشعر والموسيقى والمسرح فقط، بل ارتوى مخياله وانصقلت ذائقته الفنية من مختلف مناهل الفنون الجميلة الأخرى كفن الرسم الذي درسه بمعية رفيقيه الفنانين البارزين المرحوم محمد السرغيني ومحمد الإدريسي، على يد الفنان الإسباني الكبير Carlos Gallegos بمعهد الفنون الجميلة المحادي لمدرسة الصنعة بتطوان آنئد، قبل أن ينتقل إلى مقره الحالي. وإن كان لم يسطع نجمه في هذا الفن كصاحبيه، فإن الشعر عوضه عن ذلك بفرشاة اللفظ والمعنى وألوان البلاغة والإيقاع والوزن والقافية، وقد تمخض عن اهتمامه بهذا الفن وغيره من الفنون الجميلة، مشاركته الفعلية بمعية أصدقائه الفنانين التشكيليين كمحمد شبعة والمكي مرسيا والمحجوبي أحرضان وإدريس الجاي، في تأسيس: "الجمعية الوطنية للفنون الجميلة" بالرباط سنة 1965، ناهيك عن انتسابه لمجموعة من الجمعيات والهيئات الفنية والثقافية والرياضية وغيرها، وترِؤسه نادي اليونسكو عند تأسيسه لأول مرة بتطوان. وهكذا يكون شاعرنا المتعدد المواهب قد ولج بامتياز عالم الشعر من بابه الأوسع ومعبره الأرحب والأخصب، حيث انصهر فيه الشعر والتشكيل والنغم والتمثيل ليبدع لنا ديوانين: كنز الحكيم وملاحم و مراثي الخالدين. فضلا عن هذا كان للغربة وقع عميق وحافز كبير لقول الشعر في مدينة الحاجب حيث كان معلما بمدرسة الحاجب للبنات سنة 1948 وهذا ما يفسر قوله: "أن الشعر ابتدأ معه وابتدأ هو معه (أي الشعر) من الحاجب"[11]، بعد أن قضى عامين في التدريس بالتعليم الحر بالدار البيضاء، أبان فيها عن تعلقه الكبير واهتمامه البليغ بمجال الشعر وإنشاده في ممارسته البيداغوجية لإيمانه الراسخ بدوره في إذكاء روح الوطنية والقومية للنشء، وتربيته على قيم الحرية والعدالة والمساواة، ومناهضة الجور والاستبداد، وقد تمخض عن هذا النشاط الشعري التربوي المتميز حدثان هامان: -أولهما استدعاؤه بمعية تلميذاته وتلاميذه سنة 1947 من طرف إذاعة الدار البيضاء لإلقاء الأناشيد على أثير موجاتها، وهي قصائد ذات الصبغة القومية التي كان شاعرنا يحفظها لهم/ن. -ثانيهما: مجيء عاهل البلاد المرحوم محمد الخامس إلى الدار البيضاء بعد سماعه لهذه الأناشيد عبر إذاعة الدار البيضاء، واتصاله بمدير مدرسة شاعرنا، طالبا منه الحضور إلى القصر الملكي بالدار البيضاء بمعية شاعرنا وتلميذاته وتلاميذه لإلقائها أمامه بالقصر، حيث وجدوه جالسا والجوق الملكي متحلقا حوله على الأرض،[12] فأعجب بها عاهل البلاد أيما إعجاب. إذا كانت مدينة الحاجب منطلق شاعرنا الأديب في قول الشعر، فإن تطوان معين فطامه وارتوائه وثماره، حيث استجمعت جل روافده الفنية والأدبية والعلمية، فهي واسطة العقد وشغاف القلب وإلهام الروح ومرتع الهوى والسلم والحسن والعلم والفن والأدب...، بل نعتها ب"بغداد الأدب" و"فردوس الطرب" في موشحه: "صانع التاريخ"[13] (رضيع المجد) الذي نظمه بمناسبة زيارة المغفور له الملك محمد الخامس إلى مدينة تطوان، المنشور بمجلة المعرفة سنة 1957. لقد احتلت مدينته مكانا اعتباريا محوريا في قريضه، خصها شاعرها بثلاث قصائد: "ابنة البواب"[14] و"مدينتي"[15] و"في محراب الحب"[16] (ربة الجدول الظامئ)، أقتطف منها بعض المقطوعات الشعرية: -من قصيدته "مدينتي": "هناك حيث يتولى الكادحون صنع آلة الظفر وحيث يشهد الخلاص كل أبناء البشر هناك حيث الشعراء يمسحون الأرض بحثا عن خزائن المحبة وحيث يعجن الرغيف بخميرة الكرامة... هناك عند السفح في ظل الكروم حيث يعصر المغني اللحن في فم الحبيب قطرات من دوالي الكهرمان وفي رحاب الأزرق الذي استقى من الزمرد شعاع الأمنيات وعند برزخ لحاظك الجميلة الجميلة التي تحمل عبء الياسمين، والبنفسج وكل زهرات القزح المفتحات هناك يا صغيرتي فقط هناك: مدينتي"[17]. ومن قصيدته المطولة "إبنة البواب" التي أنشدها في ذكرى أقيمت بتطوان سنة 1960 بمناسبة مرور قرن على احتلالها من طرف الإسبان سنة 1959: "الرجع الكئيب" في بلادي يستشهد الناس في حومة الوغى ويذوبون كالعبير فدى الخصر واللمى ومراض النفوس يسقون سما على الصدى قصة الناي، والصبية، والمارق الفتى يزعم الناس أنهم عندما يهبط المسا ويعودون للبيو ت إذا الطير قد غفا يسمعون أغنية الناي تحكي عن الجوى ويرون طيفا على النبع، شط به النوى يبحث الليل كله ما تبدى نجم السهى هل يرى الدهر حلمه فيغني طول المدى"[18] نظم شاعرنا قصائده في فترات مختلفة من مراحل عمره، فرغم توقفه عن نظم الشعر لفترة ليست بالقصيرة، واصل قوله وإنشاده في مناسبات عديدة من قبيل مشاركته في فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون[19]. ولم يفت الشاعر تقديم تعريف خاص قيم للشعر، أدرجه نهاية الديوان، بمتن غلافه كمسك ختامه، كما يلي: "الشعر إبداع وإحساس بجمال الصورة وجلال الحقيقة، وهو في نفس الوقت حضور متسام نحو الحكمة في صحوه وصفائه، وصيرورته نحو عالم الحق والطمأنينة والازدهار. ولأن الشاعر وليد مجتمع جغرافي وحضاري، فهو يدرك أن عليه رسالة يجب تأديتها: هي رفع الحجاب عن صور التنافر مما طريقه القلب، وحب ينمو ويتضخم حتى يشمل كل شيء"[20]. 2. رؤيته الشعرية إنه من الشعراء القلائل الذين تحدثوا بعمق وصدق عن رؤيتهم الشعرية، وأفردوا لها حيزا اعتباريا خاصا في كتاباتهم، حيث وافانا شاعرنا بمقال في الموضوع تحت عنوان "رؤية"[21]، ينم عن ثقافة موسوعية متعددة الجذور والأغصان، ورؤية جمالية رباعية الأركان: فنية وصوفية وإنسانية ووجودية، وتجربة شعرية وازنة وثرة وأصيلة، وتأمل طويل وتفكير حكيم في ماهية الوجود والشعر والفلسفة. لم يكن من باب الصدفة أن يصدر كلامه عن رؤيته الشعرية بوصفه حديث الشعر بغير الممل، المرادف لحديث الغرباء، قائلا: "حديث الشعر لا يمل، وهو حديث الغرباء حينما تتحشرج على لهواتهم عندلة الكلمة الجريحة، فلا يجدون غير البث سبيلا إلى الانعتاق"[22]، لكون الغربة اقترنت ببداية نظمه الشعر في إقليمالحاجب سنة 1948 وفق ما صرح به في حواره بإذاعة تطوان الجهوية[23]، لذا لم يجد مندوحة من استهلال تناول موضوعه بربط حديث الشعر بحديث الغرباء لما للغربة من قدرة كبيرة على استقطار قول الشعر على ألسنة الشعراء. لقد أقر شاعرنا بصعوبة حديثه عن شعره، باعتباره يشكل مفارقة عصية التحقق، أي الخروج عما هو ذاتي لمعاينته فرديا أو الحديث عنه موضوعيا، لذا استسمح القارئ عن عدم تناول إنتاجه الشعري دراسة وتحليلا حتى لا يحجب عنه "لطائف الاتحاد أو الشهود"[24] على حد قوله، ما يعكس سعة وعمق الرؤية الفنية لدى الشاعر لاندراجها في صميم جمالية التلقي، باعتبار النص ينتهي عند كاتبه ليعيش حيوات متعددة ومختلفة في تلقي الآخرين له على عدة مستويات: المعرفي والفني والجمالي وغيره، الأمر الذي يكسبه دينامية وثراء. كمدخل للحديث عن الشعر آثر الشاعر إبراز أهمية حاجتنا الطبيعية التلقائية إليه، طارحا سؤالين وجيهين في الموضوع: "ما بالنا كلما دهمتنا النوائب والخطوب، نلتجئ إلى الشعر للتنفيس عن معاناتنا؟" "لماذا لا نلتجئ إلى الفلسفة وعمقها مثلا؟"[25] لينتصر للشعر في هذا المسعى نظرا لسموه إلى التعبير عن العالم الذي يكتنفه، أي ما يحيط به من كيان خارجي وباطني، بينما تظل الفلسفة رهينة دائرة المعرفة لذاتها في تقديمها للمعرفة نفسها، باعتبار أن الفلسفة مونولوج، بينما الشعر هو ديالوج[26]. وهكذا خلص الشاعر إلى وجود جنب الحقيقة الوجودية، حقيقة شعرية يمتلك الشعر قدرته على خلقها، يستمد الشاعر منها قيمة عمله ورسالته الإنسانية الجدلية التي تتغيا تحرير النفس والمجتمع من الأدران قصد الانبعاث والارتقاء إلى عالم الصفاء والبهاء والانتشاء بالسعادة والهناء والجمال والجلال. هذا الانتقال هو في الوقت عينه ارتقاء بالشعر "من مجرد الزخارف العرضية إلى مرتبة الجوهر"[27] حيث يصل الشاعر بعد اجتيازه أقاليم الضياء والغوص في قعر محيطات الظلام إلى استشفاف الحقيقة الشعرية، "عبر الكلمة السكرى بجمال وجلال هو في نفس الوقت وجود وواقع"[28] حسب تعبير صاحب الرؤية الذي يلخص لنا هذا الوصول في قوله التالي: "وهكذا يتحرر الشاعر من سائر القيود التي وقفت أجيالا متعاقبة في طريق تحرره وانعتاقه، ويقف عملاقا، يملأ الفراغ والمكان والخواء بنورانيته، وذاتيته وخصوبته. فتتطاول الأفكار وتتمدد، ويحتفل الكون بأجمعه لأن الشاعر امتطى صهوة خياله ووصل به عبر معارج الإمتاع إلى مشارف الإنصهار حيث يتضوع الصخر مسكا، وتزهر الأنغام ألوانا، ويستوي القبح جمالا، والشقاء سعادة، والعدم وجودا، والمحال ممكنا، والأسطورة حقيقة، والإدراكات كلها ممكنات بالإضافة إلى وجودها المطلق"[29]. قبل أن يسدل أديبنا الستار على رؤيته الشعرية، قدم في حق الشعر والشاعر باقة من جوامع كلمه، ووشاحا من درر نثره كما يلي: "الشعر شيء قائم الذات، كل غير منقسم، إنه موجود في كل شيء، ولكنه ليس كل شيء". "الشعر هبة وعطاء، وأقصر طريق للوصول إلى الحقيقة الأزلية". "ومادام الشاعر مطوقا بهذه الرسالة، فعليه أن يحافظ على فرديته، وشهوده وشموليته، حتى يتفهمه الجميع، فيقف رافع الجبين، وجها لوجه أمام الشمس والعالمين"[30]. 3. لمع من مساره الشعري لقد تعددت لمع ذخيرة شاعرنا الشعرية وتنوعت تشكيلا وإيقاع وصورا وتمثيلا ومضمونا، أنتقي منها على سبيل المثال: "المذكرة الأخيرة" التي توجت بأحسن قصيدة أنشدت في "المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث" سنة 1968، المنظم من طرف جمعية أصدقاء المعتمد بن عباد بشفشاون منذ أكثر من نصف قرن، الذي يعتبر أقدم مهرجان شعري وطني سنوي بالمغرب، حيث شارك شاعرنا جنب نخبة من الشعراء المغاربة الذين يمثلون اتجاهات شعرية مختلفة كمحمد الميموني وعبد الكريم الطبال وأحمد الجوماري وأحمد صبري ومحمد زفزاف وعلال الهاشمي الفيلالي ومحمد غربي ومحمد مهدي السمعداني وعبد السلام الهراس وعبد السلام الزيتوني وإدريس الجاي وعبد الرفيع الجواهري صاحب "راحلة" الذي لم يتوان في إنشاد قصيدة شاعرنا الفائزة: "المذكرة الأخيرة" على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة الوطنية بالرباط في اليوم نفسه الذي أنشدت هذه القصيدة التي قال في حقها الناقد المغربي الكبير محمد برادة في دراسة نقدية خص بها هذا المهرجان في دورته الرابعة، تحت عنوان: "ثلاث أيام للشعر في شفشاون. إلى أين يتجه الشعر المغربي المعاصر؟"، ما يلي: " فقصيدة "المذكرة الأخيرة" مثلا التي ألقاها الشاعر البقالي في المهرجان أعتبرها نموذج نضج الشعر المعاصر في المغرب لمميزات مضمونية وفنية عديدة من أهمها أن ظل القصيدة ينم عن ثقافة شعرية وفكرية واسعة، كما أن صياغة القصيدة جمعت بين الاتساق والوحدة وتعدد طبقات النغمة الشعرية وأصالة الموضوع 'تأملات أخيرة لزنجي حكم عليه بالإعدام بتهمة قتل شرطي أبيض في حالة غضب'. إن القصيدة من بدايتها إلى نهايتها موفقة في نقل تجربة فريدة من نوعها، تجربة مضمخة بدم أسود، بحقد أسود، يرقص على إيقاعات الطبول التي تتابع دقاتها بإصرار لا حد له. وقصيدة الشاعر البقالي نموذج لقصائد الشعراء المعاصرين الآخرين.."[31]. كما اعتبرها قيدوم البحث المسرحي بشمال المغرب الأستاذ رضوان احدادو في محاضرته التي ألقاها تحت عنوان "كنز الحكيم .. كنز المسرح": "متنا مسرحيا بامتياز، وعملا دراميا مؤثرا تختزل فيه كل معاناة المستضعفين والمستهدفين من خلال مأساة زنجي- وكلنا زنوج أمريكيون بغض النظر عن اللون- مناضل حكم عليه بالإعدام، إنها صرخات سوداء تعلو في وجه عنصرية الغرب 'البيضاء' "[32]. فضلا عن تأليفه أوبيريت فلسطينية سماها "حكاية شعب"، أعتبرها من نوادر الأعمال المسرحية الغنائية المنتمية إلى فن الأوبريت سواء في الأدب المغربي أو العربي لعدة اعتبارات على رأسها ضآلة التأليف في هذا الفن الذي يعد جماعا لفنون مختلفة، إن لم نقل كل الفنون الجميلة، إذ تقتضي الكتابة في مجاله التمكن من الإحاطة بمجموعة من أساسيات هذا الفن علما ومعرفة وتمثلا، مثل الشعر والإيقاع والسلالم الموسيقية والصوت الغنائي، والتمثيل والرقص التعبيري والحركة. وقد أسعفت مواهب شاعرنا المتعددة على إنجاز هذا العمل الذي يترجم إحدى لمع السموق والتفوق والتميز التي تحسب لصاحبنا الأديب محمد البقالي، كما نال إعجاب وتنويه نخبة من أهل الفن والأدب في مقدمتهم الملحن المغربي اللامع المرحوم عبد السلام عامر الذي أوعد شاعرنا بتلحينها، إلا أن وفاته المبكرة، وترحاله إلى المشرق، والملابسات السياسية التي واجهته حالت دون ذلك. وقد ثمن الباحث رضوان احدادو في محاضرته السابقة الذكر، هذا العمل الفني ضمن ديوانه الشعري كنز الحكيم، قائلا: "باختصار إنه ديوان شعر بعبق مسرحي ونفس احتفالي متوج مسرحيا بمغناة فلسطينية (حكاية شعب) (ص 43) والتي هي أطول قصائد الديوان، وسمها الشاعر ب (أوبريت فلسطينية)، ونحن نعلم أن هذا النوع من الكتابة يستوجب بالدرجة الأولى توفير الكثير من الشروط المعرفية والجمالية، وأنها كتابة ظلت ومنذ كانت مقرونة بظهور شاعر قادر وموسيقي ماهر، فإنك حينما تدخل عالم المغناة/ الأوبرا تدخل أساسا عالم المسرح وعالم الموسيقى وعالم الغناء في آن واحد، ومن هنا نلاحظ ندرة الكتابة في هذا المجال سواء بالنسبة للمسرح المغربي أو العربي بصفة عامة، وبالنسبة للمسرح الشمالي لا نعرف غير (أوبيريت الخلخال) التي كتبها سنة 1947، -10 يناير- شاعر مجد وفنان موسيقي كبير الأستاذ المرحوم الحاج امحمد بنونة وصاحبنا الأستاذ سيدي محمد البقالي شاعر رصين بامتياز وفنان موسيقي وهو الوجه الخفي الذي لا يعرفه أو لم يصل إليه الكثيرون، تلقى تعليمه الموسيقي الأول على يد أساتذة كبار وهو لا زال تلميذا بمعهد مولاي المهدي بتطوان قبل أن يصبح عازفا على آلة (طرومبيت) بجوق (المعهد) وفريقه الكشفي، وبذلك حينما يقتحم عالم (الأوبرا) يكون قد امتلك شروط المغامرة ولا نخاف عليه ركوب الأمواج"[33]. والجدير بالذكر أن هذا الديوان ليس كل ما جادت به قريحته الشعرية، وإنما له مجموعة من القصائد التي سترى النور بالمستقبل القريب في ديوان يتضمن ملاحم ومراثي في بعض رموز تاريخنا السياسي الوطني، نظمه على إيقاع الشعر العربي العمودي والموشح في ملاحم بطولية ومدح ورثاء نخبة من الأعلام الوطنية السياسية والعلمية التي انتقلت إلى دار البقاء رحمة الله عليها، في مقدمتهم: الملك محمد الخامس، ومحمد بن عبد الكريم الخطابي وأخوه امحمد، وأستاذيه الشيخ المكي الناصري وإدريس الجاي، ومحمد بن الحسن الوزاني. 4. مميزات شعره يتميز شعره بجمعه بين الجزالة والسلاسة، وتماسك الصورة الشعرية وثراء تشكيلها وديناميتها، وتنوعه الإيقاعي والموضوعاتي، وتطرقه إلى تيمات طريفة كموضوع "الهيبيز" ( (Hippie في قصيدته: "من أغاني الهيبي"[34] و"الزنوج" في قصيدته "المذكرة الأخيرة"[35]، فهو ترجمان لآلام وأشجان وآمال شاعرنا الذاتية والموضوعية، الوطنية والقومية والإنسانية، فمن نفائس كنزه الحكيم: "حكاية شعب"[36] وهي أوبيريت فلسطينية أعجب بها صديق دربه الموسيقار الرائد والملحن المغربي البارع المرحوم عبد السلام عامر، خاصة بدايتها[37] التي استحضرها عن ظهر قلب، متفقا مع شاعرنا على تلحينها، لكن الظروف العصيبة لفناننا الكبير ووفاته المبكرة سنة 1979، حالت دون تحقيق المراد. فمن درر هذا العمل الفني: "لو حبة تاهت من رمل صحرانا لو دمعة سالت من جفن سمرانا لو ديمة جادت بالنعمة الكبرى لو نفحة ضاعت من زهرة سكرى ما كل ما في البحر من در ما كل في الماس من سحر يغني عن حبة الرمل عن ديمة الفجر عن نفحة الزهر على روابينا"[38] لقد كان لامتلاك شاعرنا ناصية البلاغة وعلوم اللغة والآداب العربية، وتعدد مواهبه وارتوائه من مختلف الفنون الجميلة كفن الشعر والموسيقى والمسرح والتشكيل، وتنوع مهامه المهنية في مجال التربية والتعليم والتفتيش والتأطير والخطابة والإمامة والعدلية، وازدواجيته الثقافية الجامعة بين الأصيل والحديث، وانفتاحه على ثقافة الشعوب خاصة الإيبيرية الناطقة باللغتين الإسبانية والبرتغالية اللتين كان يتقنهما، ومسار ترحاله الطويل إلى بعض بلدانها كالبرازيل والبرتغال وإسبانيا وكوسطا ريكا، أثر مميز أغنى شكل ومضمون نظمه الذي هو إضافة نوعية إلى الشعر المغربي بصنفيه العمودي والتفعيلي، تستدعي الاهتمام والانتباه والدراسة، خاصة إذا علمنا أن شاعرنا لم يرد ذكره سواء في الدراسات التي تطرقت إلى الأدب المغربي الحديث والمعاصر[39] وترجمة أعلامه[40] أو في البحوث البيبليوغرافية حول نتاجه الأدبي النثري والشعري على حد سواء[41]، رغم نشره مجموعة من قصائده في بعض المنابر الثقافية والإعلامية مثل مجلتي المعرفة وآفاق وصحيفتي الزمان والشمال، وإلقائها في عدد من المهرجانات وغيرها من المناسبات، وإنشادها على أثير بعض الإذاعات الجهوية والوطنية، باستثناء الدراسة النقدية الرصينة للناقد الدكتور محمد برادة: "ثلاث أيام للشعر في شفشاون. إلى أين يتجه الشعر المغربي المعاصر؟"[42]، وتكملتها: "عودة أخيرة إلى مهرجان الشعر في شفشاون: حاجة النقد إلى تفهم الشعراء"[43]، المنشورة بجريدة العلم سنة 1968؛ وبحث الدكتور حسن الطريبق الشعر المسرحي في المغرب: حدوده وآفاقه[44]، الذي تقدم به سنة 1981 لنيل دبلوم الدراسات العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، أمام لجنة مكونة من الدكتورعباس الجراري مشرفا، والدكتور محمد الكتاني رئيسا، والدكتور محمد السرغبني عضوا، والدكتور حسن المنيعي عضوا. (يتبع) [1] محمد عزيز البازي، "في رحيل الشاعر الكبير محمد أحمد البقالي"، هسبريس، (09/10/2017). [2] حوار إذاعي أجراه المذيع الصحفي عبد المجيد الورداني مع شاعرنا محمد البقالي بإذاعة تطوان الجهوية يوم 25 فبراير 2017. [3] محمد البقالي، كنز الحكيم، تطوان: مطبعة الخوارزمي، 2016، ط 1، ص 1. [4] المصدر نفسه، ص 6. [5] الحوار الإذاعي السابق الذكر. [6] كتابة الدولة في الشبيبة والرياضة، من تراث المغرب محاضرات من الموسم الثقافي، المحمدية: مطبعة فضالة، 1967، ص 171. [7] كنز الحكيم، صص 43-56. [8] محمد البقالي، "العهد الأنور"، مجلة آفاق، العدد 4 (خاص بالمسرح)، (1966)، صص 194-201. [9] عز الدين جلاوجي، بنية المسرحية الشعرية في الأدب المغاربي المعاصر، رسالة جامعية لنيل شهادة الماستر تمت مناقشتها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة المسيلة (الجزائر)، سنة 2009، صص 250-253، في: www.mohamedrabcea.com/books/books_7852.pdf [10] انظر بعض ملامح التأثير المسرحي في شعره على سبيل المثال: "ميلاد"، صص 1-6؛ و"سأغني"، صص 7-9. [11] الحوار الإذاعي السابق الذكر. [12] الحوار نفسه. [13] محمد البقالي، "صانع التاريخ"، مجلة المعرفة (تطوان)، العدد 120 (1957)، صص 195-197. [14] محمد البقالي، كنز الحكيم، المصدر المذكور،صص 66-72. [15] محمد البقالي، كنز الحكيم ،صص 16-17. [16] محمد البقالي، كنز الحكيم ،صص 13-15. [17] الديوان نفسه، صص 16-17. [18] المصدر نفسه، صص 71-72. [19] جمال أزراغيد، "فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من المهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث بشفشاون"، (يوليوز 2013)، ناظور 24، في: http://www.nador24.com [20] ظهر غلاف ديوان كنز الحكيم [21] محمد البقالي، "رؤية"، نسخة مرقونة، صص أ-ج. [22] محمد البقالي، "رؤية"، المصدر نفسه، ص أ. [23] حوار إذاعي أجراه المذيع الصحفي عبد المجيد الورداني مع شاعرنا محمد البقالي بإذاعة تطوان الجهوية يوم 25 فبراير 2017. [24] محمد البقالي، "رؤية"، المصدر نفسه، ص أ. [25] المصدر نفسه [26] المصدر نفسه [27] المصدر نفسه، ص ب [28] المصدر نفسه [29] المصدر نفسه [30] المصدر نفسه، ص ج. [31] أبو سعد، "ثلاث أيام للشعر في شفشاون. إلى أين يتجه الشعر المغربي المعاصر؟"، جريدة العلم، عدد 6702 (27/09/1968)، ص 5. وتجدر الإشارة أن لهذه الدراسة تكملة، نشرها ناقدنا تحت عنوان: "عودة أخيرة إلى مهرجان الشعر في شفشاون: حاجة النقد إلى تفهم الشعراء"، بجريدة العلم، عدد 6711 (11/10/1968)، صص 5 و7. [32] رضوان احدادو، "كنز الحكيم .. كنز المسرح"، نسخة مخطوطة، ص 6، محاضرة ألقاها الكاتب بمؤسسة محمد الخامس للنهوض بالأعمال الاجتماعية بتطوان يوم 11 ماي 2017 بدعوة من المركز السوسيو ثقافي لمؤسسة محمد السادس و "جمعية إشراقات ثقافية"، الذين نظما يوما دراسيا تحت عنوان: "قراءات شعرية في ديوان كنز الحكيم للشاعر محمد البقالي"، بمشاركة نخبة من الأساتذة المحاضرين: ذ رضوان احدادو ودة سعاد الناصر وذ. خالد البقالي القاسمي ود. حسن الغشتول ود. محمد العمارتي. [33] رضوان احدادو، "كنز الحكيم .. كنز المسرح"، المرجع السابق، صص 7-8. [34] محمد البقالي، كنز الحكيم، صص 57-60. [35] المصدر نفسه، صص 26-32. [36] المصدر نفسه، صص 43-56. [37] بدايتها التي تتراوح بين صفحتي 43 و46 من الديوان. [38] الديوان نفسه، صص 45-46. [39] عبد الله كنون، أحاديث عن الأدب المغربي الحديث، الدار البيضاء: دار الثقافة، 1984، ط 4؛ عباس الجراري، تطوّر الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب من 1830م إلى 1990م، الرباط: مطبعة دار الأمنية (منشورات النادي الجراري: 11)، 1997، ط 1؛ محمد بنيس، ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب: مقاربة بنيوية تكوينية، الدار البيضاء: دار توبقال للنشر، 2014، ط 3؛ الشعر العربي الحديث: بنياته وإبدالاته، الدار البيضاء: دار توبقال، 1989-1991، 4 أجزاء؛ عبد الله راجع، القصيدة المغربية المعاصرة: بنية الشهادة والاستشهاد، الدار البيضاء: مطبعة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع- مطبعة النجاح الجديدة، 1987-1988، 2 أجزاء، ط 1؛ حنا الفاخوري، تاريخ الأدب في المغرب العربي، بيروت: دار الجيل،1996؛ إبراهيم السولامي، الشعر الوطني المغربي في عهد الحماية (1912-1956)، الدار البيضاء: دار الثقافة، 1974؛ العربي الحمداوي، شعرية القصيدة الوجدانية في المغرب 1930-1960، الدار البيضاء: دار النشر المغربية: 1998؛ محمد أديب السلاوي، الشعر المغربي مقاربة تاريخية 1830-1960، الدار البيضاء: مطبعة إفريقيا الشرق، 19،86؛ أحمد المديني وعبد الفتاح الحجمري (إعداد)، الأدب المغربي الحديث: علامات ومقاصد، أعمال مهداة إلى الأستاذ أحمد اليبوري، الرباط: رابطة أدباء المغرب، 2006؛ سعيد الفراع، الشعر المغربي المعاصر وأسئلة التلقي، فاس: مطبعة آنفو- برانت، 2011، ط 1؛ مؤلف جماعي، القصيدة المغربية وآفاق القراءة، وجدة: مطبعة شركة عين برانت، 2014،(منشورات المقهى الأدبي بوجدة 2) ط 1 ؛ يوسف ناوري، الشعر الحديث في المغرب العربي، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 2006، 2 أجزاء، ط 1؛ مجموعة من المؤلفين، في الشعر المغربي المعاصر، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 2003، ط 1؛ عبد اللطيف الوراري، في راهن الشعر المغربي، من الجيل إلى الحساسية، الرباط: منشورات دار التوحيدي، 2014، ط 1؛ إبراهيم الحجري، آفاق التجريب وتحولات المعنى في القصيدة المغربية الراهنة: قراءات في نماذج من الشعر المغربي، الرباط: مطبعة دار المناهل، منشورات وزارة الثقافة، 2006؛ محمد الكتاني، الصراع بين القديم والجديد في الأدب العربي الحديث، الدار البيضاء: دار الثقافة الجديدة، 1982، 2 أجزاء؛ عزيز الحسين، شعر الطليعة في المغرب، الدار البيضاء- بيروت: سوشبريس- منشورات عويدات، 1987، ط 1؛ عبد الحميد يونس وفتحي حسن المصري، في الأدب المغربي المعاصر، القاهرة: دار المعارف، 1982، ط 1؛ سيد حامد النساج، الأدب العربي المعاصر في المغرب الأقصى، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1985، ط 1؛ أحمد المديني، الأدب المغربي الحديث، بغداد: دار الحرية للطباعة، 1983 (الموسوعة الصغيرة: 136)؛ في الأدب المغربي المعاصر، الدار البيضاء: دار النشر المغربية، 1985، (سلسلة دراسات تحليلية بإشراف إدريس الناقوري)؛ مجموعة من الباحثين، الأدب المغاربي اليوم: قراءات مغربية، الرباط: منشورات اتحاد كتاب المغرب، مطبعة المعارف، 2006، ط 1؛ عبد الكريم غلاب، مع الأدب والأدباء، الدار البيضاء: مطابع دار الكتاب، 1974، ط 1؛ إدريس الناقوري، المصطلح المشترك: دراسة في الأدب المغربي المعاصر، الدار البيضاء: مطبعة دار النشر المغربية، 1977؛ بول شاوول، علامات من الثقافة المغربية الحديثة، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1979، ط 1؛ صلاح أبو سريف، فخاخ المعنى. قراءات في الشعر المغربي المعاصر، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 2000، ط 1؛ عبد الجليل ناظم، ديوان الشعر المغربي الرومانسي، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، منشورات وزارة الثقافة،2003، ط 1؛ ديوان الشعر المغربي التقليدي، الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، منشورات وزارة الثقافة،2003 ، ط 1؛ قريرة زرقون، الاتجاه الرومانسي في الشعر العربي بالمغرب عبد الكريم بن ثابت نموذجا، بنغازي: الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، 1426، ط 1؛ شعيب أوعزوز، الاتجاه القومي في الشعر المغربي الحديث والمعاصر، 1917-1984، الرباط: مطبعة الأمنية، 2005، ط 1؛ محمد احميدة، دراسات في الأدب العربي بالمغرب الحديث، الرباط: مطبعة الأمنية، 2009؛ يحيى عمارة، المشهد الشعري الحديث بالمغرب، (17/11/2016)، في موقع الكاتب: http://www.yahyaamara.com2016/11/17 ؛ محمد المعطي القرقوري، "الشعر المغربي الحديث: إمكانياته وآفاقه"، أقلام، عدد 6 (1978)، صص 101-122؛ مجلة الآداب اللبنانية، عدد خاص حول الأدب المغربي الحديث، العدد 3 (1978)؛ مجلة الأقلام العراقية، عدد خاص حول الأدب المغربي الحديث، العدد 9 (1976)؛ مجلة الفكر التونسية، عدد خاص حول الأدب المغربي الحديث، العدد 3 (1976)؛ مجلة البلاغة والنقد الأدبي، ملف العدد: الشعر المغربي الحديث والمعاصر (1): محطات تاريخية ورؤى شعرية، العدد 7 (2016). محمد الظريف وإبراهيم المسدلي (منسقان)، الأدب المغربي: إشكالات وتجليات. دراسات مهداة إلى الأستاذ عباس الجراري، الرباط-الدار البيضاء: منشورات كلية الآداب والعلوم الإنساني-مطبعة النجاح الجديدة، 2006. [40] عبد الله الترغي المرابط وعبد الحفيظ كنون، الشعر والشعراء في المغرب على عهد الدولة العلوية، تطوان: مطبعة الخليج العربي، 2008-2009، 2 أجزاء، ط 1؛ عبد الواحد معروفي، دليل الشعراء المغاربة، مراكش: مطبعة تانسيفت، 1991-1995، 2 أجزاء؛ عبد السلام التازي، الأدباء المغاربة المعاصرون: دراسة بيبليوغرافية إحصائية، الدار البيضاء: منشورات الجامعة، مطبعة مؤسسة بنشرة، 1983؛ عزيز الحسين، شعراء الطليعة في المغرب، بيروت-باريس: منشورات عويدات، 1987؛ فاطمة بوهراكة، الموسوعة الكبرى للشعراء العرب 1956-2006، فاس-الرباط: مطبعة بلال-مطبعة Savoir Print، 2009- 2015، جزآن؛ إسماعيل زويريق، شعراء من المغرب، مراكش: مطبعة دار وليلي للطباعة والنشر، 2009، ط1، ج 1. هدى المجاطي، من أعلام الكتابة والصحافة بشمال المغرب (1930-1956)، طنجة: مطبعة ألطوبريس للطباعة والنشر، 2017، ط 1. [41] عبد الرحمان طنكول، الأدب المغربي الحديث (بيبليوغرافيا شاملة)، الدار البيضاء: مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر "بنميد"، 1984؛ حسن الوزاني، الأدب المغربي الحديث 1929-1999، الرباط- الدار البيضاء: دار الثقافة- مطبعة النجاح الجديدة،، 2002، ط 1؛ السعيد بنفرحي، بيبليوغرافيا النص الشعري بالمجلات المغربية 1957-1998، المحمدية: مطبعة فضالة، 1999، ط 1؛ محمد قاسمي، بيبليوغرافيا الشعر العربي الحديث والمعاصر في المغرب (1936-2000)، الرباط: منشورات المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب، 2000؛ بيبليوغرافيا الأدب المغاربي الحديث والمعاصر، وجدة: مؤسسة النخلة- منشورات مجلة ضفاف، 2005؛ الأدب المغربي المعاصر 1927-2007، الرباط: منشورات وزارة الثقافة، 2008؛ "بيبليوغرافيا عن الأدب المغربي خلال 2009"، منتدى مطر، (04/09/2010)، في: http://www.matarmatar.net/threads/30132 ؛ "حصيلة الأدب المغربي الحديث خلال عام 2012"، (31/12/2012)، مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة، في: https://ueimaroc.wordpress.com/2012/12/31 ؛ "حصيلة الأدب المغربي الحديث خلال عام 2013"، (06/01/2014)، دنيا الوطن، في: https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/01/06/316682.html ؛ ديوان المغرب الشرقي، وجدة، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2001؛ محمد قاسمي و أحمد سيحال، بيبلوغرافيا الشعر المغربي الحديث، وجدة: منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 1996، أحمد شراك،" الأدب المغربي الحديث بيبليوغرافيا شاملة: قراءة سوسيولوجية أولية"، جريدة أنوال، عدد 167 (1985)؛ سميرة الرفاعي، عقد من الكتابة الأدبية المغربية (1990-2000)، الدار البيضاء-الرياض: منشورات مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية،- مكتبة الملك عبد العزيز العامة، 2000؛ مجموعة من المؤلفين، الأدب المغربي في أفق 2000، فهرس الإبداعات والأبحاث: 1998-1999، الرباط: منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، 2000، جميل حمداوي، "بيبليوغرافيا الشعر والأناشيد بالمغرب"، موقع "ندوة"، في: www.arabicnadwah.com/articles/bibliography-hamadaoui5.htm؛ حسن بحراوي، "الثغرات الصغيرة في الجهود الكبيرة، مساهمة في استدراك بيبليوغرافيا الأدباء المغاربة المعاصرون"، جريدة أنوال، عدد 102 (1984)؛ سعيد علوش، بيبليوغرافيا الدراسات الأدبية الجامعية بالمغرب، منشورات كلية الآداب الرباط، شركة بابل للطباعة والنشر، 1990؛ عبد الرزاق فوزي، بيبليوغرافيا الأدب العربي الحديث في شمال إفريقيا (1900-1981)، كمبريدج: دار المهجر، 1982؛ عبد السلام التازي، الأدباء المغاربة المعاصرون: دراسة بيبليوغرافية إحصائية، الدار البيضاء: منشورات الجامعة، 1983؛ صلاح بوسريف ومصطفى النيسابوري، ديوان الشعر المغربي المعاصر، الدار البيضاء: دار الثقافة، 1998؛ محمد إدارغة، "نحو بيبليوغرافيا الديوان المغربي خلال القرن العشرين (المجاميع الشعرية)"، الملحق الثقافي لجريدة الميثاق، عدد 6247 (1996) و عدد 6254 (1996)؛ وحدة التكوين والبحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، بيبليوغرافيا: مجلة الأدب المغربي الحديث، عدد 1 (2013)؛ سعاد كنون، مسارات: صور شعراء مغاربة، الرباط: وزارة الثقافة، 2003؛ عبد الواحد المرابط، الدراسات الأدبية المغربية الحديثة-مداخل بيبليوغرافية، الرباط: منشورات وزارة الثقافة، مطبعة المناهل 2010؛ "البيبليوغرافيا الأدبية في المغرب"، اليعسوب الأدبي، (13/02/2013)، في: http://arjouni.blogspot.com/2013/02/blog-post_8019.html ؛ عبد الواحد عرجوني، "المشهد البيبليوغرافي في الأدب المغربي الحديث"، الورشة، (03/11/2017)، في: http://alwarsha.com/ articles ؛ موقع وشم للأدب المغربي الحديث، "بيبليوغرافيا عن الشعر المغربي الحديث"، وشم (19 /04/2016)، في: http://www.wachm.ma/2016/04/19 [42] جريدة العلم، عدد 6702 (27/09/1968)، ص 5، [43] جريدة العلم، عدد 6711 (11/10/1968)، صص 5 و7. [44]حسن الطريبق، الشعر المسرحي في المغرب: حدوده وآفاقه، طنجة: مطبعة السليكي إخوان، 1981، ط 1.