أدرجت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) رقصة "تاسكيوين" الأمازيغية ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى حماية عاجلة. عبد الله صالح العلوي، مدير التراث، أكد في تصريحات لهسبريس أنّ اللجنة الدولية الحكومية صنفت هذه الرقصة الأمازيغية ضمن لائحة التراث، وقبلت تسجيلها ضمن خانة "الصون العاجل"، بعدما وجدتها مهددة بالاندثار في ظل عدم اهتمام الشباب بالتراث التقليدي، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف جاء باقتراح من المغرب. وتستمد رقصة تاسكيوين اسمها، حسب العلوي، من قرن الخروف الذي يسمى بالأمازيغية "تيسكيت"، والذي يثبته كل راقص على كتفه، وكان يستعمل في الماضي لوضع البارود؛ وهي شكل من الرقص المنتشر في الأطلس الكبير، لكنه أصبح ينحصر اليوم في بعض القرى التابعة لتارودانت. وتتطلب هذه الرقصة التي يلبس راقصها الزي "العسكري" فرقة مشكلة من عشرة رجال على الأقل، يقدمون عرضا مسرحيا يتألف من هز الكتفين على إيقاع "البنادير" و"الطعاريج". ويقول المسؤول ذاته: "إنها رقصة خاصة بالذكور، لكن في بعض الأحيان تدخل الفتيات الصغيرات للمشاركة في الرقص والغناء". كما يرتكز هذا الفلكلور الشعبي المغربي على قوانين وصفت ب"العسكرية"، وتعبر بطريقة متناغمة عن أشكال الترقب، واتخاذ المواقف، والانسحاب والانتصار، وما إلى ذلك. وتقتصر "تاسكيوين"، حسب وزارة الثقافة، على عدد قليل من القرى، وأصبحت مهددة بالانقراض؛ وقالت في بلاغ لها: "العولمة جعلت هذه الرقصة في غياهب النسيان، أمام عدم اهتمام الشباب بهذا التراث التقليدي على حساب الممارسات الفنية الحديثة". وأضافت: "رغم ذلك، الحاجة إلى ضمان بقاء هذه الرقصة كانت موضوع وعي جماعي. واتخذت جمعية تارجا- إيد مبادرة من أجل تحصين تاسكيوين، بتعاون مع مديرية التراث الثقافي، وتقديم طلب تصنيفها من طرف اليونسكو عام 2016". وأوردت الوزارة الوصية أنّ "إدراج الرقصة في قائمة اليونسكو للصون العاجل يلزم مؤسسات الدولة والمجتمع المدني وجميع المتدخلين بالعمل من أجل إنعاش هذه القصة التراثية الشعبية وصونها وتعزيزها".