ينظم، يوم فاتح أكتوبر القادم في المركز الثقافي والاجتماعي بمدينة تارودانت، لقاء تشاوري تحسيسي حول رقصة (تاسكيوين)، قصد الإعداد لترشيحها للتسجيل ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي اللامادي الذي يحتاج إلى صيانة عاجلة. وأوضح بلاغ لوزارة الثقافة، اليوم الأربعاء، أن هذا اليوم الدراسي، الذي ينظم بمشاركة ممثلي المجتمع المحلي، سيتضمن الخطوط العريضة لسيناريو الفيلم الوثائقي الذي سيقدم في هذا الإطار، ومناقشة ضمانات وشروط صيانة هذا التراث الثقافي، للحصول على الموافقة المسبقة والمكتوبة من لدن الممارسين وممثلي الجماعات المحلية. وأشار المصدر ذاته إلى أن هذا اليوم الدراسي سيعرف، بالخصوص، عرضا حول (مفهوم التراث اللامادي وأهميته الهوياتية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية) لمصطفى نامي، وآخر حول (سيرورة عملية تقديم طلب للتسجيل في قوائم اليونسكو) لأحمد سكونتي. ويتمثل الهدف النهائي من هذا اليوم الدراسي في التشخيص الكامل للحالة الراهنة لهذا العنصر الثقافي قصد صياغة ضمانات كافية لصيانته، لأن إدراجه في قائمة الصون العاجل لليونسكو كفيل بالمساهمة في الحفاظ على الجهود التي يبذلها المجتمع المحلي. وتعد رقصة "تاسكيوين"، أو فن هز الأكتاف على وقع قرع الطبول، شكلا خاصا من الرقص الممزوج بالغناء يمارسه الرجال في الأطلس الكبير الغربي، وهي رقصة ذات دلالة حربية في العمق تكون مصحوبة بالمزامير والطبول، وتستمد اسمها من قرن الخروف المزخرف الذي يثبته كل راقص على كتفه كان يستعمل في الماضي لوضع البارود. ويسمى "تيسكت" بالمفرد، و"تاسكيوين" بصيغة الجمع المؤنث. وتتطلب الرقصة مشاركة عشرين رجلا فما فوق، كما تستلزم ثلاثة بنادير (تاللونت)، ومزامير (تالعوادت) بالإضافة إلى دف صغير على شكل كوب (أكوال) يمسكه كل راقص ، ويرتدي الراقصون ثيابا بيضاء (فوقية)، وعمامة بيضاء، وحزاما مطرزا، وخنجرا في غمده. وتذكر رقصة "تاسكيوين"، التي يحمل خلالها الرجال قرونهم والأشرطة الحمراء على إيقاع خطوات مدروسة، بملاحم البطولة والشجاعة ، وتشدد على ضرورة تماسك القبيلة، وهو ما يحيل عليه إيقاع الرقصة المضبوط الذي يشير إلى نبذ الذات من أجل استمرار الجماعة. يشار إلى أن الشركاء الرئيسيين في تنظيم هذا اليوم الدراسي هم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وجمعية تورمات ونيكوليان، وجمعية تاركة، ومديرية التراث الثقافي (مصلحة التراث اللامادي) في وزارة الثقافة، والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.