تزخر جل المناطق بالمغرب من طنجة إلى الكويرة بثرات شعبي فني غني، يجمع بين أهازيج شعبية و أغاني من صميم الواقع المعيش اليومي. و عرفت هذه المناطق مجموعات غنائية نابعة من وسطها الاجتماعي والحياة اليومية، صحراوية كانت أو جبلية، ساحلية كانت أو من الوسط، حيث المسالك الوعرة.. فرقة أولاد إدريس لرقصة الركبة التي تنحدر من منطقة محاميد الغزلان و زاكورة نوع و نموذج حي لهذه المجموعات الغنائية التي تأسست و تكونت من أبناء هذه المنطقة للمحافظة على تراثها و إرثها. فالفرقة تتكون من 12 عنصرا و تعتمد على الإيقاع الصحراوي الذي يتكون من أهازيج تطرب الأذن و تبهر اللعين برقصات الكتفين و تتخللها قصائد شعرية من الشعر المحلي القديم الهادف بالدارجة المحلية ذات اللكنة الصحراوية الخاصة بمنطقة زاكورة و محاميد الغزلان ، وتعتمد على عشرة راقصين و منشدين في نفس الوقت منقسمين إلى شطرين شطر ينشد و شطر يجيب أو يردد نفس الشعر المنشودو بينما عنصران يجلسان متقابلين، و أمام كل واحد طبل كبير يعتبر الركيرة القوية في رقصة و إنشاد، و قد يشكلون دائرة يتوسطها صاحبا الطبلين، و كثيرا ما تسمع صيحات عالية لرئيس هذه الفرقة الفلكلورية أيدانا برفع وتيرة الإيقاع أو لتغيير خفة الرقصة أو للانتقال إلى الجزء الثاني من الرقصة. بعض المتتبعين لهذا الفن الشعبي من أبناء منطقة محاميد الغزلان و زاكورة أكدوا أن هذه المنطقة تزخر بعدة أنواع من الرقصات و الأهازيج الشعبية تقوم بها أيضا فرقة أولاد إدريس . هناك من يصنف جميع هذه الأنواع داخل رقصة الركبة، و هي الوسيط، ويدعى بالمنطقة بالصف و الطحين وسنيسلة و الرسمة و الهزمة و التراوح.. و كلها تعتمد على الإنشاد لقصائد شعرية أغلبها زجلية قديمة ذات معنى و مغزى مفهوم عند الجميع. إبراهيم شعيبا رئيس فرقة أولاد إدريس لرقصة الركبة في لقاء مع الجريدة، أكد أن هذه الفرقة تأسست كجمعية للحفاظ على هذا الموروث الثقافي و الفني الشعبي، و للتعريف به بجل المناطق و لأبناء المنطقة الذين ولدوا خارجها ، عبر تنظيم سهرات فنية في سواء في المغرب و كذا في الدول التي توجد بها الجالية المغربية، خاصة أبناء منطقة محاميد الغزلان و زاكورة، وأيضا للتعريف بما يزخر به المغرب من تراث غني يختلف من منطقة إلى أخرى و من جهة إلى جهة أخرى ، لكنه في غالبيته يجمع بين مواضيع موحدة في مقدمتها الوطنية، و الدفاع عن الوحدة الترابية، و في بدايتها كانت وسيلة لجمع شمل المغاربة ضد المستعمر، كما تخص مواضيع الحب تماسك الأسرة دون إغفال الأناشيد الدينية و التي تخصص للمناسبات الدينية . شاركت فرقة أولاد إدريس لرقصة الركبة في عدة سهرات و ملتقيات فنية وطنية، كما ساهمت في إحياء حفلات خاصة بمحاميد الغزلان و زاكورة و ببعض المدن المغربية و الخارج.