أكدت المندوبة الدائمة للمملكة لدى منظمة اليونسكو، السفيرة زهور العلوي، أمس الأربعاء أن ادراج المنظمة لرقصة واهازيج "تاسكيوين" التقليدية لمنطقة الأطلس الكبير، ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي، يشكل اعترافا بأهمية وقيمة هذه الرقصة، وبضرورة حماية هذا التراث الثقافي الوطني ليس فقط بالنسبة للمغاربة بل الإنسانية أيضا. وأشادت زهور العلوي بروح التعاون والتشاور والوفاق، التي ميزت مختلف الجمعيات والجماعات ووزارة الثقافة "التي مكنت من تقديم هذا العنصر من قبل بلدنا الى اللجنة الحكومية لحماية التراث الثقافي غير المادي". وقالت السفيرة زهور العلوي "من واجبنا كمواطنين مواكبة الرؤية الملكية الاستراتيجية، لصيانة والحفاظ واغناء ونقل هذا الثروة التي لا تقدر بثمن الى الاجيال المستقبلية". يذكر أنه جرى أمس الأربعاء خلال اجتماع للجنة الحكومية للتراث غير المادي الذي يعقد إلى 9 دجنبر بجيجو بكوريا الجنوبية، ادراج رقصة "تاسكيوين" التقليدية، التي تتميز بها منطقة غرب الأطلس الكبير، ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي الذي يتطلب حماية عاجلة من قبل اليونسكو. وذكرت منظمة اليونسكو في بيان لها أن رقصة "تاسكيوين" تتمثل في هز اكتاف الراقصين على إيقاع قرع الطبول والمزامير، وتستمد اسمها من قرن الخروف المزخرف، الذي يثبته كل راقص على كتفه، ملاحظة أن هذا النوع من الرقص مهدد بعدة عوامل وخاصة العولمة، والتشويه المتزايد للممارسات التراثية التقليدية من قبل الشباب، وبتراجع الحرف التقليدية المرتبطة بهذه الرقصة. وقدم ملف "تاسكيوين" من قبل المندوبية الدائمة للمغرب لدى اليونسكو الى سكرتارية المنظمة في 23 مارس 2016، ويعتبر هذا الادراج الأول من نوعه بالنسبة للمغرب على لائحة التراث الثقافي غير المادي الذي يتطلب حماية عاجلة. وتعد رقصة "تاسكيوين"، شكلا خاصا من الرقص الممزوج بالغناء يمارسه الرجال في الأطلس الكبير الغربي، وهي رقصة ذات دلالة حربية في العمق تكون مصحوبة بالمزامير والطبول، وتستمد اسمها من قرن الخروف المزخرف الذي يثبته كل راقص على كتفه والذي كان يستعمل في الماضي لوضع البارود. ويسمى "تيسكت" بالمفرد، و"تاسكيوين" بصيغة الجمع المؤنث. وتتطلب الرقصة مشاركة عشرين رجلا فما فوق، كما تستلزم ثلاثة بنادير (تاللونت)، ومزامير (تالعوادت) بالإضافة إلى دف صغير على شكل كوب (أكوال) يمسكه كل راقص، ويرتدي الراقصون ثيابا بيضاء (فوقية)، وعمامة بيضاء، وحزاما مطرزا، وخنجرا في غمده. وتذكر رقصة "تاسكيوين"، التي يحمل خلالها الرجال قرونهم والأشرطة الحمراء على إيقاع خطوات مدروسة، بملاحم البطولة والشجاعة، وتشدد على ضرورة تماسك القبيلة، وهو ما يحيل عليه إيقاع الرقصة المضبوط الذي يشير إلى نبذ الذات من أجل استمرار الجماعة.