استنكر مواطنون قاطنون قرب مقبرة بمدينة أرفود، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم الرشيدية، ما وصفوه ب"الوضع المزري والخطير" الذي تعرفه المقبرة بسبب غياب "سور" عن جهتها الغربية من شأنه أن يحمي حرمة الموتى. الجمعوي والحقوقي حسن اماغى أكد في تصريح لهسبريس أن منظر المقبرة "موحش"، مشيرا إلى أن "أغلب القبور محفورة بسبب إهمالها من قبل الجهات المسؤولة وعدم بناء سور لحمايتها من عوامل التعرية". وأضاف المتحدث ذاته أن "الساكنة فقدت الأمل في إيجاد حل لهذه المعضلة، من خلال بناء سور لحماية القبور ورفات الموتى"، مواصلا بأن "المئات من الشكايات التي رفعت إلى مختلف الجهات المسؤولة من طرف الساكنة والفعاليات الجمعوية، قصد التدخل لصيانة المقبرة، لم تحل المشكلة، رغم بعض الوعود التي تتلقها الساكنة من طرف المسؤولين". سيدة تقطن بالقرب من المقبرة المذكورة، وتدعى حليمة الشهلي، ذكرت في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية أن "المقبرة توجد في مجال مفتوح بسبب تهدم سورها منذ مدة طويلة"، موضحة أن "العشرات من الكلاب الضالة تصول وتجول داخلها، ما يجعلها عرضة للنبش"، ومشيرة إلى أن "بعض المشعوذين يلجؤون إليها لغايات السحر، كما أصبحت مرتعا لمتعاطي الخمور والمخدرات". وطالبت المتحدثة ذاتها السلطات المعنية، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر مندوبتيها الإقليمية بالرشيدية، بالتدخل لبناء السور من أجل حماية حرمة المقبرة والأموات، مسترسلة: "السكان يحاولون كل مرة بشكل ذاتي وبإمكانياتهم البسيطة حماية المقبرة وصون قبور موتاهم عن طريق استعمال بعض السياجات التقليدية ونبتات شوكية من أجل عرقلة دخول الحيوانات الضالة إليها وذوي الأفعال المشينة". وفي وقت حاولت هسبريس الاتصال برئيس المجلس الجماعي لمدينة أرفود، عدة مرات، من أجل بسط رأيه في الموضوع، ظل هاتفه خارج التغطية؛ في حين أكد مصدر مسؤول داخل المندوبية الإقليمية للأوقاف والشؤون الإسلامية، غير راغب في كشف هويته للعموم، أن بناء "أسوار المقابر" ليس من اختصاص المندوبية، موضحا أن "هناك متدخلين آخرين يتحملون مسؤولية مثل هذه الأشغال"، في إشارة إلى المجلس الجماعي والإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وذكر المسؤول ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المندوبية الإقليمية للأوقاف والشؤون الإسلامية بالرشيدية ستقوم بمراسلة جميع المتدخلين لإخبارهم بوضعية المقبرة"، مستدركا بأن "مسؤوليتها (المندوبية) في المقابر هي حمايتها من التخريب أو استغلالها من طرف ذوي النيات السيئة لأغراض السحر والشعوذة وغريها من الأمور المخالفة للدين والشريعة الإسلامية"، حسب تعبيره.