كانت النقطة المتعلقة بمراسلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل إيجاد بقعة أرضية لإنشاء مقبرة من ضمن النقط التي عرفتها الدورة العادية الاخيرة للمجلس البلدي للجماعة الحضرية لآسفي حيث تم تسجيل هذه النقطة في جدول أعمال الدورة نظرا للمشكل العويص الذي أصبحت تتخبط فيه ساكنة مدينة آسفي والمتعلق باستنفاد الطاقة الاستيعابية لجميع المقابر المتواجدة بالمدينة مما يجعل المواطنين أمام محك حقيقي في إيجاد قبور لموتاهم خصوصا في الشهور القليلة المقبلة. فقد أصبحت جل هذه المقابر تستقبل الموتى بالرغم من امتلاءها عن آخرها بحيث يتم الاستعانة في دفنهم على المسالك التي كانت مخصصة لمرور الزوار، بل من هذه المقابر من أصبحت عملية دفن الأموات فيها تتم فوق قبور الموتى القدامى.وأمام ظاهرة الاكتظاظ هاته التي تعرفها مختلف مقابر المدينة فإن الجماعة الحضرية لآسفي وجدت نفسها أمام مأزق جراء غياب عقار تتوفر فيه جميع مواصفات المقبرة من أجل إنشاء هذه الأخيرة مما اضطر بالمجلس الجماعي إلى الاستنجاد بوزارة الأوقاف عله يجد من ضمن أملاكها عقارا يمكن من خلاله تدارك الموقف.فإذا كان مشكل غياب بقعة أرضية لإنشاء مقبرة جديدة يقص مضجع ساكنة مدينة آسفي فإن ما زاد من استياءها هو ما تعاني منه المقابر الأربعة المعروفة بالمدينة من تهميش ولامبالاة مقارنة مع مقبرة الأجانب المتواجدة مقابل حي اجنان المستاري وما تعرفه من تنظيم وحراسة محكمة ونظافة ،في حين فإن حالة مقابر المسلمين بالمدينة على عكس ذلك ، فمقبرة سيدي واصل ينعدم بها سور واقي يمكن من خلاله المحافظة على حرمة القبور وانعدام سكن للحارس بحيث يستعين هذا الأخير في النهار على خيمة ليغادر المقبرة ليلا مما يجعلها عرضة لولوج الكلاب الضالة التي تظل تجوب الليل بكامله وسط القبور مما قد يعرض هذه الأخيرة إلى النبش من طرفها .وتبقى مقبرة الوزانيين بسيدي واصل المقبرة الوحيدة التي تعرف بعض المواصفات كالسور العالي الذي يحيط بها وعمليتي الإغلاق والفتح المسندة إلى أحد الحراس الذي ينقصه هو الآخر سكن بداخل المقبرة ، لكن في الأيام الأخيرة بدأت تشكو هي الأخرى من الاكتظاظ جراء توافد الموتى عليها بحيث لم تبق منها سوى مساحة جد ضيقة لا تتسع إلا لأقل من عشرين قبر أو أقل فقط .أما مقبرة بوديس بحي اعزيب الدرعي فقد أصبحت عملية الدفن بها من المستحيلات ذلك أن الدفن فيها يتم في الوقت الراهن في جميع مسالكها التي كانت مخصصة لمرور زوار القبور ،علاوة على المشاكل التي تتخبط فيها والمتعلقة أساسا في انعدام الماء بها مما يضطر بحفار المقابر إلى جلب هذه المادة الحيوية من مناطق مجاورة ،إضافة إلى الأزبال المتراكمة فوق القبور .ومن بين المشاكل الأخرى التي تصادفها عائلات الموتى تلك المتعلقة بالحجر الذي تغطى به الجثث بحيث قل هو الآخر بعدما كانت العائلات تلجأ إلى اقتنائه مما يضطر بها حاليا لتدارك الموقف إلى اقتناء" البريك " الخاص بالبناء لوضعه مكان الحجر، نفس هذه المشاكل تتخبط فيها مقبرة سيدي عبدالرحمان مسعود التي ينعدم بها هي الأخرى سور واقي ،كما سبق وأن تم منع الدفن بها لأيام عندما أصبح المرور إليها من باب المستحيلات جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة أخيرا كونها تتواجد في مكان منخفض يسهل تجمع المياه به، إضافة إلى أن تربته طينية هشة.