في سياق العودة القوية للمغرب إلى عمقه الإفريقي، أُعلن، اليوم الخميس في مدينة الداخلة، تأسيس منتدى جديد يهدف إلى معالجة الإشكاليات التي تعرفها القارة السمراء، وسيكون إطارا لتبادل الخبرات والتجارب بين الفاعلين والخبراء الأفارقة وغير الأفارقة، في مختلف المجالات، والبحث عن السبل القمينة بتجاوز التحديات التي تواجهها. المنتدى الجديد، الذي جرى توقيع اتفاقية الشراكة التي بموجبها سيتم إحداثه، اختير له اسم "المنتدى الإفريقي للداخلة"، وأمْلتْ إحداثَه مجموعة من الاعتبارات؛ أوّلها أن القارة الإفريقية أضحت موطن الأمل والثروة لخلق تنمية مستقبلية واعدة، سواء في القارة نفسها، أو باقي أرجاء العالم، لما تتمتع به من ثروات هائلة لم يتم استغلالها بعد، كما أنها لازالت تواجه تحديات كبيرة ينبغي العمل على تذليلها. الاعتبار الثاني الذي أملى إحداث المنتدى الإفريقي للداخلة، حسب ما جاء في نص اتفاقية الشراكة المُحدثة له، هو الحاجة الماسّة إلى تكثيف الجهود لإخراج القارة الإفريقية من جملة من المشاكل التي تتخبط فيها، وعلى رأسها الحروب الأهلية والعرقية والصراعات السياسية والثقافية، والفقر وعدم المساواة وظهور أنواع جديدة من الأوبئة وكذا عدم الاستقرار. إدريس الگراوي، منسق اللجنة الدولية المكلفة بتنظيم الملتقى الدولي للداخلة، قال في كلمة على هامش التوقيع على اتفاقية إنشاء المنتدى الإفريقي للداخلة، إنّ المنتدى سيكون فضاء لتقاسم الخبرات والتجارب بين خبراء القارة الإفريقية، حول مختلف القضايا، وتوسيع مجال التفكير حولها، وإطارا للبحث في مختلف الإشكاليات التي تعاني منها. ولفت الگراوي إلى أنّ الهدف الأساسي لإنشاء المنتدى الإفريقي للداخلة هو البحث عن السبل الأكثر نجاعة لتحقيق التنمية في هذه القارة، وخلق جسور جديدة للحوار بين مختلف الفاعلين في جميع المجالات، وكذا بين الممثلين المدنيين عن شعوب القارة، التي أضحت محطّ أنظار القوى الاقتصادية العالمية الكبرى، وكذا الفاعلين السياسيين والمجموعات الاقتصادية. ولفت الگراوي، في تصريح لهسبريس، إلى أن المنتدى سيكون فضاء إفريقيّا إفريقيّا للتفكير والحوار والتبادل حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية من طرف خبراء مختصين وساسَة ومثقفين من مختلف بلدان القارة الإفريقية؛ كما سيكون مفتوحا أمام الخبراء الأجانب للتداول في شؤون القارة الإفريقية. إعلان تأسيس المنتدى الإفريقي للداخلة يأتي كتتويج للاهتمام البارز الذي أولته الجامعة المفتوحة للداخلة، التي بلغت هذه السنة دورتها الخامسة، لإفريقيا، وللتعاون جنوب جنوب؛ وسيكون إطارا لعقد لقاءات سنوية في مدينة الداخلة، تشارك فيه نخبة من الخبراء الأفارقة وغيرهم من المتخصصين في شؤون إفريقيا، لتدارس موضوعات تلامس التحديات الكبرى التي تواجهها القارة وإبراز أولوياتها. وستتركز أعمال المنتدى على ثلاثة محاور رئيسة، وهي تنمية فكر إستراتيجي إفريقي، وبلورة تشخيص مشترك حول القارة، وحشد الذكاء الإفريقي الجماعي من أجل اقتراح إجراءات وتعبيرات من شأنها بناء المنطقة الكبرى إفريقيا-أوروبا.