لقي 40 مقاتلا ومدنيا على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات واندلعت حرائق في عدد من المباني وسط اشتباكات عنيفة بين المتمردين الحوثيين وقوات موالية لحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ليل الجمعة/السبت في صنعاء، كما أفادت مصادر من الطرفين وسكان. وقالت المصادر إن الحوثيين حاولوا اقتحام منازل قياديين في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده صالح ومنازل ضباط كبار في قوات الحرس الجمهوري الموالية له في أحياء حدة وبغداد والجزائر والحي السياسي حيث منزل صالح نفسه. وقال سكان إن الحوثيين استخدموا دبابات وعربات مدرعة في محاولة لاقتحام تلك الأحياء التي تمركزت فيها قوات صالح وأغلقت شوارعها، بينما دوت الانفجارات في أرجاء المدينة. انتفاضة صالح من جهته دعا الرئيس السابق علي عبدالله صالح، القوات الموالية له والشعب اليمني إلى الانتفاض ضد جماعة "الحوثي" في جميع محافظات البلاد، عقب تصاعد الاشتباكات بين الطرفين في العاصمة صنعاء، منذ صباح اليوم السبت. وقال صالح في كلمة متلفزة بثتها قناة "اليمن اليوم" المملوكة له، "في هذا اليوم أدعو جماهير شعبنا والقوات المسلحة في اليمن، إلى أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية، ضد هذه العناصر التي نهبت مقدرات الشعب". وحثّ صالح الجنود على عدم تنفيذ أي تعليمات من القيادات الحوثية، مخاطباً إياهم "تلقى تعليماتك من قيادة المؤسسة العسكرية التي صفاها (الرئيس عبد ربه منصور) هادي"، في إشارة إلى قيادة الحرس الجمهوري الموالية له. وأضاف قائلاً "إن ما يمارسه الحوثيون ضد اليمنيين عدوان سافر على اليمنيين"، مضيفاً أن الحوثيين نصبوا الحواجز في شوارع صنعاء، وقطعوا الطرق، ومارسوا إرهابا ضد المواطنين، وأطلقوا النار على المنازل مما أدى إلى مقتل مدنيين. وجدد صالح دعوته في الخطاب إلى أن "يتحرك الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وكل المحافظات بانتفاضة ضد العدوان السافر، وبسبب ما عانوه منذ 3 أعوام". وحول اندلاع المعارك بين الطرفين، قال الرئيس السابق، إن الحوثيين هاجموا منازل القيادات السياسية في حزب المؤتمر (الجناح الذي يقوده)، بالإضافة إلى منازل القيادات العسكرية الموالية للحزب. وأوضح بأن لجنة الوساطة التي حاولت احتواء المواجهات بين الطرفين، عملت على تهدئة الوضع خلال اليومين الماضيين، لكن الحوثيين عادوا للهجوم على منازل القيادات المؤتمري، مضيفا بالقول "حراساتنا وقياداتنا في بيوتهم يدافعون عن أنفسهم". واتهم صالح جماعة الحوثيين بتجييش الأطفال والزج بهم في حرب عبثية، في إشارة إلى الحرب التي تشنها الجماعة منذ 3 أعوام في عدد من محافظات البلاد. واستدرك "البلد بالفعل يتعرض لعدوان لكن هم (الحوثيين) جزء لا يتجزأ من سبب العدوان، بتصرفاتهم الحمقاء". ووجه صالح دعوة إلى دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقال "أدعو الأشقاء والتحالف العربي إلى وقف عدوانهم، والسماح بدخول المساعدات الطبية والإغاثية، وفتح المطارات، والسماح للعالقين بالعودة". كما نادى الرئيس السابق، اليمنيين باختيار قيادة جديدة له لإنهاء "حكم المليشيات، سواء ميليشيات أنصار الله (الحوثيين) أو ميليشيات هادي (الرئيس الحالي)"، عقب المرحلة الانتقالية. وأضاف بهذا الخصوص، "أما نحن، مر علينا الزمن ولا نبحث للسلطة، والسلطة ملك للشعب". "شرفاء اليمن" من جهته دعا التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، "شرفاء" اليمن إلى الالتفاف مع الانتفاضة ضد الحوثيين، في إشارة إلى التحركات الأخيرة للقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ضد مسلحي جماعة "الحوثي" في العاصمة صنعاء. جاء هذا في بيان أصدره التحالف ونشرت نصه وكالة الأنباء السعودية، تعليقاً على اتساع نطاق الاشتباكات منذ ساعات الصباح، بين قوات الحليفين "الحوثي" و"صالح"، أسفرت عن سيطرة الأخيرين على مناطق شرقي العاصمة والنقاط العسكرية المقامة على الطريق الرابط بين محافظتي صنعاء وذمار. وأعرب التحالف عن ثقته "بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي (الموالي لصالح) زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية". وقالت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن أنها "تراقب عن كثب أحداث اختلاف طرفي الانقلاب الجارية في صنعاء وكافة محافظات اليمن". وبينت إن هذه الأحداث "تظهر وبجلاء الضغوط التي كانت تمارسها الميليشيات الحوثية التابعة لإيران، وسيطرتها بقوة السلاح على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمني العزيز مما أدى إلى انفجار الوضع بين طرفي الانقلاب". وقال التحالف "إنه يدرك أن الشرفاء من أبناء حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته وأبناء الشعب اليمني الأصيل الذين أجبرتهم الظروف للبقاء تحت سلطة المليشيات الإيرانية الطائفية قد مروا بفترات عصيبة". وأضاف أنه "ينظر إلى أن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بما فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران وإنهاء عهد من التنكيل والتهديد بالقتل والاقصاء وتفجير الدور والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة". وأكد البيان "ثقة التحالف بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة يمن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص". وشدد على "وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي".