سيراً على نهج ثقافة الاعتراف، افتتح المهرجان الدولي للمعاهد المسرحية نسخته الثالثة بتكريم الأستاذ الجامعي والكاتب المسرحي أحمد مسعية. وعبر مُكرّم دورة هذه السنة عن سعادته بالتكريم، إذ قال في تصريح لهسبريس إن "هذا التكريم يحمل أكثر من دلالة، لأنّي أحظى به من طرف الجسم الفني، الذي يعد جزءاً من حياتي وذاتي"، مؤكدا على ضرورة انفتاح طلبة المسرح على التجارب العالمية. وأضاف أن "المهرجان يمنح الطلبة إمكانية الانفتاح على تجارب عالمية، ويعد مشتلا لتطعيم الحركة المسرحية والفنية في بلادنا". في السياق ذاته، قال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، إن "أهمية المهرجان تكمن في تعزيز التنوع الثقافي والفني، وتبادل الخبرات بين المعاهد المتخصصة في المسرح على المستوى الدولي"، مبرزاً أنّ أهمية التظاهرة تتمثل في توفير فضاء تبادلي مع تجارب مختلفة، وفتح آفاق سوق الشغل أمام الطلبة، واكتساب مهارات النقد والإبداع. وأضاف أن وزارته ستعرف مسارا جديداً وإعادة هيكلة في مجال التربية والتكوين، الشيء الذي يتطلب تعميق هذا المسار بمعايير الجودة، والانفتاح على التجارب الدولية، والسعي نحو تمكين الطلبة من الحصول على دورات تدريبية في مؤسسات دولية. من جهته، أوضح مدير المهرجان، سعيد آيت باجا، أن هذه النسخة تسعى إلى خلق شبكة عالمية للتكوين المسرحي، انطلاقا من عاصمة الثقافة والأنوار الرباط، وخلق لبنة للتكوين المسرحي عبر العالم، ورسم خارطة طريق في ظل التقاطبات التي يعيشها العالم من خلال مهنة التمثيل. أمّا المدير الفني للمهرجان، فريد الرگراكي، فقال في الكلمة الافتتاحية إنّ "المهرجان يهدف إلى خلق أكبر شبكة للمدارس العليا للمسرح عبر العالم، وتقاسم التجارب والمناهج التدريسية، ثم القيم الإنسانية المبنية على الحب والتسامح". ويشمل برنامج الدورة الثالثة من المهرجان، الذي تنظمه جمعية "إيسيل للمسرح والتنشيط الثقافي"، تقديم عدد من العروض المسرحية من مختلف المدارس العالمية، ومجموعة من الفرجات الفنية في مختلف فضاءات العاصمة الرباط، من قبل طلبة المعاهد المشاركة، التي يصل عددها إلى 12 فرقة مسرحية، تمثل: ألمانيا، البينين، الكونغو، المكسيك، بولونيا، إيطاليا، النرويج، إسبانيا، الكوت ديفوار، والمغرب. ويستضيف المهرجان عددا من كبار المخرجين والدراماتورجيين في العالم، وكذا مدراء وعمداء المدارس والمعاهد العليا الخاصة بالمسرح في أوربا وأفريقيا والعالم العربي.