في حكم غير متوقع، أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية المكلفة بقضايا الإرهاب بسلا، مساء اليوم الخميس، حكما بالسجن لمدة خمس سنوات نافذة، في حق الناشط البارز في حراك الريف، المرتضى إعمراشا. وأفادت مصادر متطابقة، حضرت الجلسة، بأنه جرى اعتقال المرتضى من داخل قاعة المحكمة، بعد أن توبع في حالة سراح، بعد وفاة والده. ووصفت نعيمة الكلاف، الحقوقية والمحامية المكلفة بملف إعمراشا ضمن هيئة الدفاع، الحكم ب"قمة القسوة". وقالت الكلاف، في تدوينة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، قبل النطق بالحكم: "اليوم، كانت جلسة محاكمة المرتضى إعمراشا كانت القضية جاهزة، أخاف من الحكم الله يستر وصافي". وتابعت المحكمة الناشط الحقوقي بتهم تتعلق ب"تحريض الغير وإقناعه بارتكاب أفعال إرهابية، والإشادة بأفعال تكون جرائم إرهابية، والإشادة بتنظيم إرهابي"، وذلك باستناد المحكمة إلى تدوينتين، يشيد من خلالهما بالعملية الإرهابية التي راح ضحيتها السفير الروسي في تركيا. واستفاد إعمراشا، الذي كان يتابع في حالة اعتقال، من السراح المؤقت تزامنا مع وفاة والده، إذ تم منحه في البداية رخصة استثنائية للسماح له بمغادرة سجن الزاكي مؤقتا لحضور جنازة والده، قبل أن يقرر قاضي التحقيق في الوقت نفسه بناء على ملتمس النيابة العامة متابعته في حالة سراح مع إخضاعه للمراقبة القضائية. المحامي عبد الصادق البوشتاوي، الذي سبق أن دافع على ملف إعمراشا، قال، في تصريح لهسبريس، إن "اعتقاله من داخل الجلسة يعتبر سابقة؛ لأن ما جرى به العمل القضائي هو أنه عندما يتابع المتهم في حالة سراح، فاعتقاله يجب أن يكون حتى يصدر الحكم النهائي؛ أي بعد استنفاد الحكم جميع درجات التقاضي". يشار إلى أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، سبق أن حقق مع إعمراشا لمدة 11 يوما، قبل إحالته على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي أحاله على قاضي التحقيق. وبالرغم من متابعته بتهم تتعلق بالإرهاب، فإن المرتضى إعمراشا عرف بدفاعه عن العلمانية وانفتاحه على "الملحدين" و"غير المتدينين"، وأثارت مواقفه الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.