نجا أفراد 250 أسرة من حريق اندلع مساء اليوم الاثنين بالمجمع السكني "غوانتنامو" بمنطقة ليساسفة في الحي الحسني بالدارالبيضاء، والذي أتي على شقة مكونة من غرفتين بكاملها فيما تضررت 18 شقة بسبب الأدخنة المنبعثة من النيران المندلعة بالشقة المحترقة. وسارع سكان المجمع السكني، الذي كان عبارة عن مصنع قبل أن يحوله الملياردير التهامي الجامعي إلى مجمع سكني في ظروف غامضة، إلى مغادرة مساكنهم على وجه السرعة؛ وهو ما تسبب في تكدسهم في المخرج الوحيد للمجمع بعد أن أصيبوا باختناق بسبب الأدخنة. واضطر رجال المطافئ إلى استعمال قارورات الأوكسجين للتنفس أثناء عملية إطفاء النيران، قبل أن يتمكنوا من السيطرة على النيران. وقال موسى سراج الدين، رئيس جمعية أولاد المدينة، إن الحريق الذي اندلع بمجمع سويفيل لصاحبه الجامعي يشكل ناقوس إنذار للسلطات المحلية ووالي جهة الدارالبيضاء من أجل هدم هذه البناية الموجهة إلى السكن بشكل غير قانوني. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "مجمع غوانتانامو، وأشدد على مصطلح غوانتنامو، أصبح يشكل خطرا حقيقيا على سكانه، ويجب على السلطات أن تتحمل مسؤوليتها عبر إنهاء التحقيق الذي بدأته منذ أشهر دون أن تعلن عن نتائجه". وسارعت مصالح الاستعلامات العامة بالحي الحسني إلى الانتقال على وجه السرعة إلى مجمع الملياردير التهامي الجامعي (الشهير بلقب حفار الآبار لاستغلاله 9 آبار وسط الطرق العمومية بشكل غير قانوني قبل أن يقدم على ردمها وتقديم طلب ترخيص لحفر 7 آبار جديدة)، من أجل إنجاز تقرير موضوعي حول الحريق ومدى توفر شروط السلامة، بعد التأكد من عدم وجود مخارج الإغاثة اللازمة. يشار إلى أن مجمع "غوانتنامو" أقام به الجامعي شبكة متكاملة من القنوات وأوصلها ب"صناديق" سكنية ضيقة، يكريها بمبالغ مالية شريطة تطبيق لائحة من الشروط التي تمنع استعمال آلات "التصبين" وغيرها من الآلات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه والطاقة، في ظل ظروف عيش فرضها في هذا المصنع الذي حوله إلى عمارة سكنية في ظروف غامضة، إلى درجة أفقدت السكان آدميتهم وفق تأكيدات جمعويين متابعين للملف. ووقف المسؤولون الأمنيون وعناصر الوقاية المدنية، خلال وجودهم بمجمع "غوانتنامو ليساسفة"، على التصاميم العشوائية لهذا المجمع المثير للجدل، والحالة المزرية للمراحيض المشتركة للسكان، التي تشكل خطرا صحيا حقيقيا على السكان بسبب الأمراض المعدية التي تهدد الأطفال على وجه الخصوص، إلى جانب الخطر التي تشكله مياه الآبار التي عمد الجامعي إلى إقامة شبكة تربطها بالشقق السكنية العشوائية للاقتصاد في كميات المياه التي تستهلكها الساكنة القاطنة بمجمع "غوانتنامو ليساسفة".