مشهد مثير. لم يكن ليمر دون أن إثارة انتباه ورهبة الكثيرين. كانوا يعبرون الطريق الرابطة بين طريق آزمور ومولاي التهامي. في منطقة لا تعرف كثرة التجمعات السكنية، لأن أغلب أراضيها حقول فلاحية زادتها الأمطار الأخيرة اخضرارا. في هذا المشهد ارتفعت ألسنة اللهيب مستعرة. انبعثت عنها سحابة دخان كثيف غطت الحقول. من أحياء بعيدة تراءت ألسنة الدخان تعانق عنان السماء. أدخنة بيضاء في الأفق. كلما تم الاقتراب منها تميل إلى السواد. النيران التي رفعت من درجة الحرارة، أتت النيران على جميع محتويات المستودع القابع بين الحقول الفلاحية ب «دوار لحرش» بالجماعة القروية أولاد عزوز. وفي غياب جميع وسائل الوقاية والتدخل، حاول بعض العمال تطويق النيران صباح أول أمس السبت، بعد أن اندلع حريق بأحد المستودعات العشوائية للمواد الأولية للنسيج، والمخلفات الصناعية لمصنع يقع بطريق آزمور بإقليم النواصر. أخيرا وصلت مصالح الوقاية المدنية، ووجدت صعوبات كبيرة لإطفاء حريق أتى على جميع محتويات «الهتكارات» العشوائية بجماعة أولاد عزوز. كادت فاجعة حريق مصنع «روزامور» بمنطقة ليساسفة أن تعود للواجهة، بعد اندلاع الحريق صباح السبت الماضي، قبل أن يأتي على جميع المواد الأولية للنسيج، كانت عبارة عن قطن ومواد بلاستيكية بمستودعات عشوائية لشركة «فيلمار» بدوار الحرش بأولاد عزوز. وأرجع شهود عيان أسباب اندلاع النيران بمستودع الشركة صباح أول أمس، أثناء انكباب أحد العمال على تفكيك دعائم حديدية للمستودعات العشوائية للشركة، واستعانته بآلات ميكانيكية لقطع القضبان الحديدية. ما أدى إلى تطاير شظايا طالت المواد الأولية لصناعة النسيج، وانتقلت النيران إلى أرجاء المستودعات العشوائية قبل أن تصل للمستودع الرئيسي لمصنع شركة «فيلمار» الواقع على طريق آزمور بتراب بلدية دار بوعزة . وخلف حادث اندلاع النيران بالمستودعات العشوائية لمصنع شركة «فيلمار» خسائر مادية مهمة، وأثار حالة من الذعر والهلع في صفوف عمال المستودع على قلتهم. توافدت على المنطقة عناصر السلطات المحلية والدرك الملكي والوقاية المدنية من أجل الوقوف على عملية إطفاء الحريق. لم تستطع التعزيزات اللوجيستيكية التي استقدمتها الوقاية المدنية، الحد من ألسنة اللهب، حيث أتت النيران على المستودعات العشوائية التي يحيط بها سور وقائي، والتهمت جميع محتوياتها. وبين الفينة والأخرى، ومع استمرار ألسنة اللهب في الارتفاع، كان دوي انهيار جدران المستودع وسقفه يسمع من بعيد. فشلت في الصمود في وجه النيران فتداعت تباعا. في الوقت الذي وجدت فيه عناصر الوقاية المدنية صعوبة كبيرة في إطفاء الحريق، نظرا لقلة المياه، وعلو جدران المستودعات، التي ظلت النيران مستعرة بها ساعات طويلة. وكانت بعض الفعاليات الجمعوية بدار بوعزة طالبت السلطات الإقليمية بالنواصر ب «الحد من فوضى انتشار المستودعات العشوائية بالمنطقة»، و«تكثيف مراقبة المستودعات القانونية ومدى توفرها على وسائل السلامة قصد حماية السكان في حال حدوث حرائق أو تسرب مواد كيماوية من المصانع والمعامل». وحمل مسؤول بعمالة إقليم النواصر «مسؤولية الحريق إلى مسؤولي الشركة، وإصرارهم على بناء مستودعات عشوائية غير خاضعة للضوابط القانونية»، مؤكدا أن «السلطات المحلية قامت رفقة لجنة تقنية تضم ممثلي العمالة وجماعة أولاد عزوز ومصالح المكتب الوطني للكهرباء، يوم الخميس الماضي بهدم نسبة كبيرة من المستودعات العشوائية للشركة، وإخطار صاحب المستودع بمهلة إلى يوم غد الثلاثاء بإزالة جميع الدعائم الحديدية للمستودعات العشوائية، إلا أن تطور الأمور تسببت في اندلاع النيران التي لم تخلف لحسن الحظ خسائر في الأرواح».