اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الأربعاء، بعدة مواضيع أبرزها، القمة المصرية اليونانية القبرصية الخامسة التي انعقدت أمس بنيقوسيا، والاجتماع الموسع للمعارضة السورية اليوم بالرياض، وقمة "سوتشي" الروسية لبحث الأزمة السورية، فضلا عن عودة رئيس الوزراء اللبناني المستقيل إلى بيروت، ومبادرة "تحدي محو الأمية" على الصعيد العربي. ففي مصر، قالت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها، إن القمة المصرية اليونانية القبرصية الخامسة المنعقدة أمس بنيقوسيا، "حققت نتائج مهمة وسريعة، وفتحت الباب واسعا لدخول مرحلة جديدة من التعاون في المجال السياسي. وأشارت إلى أن نتائج هذه القمة "لا تتوقف عند هذا الحد، بل تمتد إلى المجالات التجارية والثقافية والتكنولوجية وغيرها"، مبرزة ان التعاون المصري اليوناني القبرصي، بات نموذجا لتعاون اقليمي واعد في الأمن والسلام بالمنطقة والعالم. من جهتها، كتبت يومية (الأخبار) في افتتاحيتها، أن آلية التعاون بين مصر وقبرص واليونان، تحولت أمس بمناسبة انعقاد القمة الثلاثية الخامسة، إلى "شراكة استراتيجية" وأحد أهم أركان الحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة شرق البحر المتوسط. وأبرزت أن آلية التعاون الثلاثي خرجت أمس إلى النور في فترة صعبة تعيشها المنطقة، مشيرة إلى أن إرادة الزعماء الثلاثة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص اناستاسيادس ورئيس وزراء اليونان تسيبراس كانت قوية وجلية، حيث التصميم كان واضحا على أن تلعب الدول الثلاث دورا محوريا لتحرير الأراضي المحتلة وفق الشرعية الدولية، والحفاظ على الدول الوطنية بالمنطقة، ودفع التعاون الاقتصادي والسياسي والتجاري بينها إلي آفاق أرحب وأوسع. أما صحيفة الجمهورية فأشارت في مقال بهذا الخصوص، إلى ان القمة الثلاثية المصرية القبرصية اليونانية، فتحت أبواب التعاون في جميع المجالات، ورسخت الالتزام بالعمل المشترك للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، من خلال تنسيق التشاور في القضايا الملحة على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي السعودية، اهتمت الصحافة المحلية بالاجتماع الموسع للمعارضة السورية الذي سينطلق اليوم بالرياض. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الرياض) في افتتاحيتها أنه "من المفترض أن يخرج مؤتمر المعارضة السورية بنتائج تكون بداية لتسوية شاملة تنقذ الشعب السوري الذي كان الدافع الأول لثمن أزمة حان الوقت لانفراجها". وقالت إن "المواقف الدولية من الأزمة السورية لن تكون هي نفسها بعد مرور كل تلك السنوات والنتائج التي آلت إليها، إذ سيكون هنالك موقف دولي مختلف كون الأزمة لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية (...) ولا بد للمواقف أن تتغير لتلائم ظروف المرحلة من كامل جوانبها". وفي نفس الموضوع، نقلت صحيفة (الوطن الآن) عن عضو الائتلاف الوطني السوري، هشام مروة، قوله أمس، أن الاستقالات التي شهدتها الهيئة العامة للمفاوضات السورية أول أمس، ولاسيما استقالة منسقها العام رياض حجاب، "تعد أمرا طبيعيا، وأن مؤتمر الرياض 2 سيلغي المهام التي كلفت بها الهيئة، ومن المحتمل أن تنتخب فيه هيئة جديدة تمثل المعارضة في جنيف". وأضافت الصحيفة نقلا عن "مصادر مطلعة، إن معظم أعضاء الهيئة العليا للمفاوضات لم تتم دعوتهم لمؤتمر الرياض باستثناء رئيس الهيئة المستقيل، رياض حجاب، في وقت رحبت فيه موسكو بالاستقالات واعتبرت أن ذهاب بعض الشخصيات يعد فرصة لإحلال السلام". وفي الشأن اللبناني، تساءلت نفس الصحيفة حول طبيعة "المواقف التي سيتخذها (حزب الله) في معالجة الأزمة اللبنانية نتيجة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وموقف الدول العربية من لبنان وتشددها تجاه نشاط الحزب لتخريب أمن دول خليجية وعربية". واعتبرت الصحيفة أن "تنصل حسن نصر الله من حرب اليمن، ومن التدخل في البحرين والكويت، وإعلانه سحب خبرائه ومقاتليه من العراق، تعد أدلة على سلوك جديد في مقاربة الأزمة، وإدراك تداعيات الضغوط عليه وعلى لبنان". وفي الامارات، اهتمت الصحف بمبادرة "تحدي محو الأمية" على الصعيد العربي التي تم إطلاقها أمس في دبي، ووضعية المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا. وهكذا كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها ان "تحدي محو الأمية"، الذي تم اطلاقه أمس بمناسبة قمة المعرفة 2017 بدبي يعد "مبادرة عربية حضارية جديدة لخدمة الشباب العربي من المحيط إلى الخليج"، مشيرة الى ان هذه المبادرة التي تنظم بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ومنظمة اليونسكو وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي تستهدف 30 مليون شاب وطفل عربي في أفق عام 2030. من جانبها، وصفت (البيان) هذه المبادرة ب"الرائعة" لانها ستساهم في "تشخيص أحد التحديات الأهم في العالم العربي، مشكلة الجهل والتجهيل، حيث تنتشر الأمية في دول عربية كثيرة، بما يعنيه من نتائج سلبية في الألفية الثالثة". وأضافت أن مثل هذه المبادرة "يجب أن تكون محفزة للعرب من أجل تحقيق التغيير، وإلا فإن مستقبلهم سيواجه المزيد من المصاعب والتحديات". أما صحيفة (الوطن) فكتبت في افتتاحية بعنوان" المتاجرة بالمهاجرين" أن التسجيل الذي تم تداوله مؤخرا "والذي هو عبارة عن مقطع يوثق بيع مهاجرين غير شرعيين في ليبيا بمزاد، لاقى استهجانا كبيرا حول العالم، ودفع معظم الجمعيات القانونية والحقوقية للشجب والإدانة والاستنكار". وأضافت أن هذا الحادث يأتي في ظل "غياب سلطة الدولة القوية وحضور مؤسساتها الفاعل، ووجود أجهزة أمن قوية تعمل تحت علم الدولة، خاصة في بلد لا يزال حتى الآن يعاني تشرذما وتفرقة وتضاربا في السلطات الشرعية، ويعتبر معبرا لموجات المهاجرين بحكم قربة من القارة الأوروبية"، مشيرة إلى أن التنظيمات الإرهابية والمليشيات "استغلت هذا التخبط للاستقواء بالقوة على آلاف البشر والسيطرة على مناطق واسعة". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "هل استوت الطبخة؟!"، أن قمة سوتشي التي تنعقد اليوم بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، تحمل أهمية استثنائية وتاريخية، في ما يتعلق بمسار "الأزمة السورية"، والخطط المستقبلية. وأشارت إلى أن استدعاء بوتين لرئيس النظام السوري بشار الأسد، عشية القمة، يشي بأن هنالك خطة روسية، وصلت إلى مرحلة متقدمة من التخطيط النظري والعملي، بالتزامن مع إعلان الأركان الروسية أن العمليات العسكرية الروسية النشيطة على وشك الانتهاء في سورية. وفي الموضوع ذاته، وتحت عنوان "قمة سوتشي"، أبرز مقال في صحيفة (الدستور) دلالات القمة التي جمعت أمس في مدينة سوتشي على البحر الأسود الرئيس بوتين والزعيم السوري الأسد، مشيرا إلى أنها جاءت في وقت مفصلي مهم على صعيد محاربة الإرهاب على الأرض السورية، وبعد نجاحات تحرير مدينة "البوكمال" السورية وتطهيرها من دنس (داعش) الإرهابية. وأشار كاتب المقال إلى أنه بين قمة "سوتشي 1" وقمة "سوتشي 2" التي تنعقد اليوم، وبيان التفاهم الروسي الأمريكي، ستدور "ماكينة" التناغم السياسي لرسم خطوط الحل والمقاربات السياسية، بعد أن تسارعت الأحداث الإقليمية واستقالات هيئة الرياض وإحالات قيادات الجيش الحر على التقاعد. وفي مقال بعنوان "قمة سوتشي الثلاثية.. هل الاختراق قائم؟"، كتبت صحيفة (الرأي)، بدورها، أن الرؤساء بوتين وروحاني وأردوغان، يلتقون اليوم في المنتجع الروسي سوتشي، وعلى رأس جدول أعمالهم الملف السوري الذي طرأت عليه تطورات دراماتيكية متلاحقة ولافتة، تمثلت في هزيمة تنظيم (داعش)، مشيرة إلى أن موسكو تبدو مدركة لعمق حساسية وأهمية المرحلة الراهنة (...)، ولهذا فهي حريصة على التأكيد بأن "المسألة الأهم هي مسألة ما بعد هزيمة الإرهاب، وهي مسألة التسوية السياسية، التسوية التي تبدو طويلة الأمد في سوريا". وفي لبنان توقفت الصحف المحلية، عند عودة رئيس مجلس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري إلى لبنان، وخطاب الرئيس ميشال عون بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (المستقبل) "من الرياض إلى باريس والقاهرة وقبرص، انتهت رحلة الترقب وحبس الأنفاس بشأن عودة سعد الحريري إلى لبنان وانطلقت مع لحظة وصوله إلى بيروت ليلا، رحلة البحث عن أرضية وطنية مشتركة تحصن البلد وأبناءه وتنأى به وبهم قولا وفعلا عن نيران المنطقة"، مشيرة إلى أنه بعد "الصدمة الإيجابية" لا بد من ترجمات إيجابية لوقع الصدمة ولا بد للالتباس في المواقف أن ينجلي، فقد آن أوان الكلام في السياسة بعدما آثر الحريري الصوم عنه خارج أرض الوطن". من جهتها، كتبت يومية (الجمهورية) أنه مع عودة الحريري إلى بيروت ليلا، باتت الساحة السياسية "مسرحا لبوابل من الأسئلة حول مصير استقالته ومصير الوضع الحكومي والخيارات التي يمكن اللجوء إليها حكوميا وعلى كل المستويات لإنجاز الاستحقاق النيابي في موعده، عله بنتائجه، يشكل معبرا إلى سلطة جديدة ينبغي أن تنقل البلاد إلى واقع جديد". وأشارت إلى أنه "بمعزل عما سيؤول إليه مصير الأزمات المشتعلة في المنطقة تفيد كل المعطيات والمعلومات التي توافرات حتى مساء أمس على أن الحريري سيؤكد استقالته في بيروت مشفوعة بمجموعة لاءات ستشكل عنوان تعاطيه وحلفائه مع الفرقاء الآخرين في هذه المرحلة. أما صحيفة (اللواء) فقالت إنه "بعودة الحريري أمس إلى بيروت، يكون قد غاب عن لبنان 18 يوما بالتمام والكمال، لم يكن البلد خلالهما في وضع طبيعي، ذلك أن إعلانه الاستقالة من الحكومة من الرياض، على الرغم من كل ما شابها من ملابسات ومن ظروف غامضة، كان له وقع أشبه بالزلزال، خاصة وأن ارتدادات هذا الزلزال كادت تضع البلد على حافة انفجار، بالنظر لتلازمه مع عصف الأزمات التي اندلعت في المنطقة"، مضيفة أن "لبنان كاد يذهب ضحية هذا العصف، لولا الحكمة والتعقل وسياسة التريث التي انتهجها زعماؤه من رئيس الجمهورية إلى دار الفتوى، مرورا بعين التينة وبيت الوسط". من جهة أخرى، توقفت يومية (الديار) عند الخطاب الذي وجهه أمس الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اللبنانيين بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للاستقلال، والذي أكد فيه حرصه على منع انتقال أي شرارة من النيران المشتعلة في المنطقة إلى الداخل اللبناني، والنأي ببلاده عن الصراعات الخارجية، والتزامه باحترام ميثاق جامعة الدول العربية.