تناولت الصحف العربية اليوم السبت، عدة مواضيع أبرزها الأزمة اللبنانية وتطوراتها،والأزمة السورية وتفاعلاتها،والاجتماع الطارئ المرتقب بالقاهرة لوزراء الخارجية العرب غدا الأحد لبحث التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وفشل المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول (سد النهضة) الإثيوبي على نهر النيل،فضلا عن قضية اللاجئين السوريين في الأردن، وقضايا أخرى محلية . ففي مصر، نشرت صحيفة (الأهرام) مقالا بعنوان "سد النهضة" ، أشار فيه كاتبه، إلى أن "التحركات والسياسة المصرية لم تفلح في إقناع إثيوبيا والسودان في مسألة (سد النهضة) " الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، والذي تخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها التاريخية من مياه النهر ، وقالت إن القضية بدأت تتخذ منحى آخر بتعثر المفاوضات الفنية في القاهرة، مؤخرا، بعد تمسك الخرطوم وأديس أبابا بإدخال تعديلات على تقرير استهلالي لمكتبين استشاريين فرنسيين حول السد . وأضافت اليومية أن السد، الذي شرع في بنائه عام 2011 ، حرصت مصر دوما على نزع فتيل الأزمة المرتبطة به، بما يضمن المصالح المشتركة للجميع، فكانت زيارة الرئيس السيسي لأديس أبابا وخطابه أمام البرلمان الإثيوبي، وتوقيع إعلان مبادئ بين قادة الدول الثلاث في مارس 2015 ربط اعتراف مصر وقبولها بالسد بالتزام إثيوبا بعشر مبادئ واردة ضمن الاتفاق" ومنها حسن النوايا والالتزام بمبادئ القانون الدولي وكذلك الالتزام بنتائج الدراسات الفنية للمكتبين الاستشاريين". كما نشرت (أخبار اليوم) عمودا بعنوان "ما بعد السد" أشارت فيه إلى أن الحكومة أعلنت عن تعثر مفاوضات (سد النهضة) والخلاف حول طريقة تشغيله ومدة ملء الخزان ، ومدى تأثيرها على حصة مصر من مياه النيل"، مشيرة إلى أنه "مع أهمية التحرك الخارجي للدولة للتعامل مع تعنت أثيوبيا في ملف سد النهضة، فإن التحرك الداخلي يجب أن يكون له نفس الأهمية لتصحيح طريقة تعاملنا مع مياه النهر ". كما تركز اهتمام الصحف المصرية على حبس أعضاء الخلية المعروفة ب"خلية الواحات" والمتورطة في حادث هجوم على قافلة أمنية أسفر عن مقتل 16 رجل أمن وإصابة 13 آخرين، وكذا مقتل 15 إرهابيا، على ذمة التحقيقات التي تجريها معهم نيابة أمن الدولة العليا، ومن بينهم شخص ليبي الجنسية ألقي عليه القبض مؤخرا . وفي هذا الصدد أثارت استضافة الشخص الليبي الجنسية، في برنامج بإحدى القنوات التلفزية المصرية ردود فعل، حيث نشرت صحيفة (الجمهورية) ،بهذا الخصوص، مقالا أشار فيه كاتبه ، إلى أن "ظهور إرهابي على الشاشة جريمة مهنية لا تغتفر، ومحاورة قاتل محترف باسم الدين من باب الانفراد عبث لا طائل منه" ، مضيفا أن صاحب البرمانج "قدم خدمة جليلة ومجانية للإرهاب في طرح أفكاره بمنطق وفصاحة ، فتح مساحة كبيرة للإرهاب ليتسلل إلى البيوت وللعقول دون مناقشة ولا رد" ، مؤكدا أن "الأخطر في هذه المقابلة أنه صنع من هذا الإرهابي نجم فضائي" . ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة (الجمهورية) عمودا بعنوان "الجامعة العربية.. لمن؟" أشار فيه كاتبه، إلى أن المأمول من اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي غدا بالقاهرة بطلب سعودي للنظر في التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، "أن ينتهز الوزراء فرصة اجتماعهم الطارئ للتشاور حول ما آل إليه الوضع العربي برمته مما سمح للأطراف الأجنبية إيرانية كانت أم أمريكية أم تركية أو روسية بالتدخل في شؤون دول عربية راحت فريسة للحروب الأهلية والصراعات المسلحة المشتعلة بوقود أجنبي من توفير السلاح وتجنيد الإرهابيين وتجييش أجهزة الإعلام لخدمة مخطط استعماري صهيوني لتمزيق هذه الدول وتدمير جيوشها دون مانع من تدخل أطراف أخرى إقليمية لأداء دور محدود تغطية للمخطط المرصود". وفي الشأن المحلي، اهتمت الصحف بمشروع للاستزراع السمكي سيفتتحه اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي ، حيث كتبت (الأهرام) أن مشروع المدينة السمكية الصناعية ببركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، "يمثل انطلاقة كبيرة لمستقبل صناعة الاستزراع السمكي القائم على أسس علمية"، مضيفة أن هذا المشروع، الذي يعد "الأضخم" على مستوى منطقة البحر الأبيض المتوسط، "سوف يسهم إلى حد كبير في تنمية الثروة السمكية وسد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج وتوفير البديل الغذائي المناسب للمواطن المصري بأسعار مناسبة". في لبنان واصلت الصحف المحلية تسليط الضوء على تداعيات استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، حيث كتبت صحيفة (الجمهورية) أن صفحة انتقال الرئيس سعد الحريري من الرياض إلى باريس، طويت وفيها ستكون له محطة أولى اليوم في اللقاء المقرر مع الرئيس الفرنسي الذي قال إنه سيستقبل الحريري كرئيس لوزراء لبنان "لأن استقالته لم تقبل في بلاده بما أنه لم يعد إليها"، تعقبها استراحة يفترض أنها موقتة لإجراء مشاورات حول الوضع المستجد، قبل أن يتوجه إلى بيروت. وأضافت أن لبنان يقف على باب أزمة سياسية مفتوحة ومعقدة تصعب معها إمكانية إعادة لحم البناء الحكومي الحالي أو الوصول إلى بناء حكومي جديد نظرا للتعقيدات الكثيرة المحيطة بالأجواء الداخلية والإقليمية، وهو أمر شغل المستويات السياسية والرسمية التي بدأت تتداول في المخارج الممكنة، ولعل أحدها تقريب موعد الانتخابات المقبلة. ومن جهتها، أوردت يومية (المستقبل) رد الرئيس سعد الحريري قبل مغادرته على وزير خارجية ألمانيا سيغمار غبرييل بقوله إن "القول إنني محتجز في السعودية وغير مسموح أن أغادر البلاد هو كذبة" . أما يومية (النهار) فقالت إن الحريري استبق وصوله الى باريس وربما بعدها القاهرةفبيروت، فكتب في صفحته على "تويتر": "اقامتي في المملكة هي من أجل اجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول اقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد شائعات". وفي السعودية، كتبت يومية (الوطن الآن) أن السيناريو المتوقع، لما بعد لقاء رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري، مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في باريس، اليوم، سيركز على حلحلة الأزمة التي فجرتها استقالة الحريري، ومضمون بيان الاستقالة الذي وضع النقاط على الحروف. وأضافت الصحيفة أن أمر الاستقالة سيتم البث فيه بعد عودة الحريري إلى لبنان و"تبدأ معها مرحلة جديدة تدخل لبنان في أزمة سياسية يتخوف المراقبون أن يذهب حزب الله إلى حلها عن طريق حرب مع إسرائيل للهرب من الضغط الدولي والإقليمي عليه لوقف تدخله في سورية، وكذلك الضغط على إيران لوقف نشاط أذرعها الأمنية التي تعيث في اليمن والبحرين والكويت". من جهتها، كتبت يومية (الرياض) في افتتاحيتها أن حديث وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن "أن الأزمة المتعلقة باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري هي جزء من محاولة لخلق فوضى في المنطقة، حديث للاستهلاك الإعلامي لا أكثر، ولا يحمل أية مضامين سياسية تؤدي إلى حلول مفترضة...". وأكدت الافتتاحية أن "حديث باسيل حزبي أكثر من كونه وطني"، مضيفة أن "ارتهان القرار السيادي اللبناني لسياسات (حزب الله) وإيران من ورائه يجعل من طرح باسيل بعيدا كل البعد عن الواقع الذي يعيشه لبنان منذ سنوات". وتحت عنوان "دلالات لقاء الحريري"، أكد مقال في يومية (الجزيرة) أن "كل المؤشرات توحي بأن الخطر يحدق بلبنان، باعتبار أنه لا يستطيع العيش في ظل التساكن بين دولة، ودويلة، ولا في ظل التعايش بين جيشين ، والذي سيفتح الباب لكل الاحتمالات، بما فيها الحرب الأهلية، والتدخل الخارجي - سياسيا وعسكريا". وبرأي كاتب المقال، فإن "إنهاء حالة الدولة داخل الدولة، يقتضي وضع حد لاختلال موازين القوى لمصلحة حزب الله، ومواجهة مشروع الهيمنة الإيرانية على لبنان، وذلك من خلال بناء استراتيجية دفاعية وطنية للدولة اللبنانية، تعيد توازن القوى بين مكونات المشهد السياسي اللبناني". وفي الامارات العربية المتحدة كتبت صحيفة( الخليج) في افتتاحيتها بعنوان " العراق وطريق الحوار الإجباري" أن جلسات مجلس الأمن الخاصة بسوريا، والمعروفة النتائج، نتيجة التضارب الأمريكي الروسي،" لم تعد تحظى بالاهتمام الكبير إن لجهة نتائجها المعروفة سلفا، أو لجهة السنوات التي تعذر فيها التوافق على إنجاز حل سياسي برعاية دولية قابل ليرى النور، بعد معاناة طالت كثيرا وحرب شعواء أتت على كل شيء في سوريا نتيجتها الوحيدة المتواصلة حتى اليوم هي زيادة أعداد المنكوبين من ضحايا الدوامة المشتعلة التي لا تشبع من التهام كل ما يأتي في طريقها". واضافت الصحيفة ان أزمة سوريا "لم تعد محصورة بالداخل المنكوب ولا بالجوار الذي يعاني الشرار المتطاير من حرائقها وضغوط اللاجئين، بل هي أزمة دولية مركبة تحتاج لتحرك أقوى يغلب الفائدة من إنهاء أزمتها على المصالح الضيقة للدول الفاعلة"، لأن إنهاء الصراع "حمال الأوجه" فيه مصلحة عالمية تامة، كون الأزمة تهدد المجتمع الدولي خاصة مع الحديث والتقارير عن بدء عودة الآلاف من الإرهابيين إلى الدول التي يحملون جنسيتها مع ما يعنيه هذا من عودة الخطر إلى عشرات الدول التي قصدت أعداد من رعاياها سوريا والعراق للقتال في صفوف الجماعات والتنظيمات الإرهابية. من جانبها كتبت صحيفة( الوطن) أن "حكومة إقليم كردستان العراق "حسنا فعلت بإعلان احترامها لتفسير المحكمة الاتحادية العليا للمادة الأولى من الدستور بشأن الاستفتاء الذي دعا إليه رئيس الإقليم السابق مسعود البرزاني لانفصال الإقليم عن العراق يوم 25 سبتمبر الماضي، "ما أدى إلى أزمة خطيرة مع بغداد، وضعت العراق أمام منعطف حرب أهلية كارثية". وأكدت أن وعي القيادات الكردية في غياب البرزاني عن الساحة السياسية بالتراجع عن "خطيئة الاستفتاء والعودة إلى الحوار، يجنبها، ويجنب العراقيين ما لا تحمد عقباه، من منطلق أن العراق لكل مواطنيه، لا فضل لعربي على كردي، أو تركماني، أو آشوري، أو كلداني" ، مبرزة أنه "عندما يكون سقف المواطنة هو أساس العلاقات بين كل مكومات الشعب العراقي يمكن لكل الحلول أن تكون سهلة، وفي متناول اليد" وفي قطر، تناولت صحيفتا (الوطن) و(الراية)، في افتتاحيتيهما، في إشارة الى حصيلة أولية لما أنجز على بعد أسابيع قليلة من الاحتفالات المرتقبة باليوم الوطني للدولة، بعضا من ملامح التوجه الذي اعتمدته قطر ل"تحصين" اقتصادها و"توسيع" مجال تحرك دبلوماسيتها وأيضا "بناء قدراتها" السياسية على المستوى الديمقراطي، مستحضرة في هذا الصدد، ما وصفتهما ب"قرارين غير مسبوقين بتاريخ البلاد"، وهما "تعيين أربع نساء في مجلس الشورى، وتعيين متحد ثة باسم وزارة الخارجية القطرية". ومن جهتها، توقفت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها، عند مضمون ما جاء في تصريحات صحفية لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في واشنطن، مسجلة إعلانه عن استعداد قطر لتكون أول الحاضرين في قمة مجلس التعاون الخليجي المقبلة في حال الدعوة إلى عقدها. كما نقلت عن المسؤول القطري، خلال هذا اللقاء، تأكيده "حرص قطر على الحوار والتفاهم"، وكذا "استعدادها لجميع الوساطات والنداءات، وفي المقدمة بالطبع الوساطة الكويتية"، وأيضا قبولها حضور الاجتماعات واللقاءات الهادفة لإنهاء الأزمة الخليجية الراهنة. وفي الشأن الدولي، تناولت صحيفة (العرب)، في مقال لأحد كتابها تحت عنوان "تقرير المصير بين كاودا وكتالونيا وأربيل"، بالتحليل مآل دعوة أحد المنشقين عن الحركة الشعبية -قطاع الشمال الى منح منطقة كاودا بجبال النوبة بالسودان حق تقرير المصير، لافتة الى أنها محاولة "تشبه الى حد كبير محاولتي برشلونة وأربيل". وأوضح كاتب المقال أنه إذا كان مبدأ تقرير المصير قد "ارتبط عند نشأته الأولى بحركات تحرر في مواجهة محتل" فإنه هذه المرة انحرف عن مساره ليرتبط "بحركات متمردة في مواجهة حكم وطني"، مضيفا أنه لهذا السبب "فشلت محاولة إقليم كردستان العراق" و"فشل إقليم كاتنغا في سعيه للانفصال عن الكونغو وفشلت تجربة انفصال بيافرا عن نيجيريا" و"فشلت كتالونيا في محاولة الانفصال عن إسبانيا". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان "قمة سوتشي: هل اقترب الحل في سورية؟"، أنه بات مؤكدا أن موسكو سترعى التسوية النهائية للأزمة السورية، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس بوتين كشفت عن نيتها تنظيم مؤتمر في منتجع سوتشي الروسي يضم ممثلين عن النظام السوري والمعارضة لإنجاز متطلبات الحل السياسي (دستور جديد للجمهورية وانتخابات عامة). واعتبرت الصحيفة أنه بالرغم من أن موسكو مصممة على وضع نهاية للأزمة في سورية أو على الأقل جدول زمني للوصول إلى سورية جديدة في غضون سنتين أو ثلاث، إلا أنه من الصعب أن يحدث اختراق كبير في مسائل استراتيجية تخص مستقبل سورية وهوية نظامها السياسي، بالنظر إلى حجم التباينات بين الموقفين التركي والإيراني. وأشارت إلى أن روسيا منذ أن ألقت بكل ثقلها في سورية، لم يسجل عليها الفشل في تحقيق مهماتها، قبل أن تتساءل عما إذا كانت قمم ومؤتمرات سوتشي، ستنجح في كتابة السطر الأخير للحل السياسي؟. وحول موضوع اللاجئين السوريين، تناولت (الغد) فصلا من دراسة بحثية استطلعت آراء 600 من اللاجئين السوريين المتواجدين في الأردن حول تقييم احتياجاتهم في مجال العدالة خلال إقامتهم في المملكة وبعد عودتهم إلى سورية، وأشارت إلى أن 88 في المائة من المستجوبين عبروا عن رغبتهم في العودة في حال أصبح الوضع الأمني أفضل. وحسب الصحيفة، فإن الدراسة، التي أعدها معهد لاهاي للابتكار القانوني، بالشراكة مع وزارة الخارجية الهولندية ومنظمة "أرض للمساعدة القانونية" في عمان، أظهرت أيضا أن لاجئا واحدا فقط من بين كل سبعة لاجئين، عبر عن رغبته في البقاء في الأردن.