بعدما حجز منتخب بيرو المقعد الأخير في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، تحول انتباه واهتمام الجميع إلى حفل إجراء القرعة المقرر في أول دجنبر المقبل بقصر الكرملين في موسكو. واستؤنفت عملية بيع تذاكر المونديال الروسي مع توقعات بزيادة الطلب عليها في ظل انتظار الجميع لحفل إجراء القرعة. وحجز المنتخب البيروفي المقعد الأخير في النهائيات من خلال الفوز على نظيره النيوزيلندي 2-0 في إياب الملحق العالمي الفاصل بالتصفيات. وتتجه أنظار الجميع حاليا صوب القرعة التي يستضيفها قصر الكرملين في العاصمة الروسية موسكو في ديسمبر المقبل فيما تقام النهائيات في الفترة من 14 يونيو إلى 15 يوليوز 2018 . وتفتقد لبطولة هذه المرة أسماء كبيرة وبارزة حيث يغيب عنها منتخبات هولنداوتشيلي وإيطاليا. ولكن تسعة من المنتخبات المصنفة في المراكز العشرة الأولى بالتصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ستشارك في النهائيات فيما سيكون منتخب تشيلي هو الوحيد من أصحاب المراكز العشرة الأولى الذي سيغيب عن النهائيات. ولهذا ، ستكون الإثارة في أعلى درجاتها عندما تجرى القرعة بعد أسبوعين في قصر الكرملين. وقال فيتالي موتكو رئيس اللجنة المنظمة للبطولة نائب رئيس الوزراء الروسي إن القرعة "لحظة جوهرية ومهمة". وأوضح : "المشجعون من كل أنحاء العالم لا يطيقون انتظار البطولة والسفر إلى روسيا فيما تتلهف المنتخبات المشاركة لمعرفة شكل مجموعاتها والطريق إلى النهائي على استاد لوجنيكي". وقال ميروسلاف كلوزه ، الهداف التاريخي للمنتخب الألماني (مانشافت) ، والذي سيحمل كأس البطولة إلى منصة إجراء القرعة حيث سيكون أحد النجوم البارزين الحاضرين بالحفل ، : "حفل القرعة من أبرز اللحظات لدى عالم كرة القدم". ووزعت المنتخبات ال32 المشاركة في المونديال على أربعة مستويات بناء على التصنيف الصادر عن الفيفا في أكتوبر الماضي. وكان المنتخب الروسي هو الاستثناء الوحيد حيث سيوضع ضمن فرق المستوى الأول كما سيوضع على رأس المجموعة الأولى في الدور الأول بالنهائيات نظرا لكونه المنتخب المضيف. ومع تأهل 13 منتخبا من القارة الأوروبية بخلاف المنتخب الروسي المضيف ، ستضم عدة مجموعات أكثر من منتخب أوروبي بشرط ألا يزيد عدد المنتخبات الأوروبية في أي مجموعة عن منتخبين. كما لن تضم أي من المجموعات الثمانية منتخبين من اتحاد قاري واحد. وأصبح مصير كل منتخب معلقا الآن بالحظ وما يمكن أن تسفر عنه القرعة علما بأن الفرق المصنفة في المستوى الأول ستتجنب بعض التباديل. وتجنب المنتخب الألماني (مانشافت) حامل لقب العالم الوقوع في مواجهة منتخبات عملاقة مثل البرازيل والأرجنتين وفرنسا لكنه قد يقع في مواجهة المنتخب الإسباني العملاق أيضا والفائز باللقب العالمي عام 2010 بجنوب أفريقيا نظرا لوقوع المنتخب الإسباني ضمن منتخبات المستوى الثاني. كما قد يجد المانشافت نفسه في مواجهة أحد المنتخبات الأفريقية أو الأسيوية القوية مثل السنغال (من المستوى الثالث) وكوريا الجنوبية (من المستوى الرابع). كما قد يصطدم المانشافت بقيادة مديره الفني يواخيم لوف ببعض المنافسين الأقوياء من أمريكا الجنوبية مثل منتخبي أوروجواي وكولومبيا (من المستوى الثاني) والمنتخب الدنماركي (من المستوى الثالث) ونيجيريا (من المستوى الرابع) . ولكن المانشافت قد يستهل حملة الدفاع عن لقبه ضمن مجموعة سهلة تضم معه منتخبات بيرو وإيران وبنما. ويأمل المنتخب الروسي في تجنب المصير الذي واجهه أصحاب الأرض في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا عندما فشل المنتخب الجنوب أفريقيا في اجتياز دور المجموعات. ويعول المنتخب الروسي كثيرا على الدعم الجماهيري ليساعده على تحسين تصنيفه العالمي حيث يقع في المركز 65 . ومن بين منتخبات المستوى الأول ، قد يكون المنتخب البولندي هو الفريق الذي تطمح فرق باقي المستويات الأخرى أن تقع في مجموعته رغم المسيرة الرائعة لهذا الفريق في التصفيات. وسجل المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي 16 هدفا في مباريات فريقه بالتصفيات ليتصدر قائمة هدافي التصفيات بفارق هدف واحد أمام البرتغالي كريستيانو رونالدو. ويأمل المانشافت في أن يصبح أول منتخب يفوز باللقب مرتين متتاليتين منذ أن نجح المنتخب البرازيلي في هذا عامي 1958 و1962 . وينتظر أن يكون المانشافت هو أكثر فريق لا ترغب باقي الفرق الوقوع في مجموعته بعدما حقق الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها بالتصفيات وسجل لاعبوه 43 هدفا مقابل أربعة أهداف اهتزت بها شباك الفريق. ومع تعادل المانشافت 2-2 أمام المنتخب الفرنسي وديا يوم الثلاثاء الماضي ، حافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم في 21 مباراة متتالية كما أنهى عام 2017 بلا أي هزيمة علما بأن الفريق أحرز لقب كأس القارات في منتصف هذا العام بروسيا معتمدا على فريق يضم العديد من الوجوه الجديدة والشابة. ورغم هذا ، أكد لوف أن جميع النتائج التي حققها الفريق في المباريات الماضية الودية والرسمية وحفاظه على سجله خاليا من الهزائم في 21 مباراة متتالية لا تعني شيئا بالنسبة لمسيرة الفريق المرتقبة في كأس العالم 2018 . وقال لوف : "حتى وإن فزت بجميع مبارياتك الآن ، هذا لا يعني شيئا في كأس العالم... تفاصيل صغيرة ستحسم المباريات". وأوضح لوف : "ما تحتاجه في أي بطولة هو أن تتسم بالقوة الذهنية والبدنية. المباريات في الأدوار الفاصلة تكون متكافئة دائما. لن تتكرر نتيجة 7-1 التي حققها المانشافت أمام المنتخب البرازيلي في المربع الذهبي لمونديال 2014 بالبرازيل". *د.ب.أ