اخترق سرطان الأطفال جسدها الهزيل في السنة الثالثة من مجيئها إلى العالم، ولم يكن يعلم والداها أن طفلتهما الجميلة ستكون إحدى المصابات بهذا الداء الذي أفقدها البصر وحرمها من رؤية العالم وشوه شكل عينها الصغيرة. آلام وصراخ وأنين وعين متورمة جاحظة، مشهد أقل ما يمكن وصفه به "مأساة" قلبت رأسا على عقب حياة مروة فهيم وأسرتها الصغيرة، التي عرضت كل ما تملك للبيع من أجل حصول ابنتها على العلاج الذي حرمتها منه مستشفيات المغرب، بتعبير والدي الطفلة. فرح أبواها بمجيئها بعد طول انتظار، وأضافت لحياتهما البهجة والسعادة، ولم يتوقعا أن حالة الفرح والبهجة لن تدوم وستنقلب إلى معاناة وواقع مر عند بلوغ مروة عامها الثالث. بصوت خافت تسيطر عليه مشاعر الألم والحسرة، تقول والدتها في حديث لهسبريس: "كانت صغيرتي بصحة جيدة ومفعمة بالحياة قبل أن تصاب بانتفاخ بسيط في عينها اليمنى، ما دفعني إلى عرضها على طبيب أخصائي فطلب مني إخضاعها للأشعة السينية والقيام ببعض الفحوصات قبل استئصال جسم غريب كان ينمو خلف عينها؛ وهو الذي تسبب لها في كل تلك المشاكل". ولم تتأخر الأم في إجراء كل الفحوصات اللازمة قبل أن تعرضها مرة ثانية على الطبيب نفسه بالمركب الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، وقالت: "اطلع الطبيب على نتائج الأشعة السينية وأجرت العملية الجراحية لكنها باءت بالفشل، وانفجر ذلك الشيء المتكون خلف عينها وتسبب لها في انتفاخ كبير". ودخلت الأم في متاهة باحتة عن علاج فلذة كبدها، "عندما عرضتها على أخصائي آخر أخبرني بأن ذلك الجسم تحول إلى سرطان قاتل انتشر في عينها وأفقدها البصر وحرمها من عيش حياة طبيعية كباقي أقرانها"، تقول كوثر السحني، والدة الطفلة، في تصريح لهسبريس. واضطر الطبيب إلى إخضاعها لعملية جراحية ثانية على مستوى الرأس، لكنها باءت أيضا بالفشل، فقرر بعد تدهور وضعها الصحي وفقدانها البصر إخضاعها ل 6 حصص من العلاج الكيميائي، لكنها لم تتفاعل معه وظل حالها كالسابق، ليقرر بعدها استئصال عينها كاملة. ومن هول الصدمة، وجراء قسوة الآلام التي لا تفارق طفلتهما، "تخلى الأب عن عمله كنادل بإحدى المقاهي الصغيرة وسط العاصمة العلمية، وتفرغ لعرض ابنته على جميع مستشفيات المغرب، فأغلقت جميع الأبواب في استشفائها بحجة تدهور وضع عينها، ولم يتبق أمامنا إلا حل الاستئصال"، كما ما جاء على لسان الأم. وعرضت الأم وضعية ابنتها الصحية على طبيب فرنسي استجاب لندائها وقرر التكفل بعلاج الطفلة كاملا، "لكن طبيبها المعالج رفض منحها تقريرا يثبت أنه وباقي الأطر الطبية بالمغرب لم يتمكنوا من معالجتها ويجب نقلها خارج أرض الوطن". وفي ظل هذا الامتناع، تناشد الأم وزارة الصحة التدخل وتسهيل سفر فلذة كبدها خارج المملكة لإنقاذ ما تبقى من عينها. للتواصل مع والدة الطفلة مروة فهيم: 0637161933