طوفان الأخضر والأحمر هو ذاك الذي غمر العاصمة الإيفوارية أبيدجان بعد تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى كأس العالم "روسيا 2018"، إثر فوزه على منتخب الفيلة برسم الدورة السادسة والأخيرة من الإقصائيات. فبمجرد إعلان صافرة نهاية هذا اللقاء، الذي تتبعه ما لا يقل عن 35 ألف متفرج من ضمنهم آلاف المغاربة، خرج مشجعو أسود الأطلس للتعبير عن فرحتهم في شوارع العاصمة الإيفوارية، في مشهد لم تعشه أي جالية من قبل. مغاربة مقيمون بكوت ديفوار ومواطنون لهم قدموا من المغرب، رجال ونساء وشباب وكبار، شكلوا طوفانا بشريا حقيقيا غمر أبيدجان، والشوارع الكبرى المحيطة بملعب "فيليكس هوفويت بوانيي" في حي "بلاطو" المعروف عادة بهدوئه. وتحولت "تريشفيل" و"ماركور"ي وجسر "أش كي بي"، و"المنطقة 4" وجماعات أخرى تابعة لأبيدجان، إلى منطقة خالصة لمشجعي المنتخب الوطني الذين خرجوا وهم يرددون النشيد الوطني، وشعارات الفرحة بانتصار زملاء زياش وبنعطية. تعالت أصوات منبهات السيارات ورفرفت الأعلام الوطنية على طول الموكب الذي سار فيه المشاركون في هذا الاحتفال الذي يأتي بعد عقدين كاملين من الانتظار. "ديما مغرب" و"مبروك علينا، هادي البداية، مازال مازال" وشعارات أخرى بطابع مغربي قح رددتها الحناجر في جو حماسي مازجتها زغاريد المغربيات الحاضرات في هذا المشهد الاحتفالي الاستثنائي. يقول إلياس، الفتى الرباطي، إنه "لا أجمل من رؤية الفريق الوطني وهو يجدد الوصل بالمونديال بعد 20 سنة من الغياب. لاعبونا جديرون باللقب الذي يحملونه، إنهم فعلا اسود في الميدان". أما حميد، الشاب الثلاثيني، فيحكي عن رحلته من ميلانو بإيطاليا مع أصدقاء آخرين للمشاركة في هذه الفرحة التي طال انتظارها. "مضت عشرون سنة والحلم يراود مخيلاتنا. اليوم أصبح الحلم حقيقة" يقول حميد مضيفا أن عناصر المنتخب المغربي تستحق القميص الذي ترتديه". وكان المشجعون المغاربة قد تقاطروا تباعا منذ الساعات الأولى ليوم أمس السبت على ملعب فيليكس هوفويت بوانيي. فحضور المقابلة شيء أمر يستحق العناء.