داخل الخيمة السينمائية التي جرى تركيبها وسط "كورنيش الناظور" على الضفة الجنوبية من "بحيرة مارتشيكا"، انطلقت عروض الأفلام السينمائية المتبارية على جوائز المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة في دورته السادسة، المنظمة تحت شعار "ذاكرة مياه المحيط". إدارة المهرجان افتتحت "سباق الأفلام" بمنتوج سينمائي من دولة إسبانيا، بعرض شريط وثائقي للمخرج "إدواردو كوبيو" تدور أحداثه حول قصة جالية تنحدر من جزر الكناري واستقرت بشمال أمريكا، واستطاعت لمدة قرنين الحفاظ على هويتها وثقافتها الإسبانية. أما المخرج البرتغالي جواو ماركو فقد قدّم قصة مؤثرة بالأبيض والأسود، كتبت أحداثها السيناريست "جوانا كوستا"، تتمحور حول كاتب فقد أحد أعماله المتميزة بسبب صديقه، عبارة عن مسرحية كان يحتفظ بها، وفي مساء يوم ما جرى قرر أن يجد حلا للمشكلة، بعدما ظل طوال حياته التي بناها بجد وكد يعتقد أنه بالإمكان إعادة كتابة كل جملة سبق أن خطّها، لتستمر تفاصيل الفيلم في قالب تراجيدي. صراعات سياسية ما بين 1980 و2000 بمنطقة "هوانكفليكا"، بدولة البيرو، كانت موضوع فيلم توثيقي عرض في افتتاح مهرجان السينما للذاكرة المشتركة، معالجا قضية 3 أجيال حاولت تكسير جدار الصمت للحفاظ على ذاكرة حبلى بفظائع الماضي، مستعينة في ذلك ببلاغة الكلمة وألوان الريشة، والفيلم يعود لكاتبته ومخرجته "ماريان ايد". وبما أنها ضيفة شرف "ذاكرة مياه المحيط"، ارتأت دولة الهند المشاركة في المهرجان بفيلم كتبه ووضع بصمته الإخراجية عليه "نيبون دولوا"، يعالج ضرورة الغذاء والهواء في حياة الإنسان، كونهما لا يعملان وحدهما لصالح العقل وإرساء حياة وجدانية سوية، بل يستلزمان تواجد أمور أخرى كالحب والرعاية، وهذا ما يفتقد إليه بطل القصة الفيلمية. دولة ألمانيا مشاركة على هامش التباري بشريط للسيناريست "هنري بويت"، أخرجه للوجود عبر سرده قصة فنان تشكيلي يعيش في برلين دون فلاحه في تحقيق أي نجاح مهني، ليستبدل الفن بالمتاجرة ضمن العقارات، اقبل أن يجد نفسه في دوامة عالم مظلم، مليء بالجشع والاحتيال، ما أدى به إلى "احتراف الجنون". جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان الدولي نفسه تشهد الاستمرار في عرض الأفلام المتنافسة على جوائز هذا الموعد الفني، حيث سيجري الإعلان عن المتوجين خلال حفل اختتام الدورة السادسة تحت "الخيمة السينمائية" التي أقيمت لاحتضان التظاهرة، جيدة التجهيز وتستوعب أزيد من 1500 متفرجد، في ظل تعالي الدعوات المطالبة ببناء قاعة ل"الفن السابع"، أو أكثر، في مدينة الناظور.