خرج العشرات من سكان دوار تغانمين، التابع للنفوذ الترابي لجماعة اغيل نمكون، بإقليم تنغير، في مسيرة احتجاجية بالاستعانة بالدواب، في اتجاه باشوية قلعة مكونة، مستنكرين ما وصفوه ب"حرمانهم من الحق في الماء الصالح للشرب، وشبكة الكهرباء، والربط الطرقي"، ومؤكدين أنهم "يعيشون معاناة خطيرة وعزلة خانقة كل فصل شتاء، إذ تتساقط الثلوج بكثافة في المنطقة"، بتعبيرهم. وعرفت هذه المسيرة الاحتجاجية مشاركة حوالي ستين شخصا، بينهم رجال ونساء وأطفال وشيوخ، وأكدوا أن "المخزن يواجه مطالبهم المشروعة بالحلول الترقيعية، خصوصا المطلب المتعلق بالربط الطرقي"، وفق تعابيرهم، مشددين على أن "الصبر على الوعود الكاذبة والمعسولة انتهى". وقال موحى ازروال، أحد المحتجين، في تصريح بجريدة هسبريس الإلكترونية: "لا يعقل أننا في السنة السادسة بعد إقرار الدستور الجديد بالمغرب، وساكنة تعيش وراء جبال اغيل نمكون بدون ماء ولا كهرباء ولا طريق معبدة"، وزاد موضحا: "الساكنة تطلب من الدولة في حالة عدم قدرتها على توفير جميع المتطلبات اليومية للمواطنين القاطنين بالجبال أن تعلن ذلك، أو أن تقوم بترحيلهم إلى المدن والحواضر". وفي حدود الثانية والنصف بعد زوال اليوم الخميس، وصل المحتجون الذين استعانوا بالدواب في مسيرتهم الاحتجاجية إلى مركز الجماعة الترابية لسوق الخميس دادس، وسيواصلون طريقهم إلى قلعة مكونة للقاء المسؤولين هناك، أو مواصلة طريقهم إلى ورزازات، "من أجل الضغط على السلطات الإقليمية بتنغير للتحرك من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة"، بتعبير عائشة حدو، إحدى النساء المشاركات في المسيرة. وقالت المتحدثة: "سنصل إلى قلعة مكونة من أجل طرح مشاكلنا أمام باشا المدينة، الذي يمثل العامل محليا، وإن لم نلامس الرغبة من جانبه في تحقيق مطالبنا سنواصل مسيرتنا إلى ورزازات ومراكش والدار البيضاء والرباط..نحن لا نطلب المستحيل، فقط توفير الماء والكهرباء والطريق". مصدر مسؤول أوضح في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية أن "مشروع الكهرباء الخاص بدوار تغانمين سينطلق في القريب العاجل"، مؤكدا أن "هناك تحركا على المستوى الإقليمي من أجل التسريع في بداية الأشغال في هذا المشروع الهام"، ومشيرا إلى أن "المطالب المرفوعة من قبل الساكنة مشروعة مائة في المائة، وعامل إقليم تنغير وقف شخصيا على الملف المطلبي". وعن الربط الطرقي، شدد المسؤول ذاته على أن "المكان الذي يتواجد به دوار تغانمين يتميز بوعورة تضاريسه، ما يصعب على الآليات التي تتوفر عليها العمالة حاليا شق الطريق"، طالبا من الساكنة "مساعدة الجهات المسؤولة بالقليل من الصبر إلى حين إيجاد آليات بمقدورها شق تلك الطريق من خلال البحث عنها لدى وزارة التجهيز أو لدى المصالح الأخرى"، وزاد: "جميع المتدخلين منكبون على تحقيق المطالب المرفوعة من قبل الساكنة".