في إطار الانفتاح على أسواق جديدة، انتقل محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، إلى العاصمة الهنغارية بودابيست، حيث التقى عددا من المسؤولين الحكوميين الذين أبدوا رغبتهم الأكيدة في تعزيز التعاون مع المملكة المغربية في شتى المجالات. أول لقاءات الوزير المغربي نقله إلى مقر وزارة التنمية الوطنية، حيث التقى "Robert Homolta"، كاتب الدولة المكلف بالنقل بحكومة هنغاريا، بحضور المدير العام للسلطات الجوية، حيث ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون في مجال النقل والنقل الجوي. كاتب الدولة المكلف بالنقل قال إنه لا يوجد أي عائق يحول دون التعاون مع المغرب، مشددا على أن اتفاق الأجواء المفتوحة مع الاتحاد الأوروبي له الفضل في ذلك، مؤكدا أن هنغاريا مهتمة بالانفتاح على أسواق جديدة وخصوصا في المجال السياحي الذي ترصد له ميزانيات ضخمة. محمد ساجد أكد، في اللقاء ذاته، على وجود إمكانات عديدة لتطوير التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، مشددا على أن العلاقات السياسية الجيدة بين المملكة المغربية وهنغاريا تستوجب الرفع من التعاون الاقتصادي بين البلدين. زيارة الوزير المغربي تتزامن وإعطاء الانطلاقة للخط الجوي الرباط بين بودابيست ومدينة مراكش، والخط الثاني بين العاصمة الهنغارية وأكادير، حيث اعتبر ساجد أن الخطين سيفتحان الآفاق بين البلدين وسيمكنان من تعزيز العاقات الثنائية في عدد من المجالات. وأضاف المسؤول الحكومي المغربي مخاطبا كاتب الدولة الهنغاري: "نتمنى في 2018 أن يكون لنا أكثر من خطين مباشرين بين هنغاريا والمغرب، وأن ننتقل من رحلتين في الأسبوع إلى رحلة كل يوم، وذلك ممكن جدا"، داعيا إلى العمل على فتح خط جديد بين بودابيست والداخلة التي وصفها الوزير ب"الوجهة السحرية". واستعرض الوزير المغربي الذي كان مرفوقا بسفيرة المملكة المغربية بهنغاريا، كريمة القباح، وعبد العدناني، المدير العام لدار الصانع، ومسؤولين أخرين، الأوراش الكبرى في المغرب، مؤكدا للمسؤول الهنغاري أن المغرب أضحى بوابة لإفريقيا ومقصدا لمستثمري العالم بفضل الاستقرار والموقع الإستراتيجي الذي يجعله بوابة لأوروبا وإفريقيا على حد سواء. ثاني لقاءات الوزير المغربي حمله إلى بلدية بودابيست، حيث التقى عمدة المدينة،"Istvan Tarlos" الذي كان مرافقا بمستشاريه وفريق من مكتبه، الذي رحب بدوره بالتعاون مع المملكة المغربية، مؤكدا أن عمادة المدينة منفتحة على جميع الاقتراحات. وردّا على مقترح الوزير المغربي بتنظيم أسبوع للصناعة التقليدية والثقافة المغربية ببودابيست، أكد رئيس العاصمة بالقول: "نتكلم لغة واحدة، الثقافة مهمة، وليس هناك أي عائق لتفعيل المقترح، اقترحوا مضمون البرنامج ولنتفق على التاريخ المناسب، وسأضع رهن إشارتكم فريق عملي للمساعدة اللازمة". تفاعل "Istvan Tarlos" جعل محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، يكلف عبد الله العدناني، بصفته مدير دار الصانع، بالعمل على إخراج الأسبوع المغربي ببودابيست إلى الوجود في أقرب فرضة وبتعاون مع عمادة المدينة، وإنجاحه على غرار المعارض التي أقيمت بعدد من العواصم العالمية. الاجتماع الثنائي بين المسؤولين عرف التطرق إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث دعا ساجد إلى ضرورة العمل على تبادل الخبرات، خصوصا فيما يتعلق بالنقل الحضري الذي تعدّ العاصمة الهنغارية رائدة فيه باعتمادها على أحدث التكنولوجيات في المجال، موجها الدعوة إلى العمدة لعقد توأمة مع مدن مغربية على غرار اتفاقية التوأمة مع العاصمة الرباط، وتشجيع المجتمع المدني في البلدين للاشتغال سويا. آخر اجتماعات الوفد المغربي عرف حضور عبد الرفيع الزويتن، المدير العام للمكتب الوطني للسياحة، حيث جرى اللقاء مع المندوبة الوزارية المكلفة بالدبلوماسية السياحية التي كانت مرفوقة بمدير الوكالة الهنغارية للسياحة المكلف بتطوير البرامج. مباحثات الطرفين عرفت التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الجانبين في المجال السياحي عبر تقديم عروض مشتركة للبلدان البعيدة، وتبادل الخبرات بين مسؤولي القطاع في البلدين، زيادة على تشجيع وكالات الأسفار والمستثمرين في المجال السياحي على زيارة البلدين والتعرف عن قرب على ما تقدمه من مميزات. وشدد الوزير المغربي على أن السعادة ستكون غامرة برؤية السياح الهنغاريين في المغرب واختيار المغاربة لبودابيست وباقي المدن كوجهة سياحية، مبرزا أن القطاع السياحي يهم البلدين، داعيا إلى تعزيز الخطوط الجوية بين البلدين. مقترحات محمد ساجد لقيت صداها عند المسؤولة الحكومية الهنغارية التي أكدت انفتاحها على كل المقترحات التي ستقدم، معتبرة أن الخطين المباشرين مع المغرب انطلاقا من بودابيست سيسهلان التعاون في جميع القطاعات. ويتواصل برنامج محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، بلقاء وزير الخارجية الهنغاري، يوم غد الثلاثاء، قبل الانتقال إلى مطار بودابيست لإعطاء الانطلاقة للخط الجوي الرابط بين العاصمة الهنغارية ومدينة أكادير.