يبدو أن قضايا الهجرة واللجوء ستضع مزيدا من العقبات في طريق تحالف أنجيلا ميركل، زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي، لإيجاد أرضية مشتركة مع حليفيْها المفترضين (جامايكا)، حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر، بعد مضي أزيد من شهر على فوز الحزب الحاكم بالانتخابات البرلمانية الأخيرة في ألمانيا. وفي ما يخص المغرب، يرغب تحالف ميركل في نيل موافقة حزب الخضر على تصنيف دول شمال إفريقيا "آمنة"، وهي النقطة التي ما تزال تثير الخلاف بين ائتلاف "جامايكا"، وتستأثر بمعارضة حزب الخضر الذي يطالب بسياسة هجرة إنسانية. هذا التصنيف، الذي فشل في تمريره الائتلاف الحالي بمجلس الولايات (بوندسرات) من قبل، لو تم اعتماده من جديد، يعني أن مواطني دول شمال إفريقيا سيستحيل عليهم بعد ذلك الاستفادة من مسطرة اللجوء بألمانيا؛ وهي الخطوة التي يراد بها تخفيض عدد اللاجئين المتدفقين على هذه الدولة الأوروبية منذ 2015 الذي بلغ سقف مليون ونصف مليون شخص. ويبدو أن ميركل تواجه مشاكل حقوقية في تشكيل حكومة جديدة؛ بحيث طالب حزب الخضر التحالف المسيحي بإبداء المزيد من الاستعداد لحل وسط في سياسة اللجوء خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف القادم. وصرّح رئيس الحزب، جيم أوزدمير، ليومية "بيلد" الألمانية، قائلا: "يتعين على كافة الأحزاب التحرك نحو حل وسط في سياسة اللجوء". أوزدمير أعلن بشكل واضح أن "الاتفاق الداخلي الذي توصل إليه التحالف المسيحي بشأن سياسة اللجوء في السابق، لا يمكن ولن يكون هو الاتفاق النهائي لمفاوضات الائتلاف الحاكم"، مشددا على أن "الإنسانية والنظام حجر زاوية رئيسي بالنسبة لنا في سياسة لجوء إنسانية، التي من بينها أيضا تطبيق إجراءات سريعة وقانونية وتسجيل شامل لبيانات اللاجئين وجمع شمل أسرهم". ويأتي ذلك وسط تعثر في المحادثات الأولية لائتلاف "جامايكا" بسبب الخلاف حول مواقف رئيسية تتعلق بالمناخ واللجوء على وجه الخصوص، الشيء الذي جعل ميركل تؤجل المفاوضات حول هذين الموضوعين، قبل أن يتم استئنافها الأسبوع المقبل. هذا الخلاف بخصوص قضايا الهجرة واللجوء يأتي في سياق دعوات إلى إعادة الانتخابات في حالة عدم تمكن ميركل من تجاوز الوضع ووضع حد لخلافاتها مع الخضر والليبراليين. ودعا رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتس، إلى إجراء هذه الخطوة في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه. وقال شولتس لوسائل إعلام ألمانية: "لن نشارك في ائتلاف حاكم مع التحالف المسيحي"، وأضاف: "مسؤولية ذلك يتعين أن تتحملها السيدة ميركل والسيد زيهوفر والسيد ليندنر والسيد أوزدمير" (رؤساء الأحزاب المشاركة في مشاورات ائتلاف جامايكا).