بعد طول انتظار أسدل الستار بمدينة كومو الإيطالية على الفاجعة التي هزت المدينة مؤخرا إثر قيام مهاجر مغربي بإضرام النار في بيته، متسببا بذلك في موته وموت أبنائه الأربعة اختناقا، بتولي طائفة مسيحية كان ينتمي إليها الأب المغربي دفن أبنائه الأربعة؛ بينما تم رفض دفن والدهم لموته منتحرا. أحد أعضاء الطائفة الإنجيلية الخمسينية (Pentecôte évangélique)، التي كان ينتمي إليها المهاجر المغربي فيصل هيطوط، 49 سنة، قال للصحافيين إن "فيصل باع روحه للشيطان وانحرف عن تعاليم يوحنا"، وأنه لا يوجد أي مبرر لما اقترفه في حق أطفاله الذين سيدخلون الجنة، حسب تعبير المتحدث ذاته. وأثار إعلان تولي طائفة مسيحية دفن الأطفال المغاربة، سيف (11 سنة)، صوفيا (7 سنوات) ، صوريا (5 سنوات) وسافيريا سحر (3 سنوات)، جدلا كبيرا وسط الجالية المغربية بإيطاليا مستغربين كيفية حدوث ذلك في ظل إعلان القنصل العام للمغرب بميلانو مباشرة بعد وقوع الحادثة يوم الجمعة الماضي عن نقل الجثث إلى المغرب. وحسب معلومات حصل عليها موقع هسبريس من مصادر قريبة من القنصلية المغربية بميلانو، فإن إثارة ديانة الأسرة المغربية شكلت مفاجأة بالنسبة إلى المسؤولين المغاربة بعدما تقدمت الطائفة "الإنجيلية الخمسينية" بالاعتراض عن نقل جثامين الأطفال إلى المغرب معززة طلبها بقرار الأم المغربية، والتي بدورها انضمت إلى الطائفة المسيحية ذاتها، بدفن أبنائها في كومو وفق الطقوس المسيحية الخاصة بالطائفة التي تنتمي إليها. وبعدما كانت كل الإجراءات اتخذت لتأبين رسمي لأفراد الأسرة المغربية مساء يوم الاثنين وجدت السلطات المحلية بمدينة كومو نفسها أمام إشكالية حقيقية وإرجاء إصدار أمر الدفن إلى غاية البت في الاعتراض الذي تقدمت به الطائفة المسيحية باسم أم الأطفال المغاربة، خاصة أن حكما قضائيا كان قد منع الأم من الاقتراب من أبنائها بعدما أثبت الأخصائيون أنها ليست في كامل قواها العقلية. وبعد الاستشارة مع الأطباء الذين يشرفون على علاج الأم المغربية، قررت السلطات الإيطالية منحها حق دفن أبنائها وفق ما تنص عليه القوانين المحلية، وسط تساؤلات عديدة حول "التحسن المفاجئ" الذي طرأ عليها بعد وفاة زوجها وأبنائها، خاصة أنها لا تزال نزيلة إحدى المصحات الخاصة بالعلاج النفسي. وأثناء مراسيم الجنازة داخل الكنيسة، بدت الأم المغربية متماسكة وخاطبت الحضور بكلمة وصفت بالمؤثرة شكرت فيها السلطات المحلية والأطباء الذين يسهرون على علاجها وجميع ساكنة كومو التي آزرتها في محنتها، حسب تعبيرها. للإشارة، فإن مدينة كومو كانت قد استيقظت يوم الجمعة الماضي على وقع الفاجعة التي أدت إلى مقتل المهاجر المغربي فيصل هيطوط وأبنائه الأربعة، بعدما قام بإضرام النار في بعض الأثاث بالمنزل؛ وهو ما أدى إلى وفاتهم اختناقا. وكشفت التحريات أن المهاجر المغربي كان يمر بظروف اجتماعية صعبة، بعدما فقد عمله ووجد نفسه وحيدا رفقة أربعة أطفال أكبرهم لا يتجاوز 11 سنة بعدما أصيبت زوجته باكتئاب حاد استدعى إخضاعها للعلاج.