خيمت قضية إعفاء الملك لمجموعة من الوزراء في حكومة سعد الدين العثماني، ومسؤولين آخرين، على أطوار محاكمة معتقلي حراك الريف بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء. ورددت عائلات معتقلي حراك، التي حضرت لمتابعة محاكمة مجموعة "أيقونة الحراك" ناصر الزفزافي ومجموعة نبيل أحمجيق، شعارات من قبيل "عاش الملك"، داخل القاعة رقم 7، بعد تلقيها الخبر من طرف أحد المحامين. أما ناصر الزفزافي، فقد أبى إلا أن يسجل موقفا خاصا بهذا الأمر؛ إذ ردد بأعلى صوت: "الوطن ينتصر بفضل الأبطال وينتصر بفضل الوطنيين، موتوا بغيضكم". وعبرت أسر المعتقلين عن فرحتها بإقدام الملك على إعفاء الوزراء بسبب اختلالات في مشروع "الحسيمة منارة المتوسط"، وأشادت بهذه الخطوة واعتبرتها انتصارا لها. وقال أحمد الزفزافي، والد قائد الحراك، في تصريح خص به هسبريس، إن "هؤلاء المسؤولين جرى ضبطهم. وبالتالي، يجب أن يفرج عن هؤلاء المعتقلين". وأضاف الزفزافي الأب ضمن تصريحه: "الدراري ما دارو والو، سبعة أشهر لم يقوموا بشيء"، معتبرا أن "على الجميع الانضباط لقرارات أعلى قمة في هرم الدولة؛ فالملك ضبط المسؤولين، وعلى هؤلاء مغادرة السجن". من جهتها، قالت زينب اشوياخ، من عائلة المعتقلين، إن "الملك أخذ بعين الاعتبار الظلم الذي تعرض له المعتقلون، وهذا انتصار لهم وللأسر". وأضافت في تصريحها لهسبريس: "استقبلنا الخبر بفرحة، وهذه هي الإصلاحات التي كنا نريدها"، وزادت: "في هذا الصدد، وبمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء التي شاركنا فيها، نطالب بالإفراج عن المعتقلين". أما حياة، شقيقة المعتقل بدر بولحجول، فقالت إن "إعفاء الملك لهؤلاء وحبنا للوطن جعلنا نهتز داخل القاعة ونردد عاش الملك بفضل حبنا له". وتوقع المحامي محمد زيان أن يخلف هذا "الزلزال السياسي" الذي أحدثه الملك آثارا على الملف، ويشكل بذلك بداية انفراج، مشيرا إلى أنه "أمر جيد للقضية، ونحن نطالب بخروج هؤلاء المعتقلين". وكان الملك محمد السادس قد أعلن، بحسب بلاغ صادر عن الديوان الملكي، عن إعفاء أربعة وزراء من حكومة سعد الدين العثماني، وتوبيخ وزراء سابقين، إلى جانب إعطاء تعليمات لاتخاذ قرارات في حق 14 مسؤولا إداريا.