تناولت الصحف الصادرة اليوم الخميس بمنطقة شرق أوروبا عدة مواضيع من بينها أحقية تركيا في الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، والزيارة المرتقبة لوفد من إقليم كردستان العراق إلى روسيا، وقرب بدء مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية بالنمسا، إضافة إلى مواضيع أخرى متنوعة. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن بولونيا من الدول الأوروبية التي "تؤيد انضمام تركيا الى حظيرة الاتحاد الأوروبي، كدولة يمكن أن تقدم الإضافة المهمة في المجال الأمني والاقتصادي والاستراتيجي والعسكري ،وتحصن القارة من تدفقات الهجرة وتداعياتها على المجتمع الأوروبي بشكل عام" . وأضافت الصحيفة في تحليل على هامش زيارة الرئيس التركي طيب رجب أوردوغان لوارسو أول أمس الثلاثاء ، أن تركيا "تملك كل المقومات الضرورية للانضمام الى الاتحاد الأوروبي ،ولربما هذا الاتحاد في حاجة لتركيا أكثر مما لهذه الأخيرة فيه ،وقد تأتي بالتوازن المطلوب بين دول الغرب ،المتقدمة اقتصاديا والمؤثرة سياسيا ،وبين دول الشرق الأوروبي التي لازال العديد منها عامة لا يملك الأسس المتينة للانتقال الى مصاف الدول الوازنة اقتصاديا ". ورأت صحيفة "غازيتا برافنا" أن التقارب بين بولونياوتركيا "فيه فائدة جمة لكل القارة الأوروبية مع اقتناع وارسو أن أنقرة ،بالإضافة الى دورها البارز الذي لا يمكن أن ينكره أحد في مكافحة الهجرة غير الشرعية ، يمكن ان تضطلع بكثير من الأدوار ذات البعد الأمني ومواجهة تنامي القوة العسكرية لبعض دول شرق أوروبا ،الذي يحتاج (تنامي) الى توازن لدرء كل تهديد وخطر" . وأبرزت الصحيفة البولونية أن تركيا "تعد من بين الأعضاء الأكثر فاعلية على مستوى منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ،وتمتلك بنيات عسكرية قوية ولها تأثير كبير في منطقة الشرق الأوسط ،وهي أدوار ما أحوج الاتحاد الأوروبي إليها لتثبيت أقدامه في عالم يتغير إيقاعه بسرعة كبيرة على كل المستويات" . ونبهت صحيفة "فبوليتيسي" الى أن الاتحاد الأوروبي "يهدر الزمن بعدم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ،لأن تركيا تشكل حاليا ،دولة ذات وزن كبير في الساحة الدولية بشكل عام والمنطقة الأوروبية بشكل خاص ،ولا يمكن الحديث فقط عن دورها في الحد من تدفقات الهجرة ،وإنما يجب الحديث عن كونها تعد قوة اقتصادية نموذجية وسياسية مؤثرة ،وما أحوج الاتحاد الأوروبي لهذا النموذج الآن ". واعتبرت الصحيفة أن مبررات عدم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ،بعد أخذ ورد انطلق منذ بداية ستينيات القرن الماضي ، "لا تقوم على أسس منطقية ولا واقعية ولا مفهومة ". وفي اليونان ذكرت (كاثيمينيري) أن مجموعة من 234 طالب لجوء غادروا اليونان يوم الأربعاء الى مدينة ليون الفرنسية حيث سيعاد توطينهم هناك بموجب البرنامج الأوربي لتوزيع اللاجئين. وأضافت أن المجموعة تضم 190 سوريا و27 عراقيا و11 فلسطينيا. وقالت الصحيفة إنه بموجب هذا البرنامج تم الى غاية الآن إعادة توطين 22 الف طالب لجوء في البلدان الأوربية انطلاقا من اليونان فيما ينتظر 5000 آخرون موافقة دول أوربية على استقبالهم. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن 44 في المائة من الأطفال اليونانيين و38 في المائة من الفتيات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و19 في المائة يعانون من السمنة . وأضافت أن اليونان تعتبر أول بلد في أوربا التي لديها نسب عالية من سمنة الأطفال والتي اصبحت مشكلا صحيا حقيقيا في البلاد. وفي النمسا، ذكرت صحيفة (دي بريس) أن حزب الحرية النمساوي (أقصى اليمين) الذي حل في المرتبة الثالثة حسب النتائج الجزئية للانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي جدد التأكيد على أنه لن يشارك في ائتلاف حكومي يضم الحزب الشعبي (المحافظ) الذي تصدر نتائج الاقتراع إلا إذا حصل على وزارة الداخلية. وأضافت الصحيفة أن رئيس الحزب هاينز كريستيان ستراخ صرح خلال مؤتمر صحافي أنه لا يشعر بأي ضغوط مع اقتراب موعد المفاوضات التي ستنطلق في متم الأسبوع الجاري، مسجلا أنه من بين الإجراءات التي أعلن حزبه أنه يعتزم الدفاع عنها هناك تأمين الحدود والديمقراطية المباشرة ووقف أسلمة المجتمع النمساوي. من جهتها، ذكرت يومية (دير ستاندار) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تسعى إلى تشكيل حكومة ائتلافية تضم المحافظين والليبراليين والخضر بعد الانتخابات التشريعية التي جرت في شتنبر الماضي، أكدت أمس الأربعاء على ضرورة القيام بتوافقات. وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات الأولية انطلقت أمس الأربعاء بعقد أول لقاء مع ممثلي حزبي المحافظين والحزب الليبرالي، أعقبه لقاء مع التحالف المسيحي الديمقراطي والتحالف المسيحي الاشتراكي والخضر. وفي روسيا، ذكرت صحيفة (إزفيستيا) أن قيادة إقليم كردستان العراق تنوي زيارة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لإجراء مباحثات حول الاستفتاء الذي أجرى في الإقليم. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر كردية مطلعة أن زيارة وفد الإقليملموسكو ستتم قبل نهاية السنة الجارية وسيقودها رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، مشيرة إلى أن المحادثات ستتركز على الاعتراف بنتائج الاستفتاء الذي أ جري في شهر شتنبر الماضي والتعاون في مجال الطاقة. وأكدت مصادر دبلوماسية روسية رفيعة للصحيفة استعداد موسكو لاستقبال الوفد الكردي ومناقشة مختلف القضايا معه، مسجلة أنه "من غير المرجح أن يحصلوا على دعم بشأن الاستقلال، ونحن نميل كبقية الدول إلى حثهم على التفاوض والحوار مع بغداد، وفي الوقت نفسه نحن على استعداد لنبحث معهم قضايا التعاون الثنائي بيننا". من جهتها، أفادت صحيفة (كوميرسانت) أن وزير الدفاع سيرغي شويغو، بحث يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعاون العسكري التقني بين البلدين وقضايا الأمن الدولي والإقليمي. وفي تركيا، ذكرت يومية (وطن) أن أنقرة ستواصل دعم "كل مبادرة تحترم الوحدة الترابية لسورية والمطالب الديمقراطية للشعب السوري"، مشيرة إلى أنها بدأت العمل مع روسيا وإيران بهدف استتباب الأمن في إدلب وإقامة مناطق لخفض التصعيد بهدف وضع حد للاقتتال الدائر. ونقلت عن الوزير الأول التركي بن علي يلدريم قوله "أطلقنا بمعية موسكو وطهران مسلسل أستانا بغية الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار بسوريا، وقدمنا مبادرتنا تحت رعاية الأممالمتحدة في محادثات جنيف"، منتقدا في السياق ذاته غياب النجاعة في عمل الأممالمتحدة على اعتبار أنه لم يتم التوصل إلى أي حل سياسي في سورية بالرغم من مرور حوالي 7 سنوات على الحرب الأهلية الدامية بالبلاد. وارتباطا بالموضوع العراقي، ذكرت يومية (ستار) أن تركيا لم تعد تعتد بمسؤولي إقليم كردستان العراق كمحاورين وقررت التواصل، من الآن فصاعدا، بشكل مباشر مع الحكومة المركزية العراقية. وتابعت نقلا عن الرئيس أردوغان أنه من الآن فصاعدا، لن نعمل على نقل الأدوية أو المواد الغذائية أو أي منتوج آخر إلى شمال العراق، وسيتم تحويل هذه المواد إلى بغداد التي ستتكلف بنقلها إلى شمال العراق.