أبدى رجال أعمال إماراتيين رغبتهم في اقتحام مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة بالمغرب، من أجل استغلال الفرص المتاحة بالمملكة والتوجه نحو إفريقيا حيث يرتفع الطلب أكثر فأكثر على الطاقات البديلة. وضم الوفد الإماراتي، الذي يقوم بزيارة إلى المغرب من 16 إلى 19 أكتوبر الجاري، رجال أعمال من مختلف القطاعات، خاصة الطاقة والسياحة والعقار والاتصالات والفلاحة والصناعة الغذائية والصيد البحري واللوجستيك. والتقى الوفد الإماراتي برئاسة إبراهيم محمود المحمود، النائب الأول لإدارة غرفة التجارية والصناعة لأبو ظبي، صباح اليوم الثلاثاء، عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة. وخلال المباحثات، قال ناصر محمد النويس، رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا للضيافة والفنادق بالإمارات، إن "هناك عوائق تقف أمام تقوية العلاقات التجارية بين المغرب والإمارات، خصوصاً في مجال نقل المواد الغذائية". وأضاف النويس أن "هناك ضرورة للتركيز على المشكل الرئيسي المتمثل في البنى التحتية وتوفير شروط أفضل لنقل المنتجات الفلاحية"، واعتبر أن هذا الأمر سيفتح السوق الخليجية الكبيرة للإنتاج المغربي. واستعرض عزيز الرباح أمام الوفد مختلف الفرص المتاحة للمستثمرين بالمغرب، مشيراً إلى أن أكثر من 4000 شركة دولية اختارت الاستثمار في المملكة، من بينها 1600 شركة فرنسية و1200 شركة إسبانيا، إضافة إلى شركات من إيطاليا والبرتغال وألمانيا. وأوضح الوزير أن هذا الرقم من الشركات المستثمرة يدل على مؤشر الثقة في المغرب بفضل عوامل عدة؛ منها القرب الذي يتيحه الموقع الجغرافي، ونهج سياسة تنويع الشركاء مع دول الخليج وآسيا وأوروبا وأميركا. وأشار الوزير إلى أن الإماراتيين يمكن أن ينتهزوا فرصة تواجد المقاولات المغربية في الدول الإفريقية من أجل التوسع أكثر، وقال إن المقاولات المغربية توجد في 22 دولة إفريقية، وثلاثة بنوك مغربية تقدم خدماتها في 22 دولة أيضاً. كما أبرز الرباح أن شركات التأمين المغربية توجد في 18 دولة عبر القارة الإفريقية، وشركات الاتصالات تقدم خدماتها في 16 دولة. ويعتبر المغرب، وفق الوزير، ثاني مستثمر في القارة بعد دولة جنوب إفريقيا. وقال الرباح إن المغرب لديه الاستعداد الكامل لاستقبال شركاء من الإمارات العربية المتحدة، خصوصاً في مجالات الأمن الطاقي، والفلاحة، والثقافة، والاستثمار السياحي الموجه إلى الطبقات المتوسطة. ودعا الرباح رجال الأعمال الإماراتيين إلى بحث الاستثمار في السياحة في المدن المتوسطة والتوجه نحو الطبقة المتوسطة المغربية، موردا أن هناك حوالي 30 مدينة متوسطة تحتاج إلى بنيات فندقية تلائم مستواها. وأشار الوزير، في تصريح لهسبريس، إلى أن اللقاء كان صريحاً ومفصلاً حول آفاق التعاون والاستثمار والشراكة، مؤكداً وجود آفاق رحبة بين البلدين؛ الأمر الذي يستلزم من الحكومة سلك سبل جذب المستثمرين. ولفت الرباح إلى الاهتمام الذي يبديه المستثمرون الإماراتيون من أجل الشراكة مع المقاولات المغربية للتوجه نحو السوق الإفريقية، خصوصاً في الطاقة المتجددة، مفيدا بأنه جرى الحديث عن مجال اللوجستيك بين المغرب والإمارات وما له من دور إيجابي للتبادل التجاري. وأبدى الوزير استعداده للنظر في الملاحظات التي سجلها الوفد الإماراتي بخصوص الإجراءات الإدارية وضرورة تبسيطها من أجل الاستفادة منها، ومواكبة ما وصلت إليه الإمارات في ما يخص الحكومة الإلكترونية. وقال إبراهيم محمود المحمود، النائب الأول لإدارة غرفة التجارية والصناعة لأبو ظبي، في تصريح لهسبريس، إن النقاش كان مفتوحاً وصريحاً، وأضاف: "هذا ما تعودنا عليه من أشقائنا في المغرب، لأننا لا نحس بأننا غريبون عنهم؛ لذلك نتحدث بشفافية ووضوح وصراحة". وأكد المحمود، في التصريح ذاته، أن هذا الوفد اقتصادي يتمثل هدفه في البحث عن الفرص الممكنة في المملكة المغربية، وأضاف أن العلاقة بين قيادتي البلدين متينة جداً، وهو ما يحتم رفع مستوى العلاقة بين رجال الأعمال المغاربة والإماراتيين. وأوضح المسؤول الإماراتي أن عدداً من المستثمرين الإماراتيين يرغبون في الدخول في مشاريع مشتركة مع رجال أعمال مغاربة، خاصة أن للمغرب مكانة جغرافية تتيح بوابة نحو القارة الإفريقية. ومن المنتظر أن يستمر الوفد الإماراتي، الذي يضم حوالي 30 من رجال الأعمال، في لقاءاته مع مسؤولين مغاربة في الدارالبيضاء، إضافة إلى زيارة سيقوم بها، يوم الخميس، إلى جهة مراكشآسفي.