أجرى وفد من غرفة التجارة والصناعة لأبو ظبي، اليوم الاثنين، مباحثات مع مسؤولين في الشركة المغربية للهندسة السياحية، التابعة لوزارة السياحة، والوكالة الوطنية لتنمية الاستثمارات، ووكالة التنمية الفلاحية، وبنك القرض الفلاحي للمغرب، ووزارة الصناعة والتجارية والاستثمار، بهدف استكشاف فرص الاستثمار التي تتيحها المملكة المغربية. وضم الوفد الإماراتي، الذي يقوم بزيارة إلى المغرب من 16 إلى 19 أكتوبر الجاري، رجال أعمال من مختلف القطاعات، خاصة الطاقة والسياحة والعقار والاتصالات والفلاحة والصناعة الغذائية والصيد البحري واللوجيستيك، يترأسهم النائب الأول لإدارة غرفة التجارية والصناعة لأبو ظبي. واستعرض مسؤولو الشركة المغربية للهندسة السياحية، أمام الوفد الإماراتي، الخطوط العريضة لإستراتيجية التنمية بالمغرب، وموقعه الجغرافي الإستراتيجي واستقراره السياسي، ولمحة عن مناخ الأعمال والاستثمار السياحي به، وكذا فرص الاستثمار والشراكات الممكنة. وأوردت جهان التوزاني، مديرة قطب المحطة السياحية بالشركة المغربية للهندسة السياحية، خلال هذا اللقاء، الامتيازات التي يتيحها المغرب للمستثمرين الإماراتيين، بالنظر إلى موقعه الجغرافي وجودة مناخ أعماله والبنيات التحتية الأساسية، والتحفيزات المخولة للاستثمارات الأجنبية. كما اطلع رجال الأعمال الإماراتيون، خلال لقاء مع مسؤولي الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، على الامتيازات التي تمنح لفائدة الاستثمارات، خصوصاً ما يتعلق بالإعفاء من الضريبة في السنوات الخمس الأولى بالنسبة إلى الشركات التي لها معاملات بالعملة الأجنبية، إضافة إلى إتاحة امتيازات إضافية كلما كان حجم الاستثمار مهماً. وأثار المستثمرون الإماراتيون إشكالية عدم وجود كفاءات في المغرب، خصوصاً في قطاع البناء والتشييد، واستفسروا عن التسهيلات التي تتيحها الدولة لجلب كفاءات أجنبية؛ وهو الأمر الذي رد عليه المسؤولون المغاربة بالقول إن ذلك معمول به في بعض القطاعات التي تستعدي جلب خبرات أجنبية، وهو ما يتيح أيضاً نقل الخبرة والتقنيات لليد العاملة المغربية. كما أبدى عدد من رجال الأعمال الإماراتيين رغبتهم في الاستثمار في قطاع السياحة الصحية، وهو ما أكده مسؤولو الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، إذ أوضحوا للوفد أن المغرب يوفر فرصاً مهمة للاستثمار في مختلف المجالات، ويوفر عدداً من التحفيزات التي تمكن من الاستفادة من موقعه الجغرافي للانفتاح على الدول الإفريقية، حيث تنتشر مئات المقاولات المغربية وأبناك مغربية تواكب الاستثمارات. وقال محمد هلال المهيري، المدير العام لغرفة التجارة والصناعة لأبوظبي، في تصريح لهسبريس، إن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة يتمثل في التعرف على الفرص الاستثمارية الموجودة، خصوصاً في القطاع السياحي، والاطلاع على الحوافز المتوفرة لدعم الاستثمار. وأضاف المهيري أن اللقاءات عرفت مناقشة بعض التحديات التي تواجه الشركات الإماراتية في المغرب، والسبيل لتذليل العقبات أمامها، وزاد: "سنعقد الكثير من الاجتماعات خلال هذه الزيارة من أجل التعرف على مختلف الفرص لفائدة رجال الأعمال المشاركين من المجالات المتنوعة". وأضاف المهيري أن هذه اللقاءات تشكل مُناسبة لمناقشة التحديات التي يواجهها المستثمر الأجنبي وسبل رفعها مستقبلاً، وأبدى رغبة المستثمرين الإماراتيين في الاستثمار في المغرب بُغية النهوض بالتعاون الاقتصادي الثنائي ورفع حجم الاستثمارات في مختلف القطاعات، باعتبارهما بلدين شقيين تربطهما علاقات متينة. وقال جمال سيف الجروان، أمين عام مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، في تصريح لهسبريس، إن هذه المباحثات تطرقت للتعاون بين البلدين في مجال الاستثمار، خصوصاً في القارة الإفريقية، ومضى يقول: "ما سمعناه يثلج الصدر، فالمغرب مقبل على نسبة نمو مهمة، والتعاون بين البلدين سيشهد نمواً أكثراً في الأشهر القادمة، كما أن هناك رغبة حقيقية من طرف المستثمر الإماراتي لدخول السوق المغربية وتكثيف الاستثمار لما يمثله المغرب من بلد جاذب". من جهته، اعتبر مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة، في تصريح لهسبريس بعد لقاء الوفد الإماراتي، أن العلاقات بين المغرب والإمارات في مستوى رفيع جداً، مشيراً إلى أن الملك محمد السادس له علاقة متينة مع البلد الشقيق، وأعطى تعليمات لتبقى العلاقات بين البلدين في مستوى رفيع جداً. وأوضح الوزير أن الإمارات تتميز بوجود كفاءات وخبرة مهمة في مختلف المجالات الاستثمارية، مؤكداً أن هذه الزيارة ستمكن من الاطلاع على الفرص الممكنة في المغرب، وكشف أن هناك مشاريع سيتم الاشتغال عليها قريباً بين البلدين في أفق عرضها على جميع المستثمرين؛ كما أكد أن هذه الفرص متاحة أيضاً للمستثمر الإماراتي على صعيد القارة الإفريقية. من جهته، قال عبد الرحمن الصنيهجي، المدير العام المساعد للقرض الفلاحي المكلف بالبنك التجاري، في تصريح لهسبريس، إن الوفد الإماراتي اطلع على ما يتوفر عليه المغرب بخصوص الاقتصاد والسياحة وفرص الاستثمار، وأضاف أن القرض الفلاحي أجرى لقاءات ثنائية "business to business" الهدف منها تفعيل العلاقات المتينة بين البلدين لجلب استثمارات من أجل تنمية التبادل التجاري.