محمد الأزهر شاب لا يتعدى 18 عاما، لكن معاناته كثيرة؛ فمنذ أن رأت عيناه النور وهو يكابد مأساة ولادته بتشوهات خلقية ملأت جسده بالثقوب وبالأنابيب الطبية، التي تمكنه من قضاء حاجته جراء ولادته بدون مخرج وبدون جهاز بولي. أجرى محمد أزيد من 10 عمليات؛ لكنها باءت بالفشل، وجعلت من جسده مليئا بثقوب غائرة، تنبعث منها رائحة كريهة أبعدت الناس من حوله، بمن فيهم أصدقاؤه المقربين وزملاؤه بالدراسة. ومن ثمّ، انضاف إلى معاناته مع التشوهات الخلقية كلام جارح يكسر خاطره ويحط بمعنوياته. ويسرد الشاب محمد الأزهر، في اتصال بهسبريس، المأساة التي يكابدها في وطن لم يمنحه العلاج بالقول: "أتعرض باستمرار لمواقف سخرية كثيرة من لدن أصدقائي وزملائي، الذين ينعتوني بالمعاق". واضطر الشاب إلى تغيير مقر دراسته عدة مرات، تجنبا للنعوت القدحية التي تحول دون اندماجه بمقر دراسته: "معاملة زملائي بطريقة جارحة ونعتهم لي بكلمات مثل: المعاق والمريض، ورفضهم الاقتراب مني تسببت لي بمشاكل نفسية كبيرة". أحلام كثيرة ترافق الشاب الذي يدرس بالمستوى الثالث إعدادي والذي ولد بتشوهات على مستوى المخرج والجهاز البولي والمثانة، واضطر للاستعمال أنابيب طبية لقضاء حاجته. يستطرد محمد في سرد أمانيه موقوفة التنفيذ في الاتصال ذاته: "أحلم بإجراء عملية جراحية ناجحة، وأتمنى أن أعيش حياة طبيعية كباقي زملائي". وختم محمد الأزهر، الذي رأت عيناه النور بمدينة عين تاوجطات بإقليم الحاجب، اتصاله بالجريدة موجها رسالة إلى وزارة الصحة بالقول: "والدي يشتغل حارسا بإحدى الضيعات الفلاحية المجاورة لمدينة الحاجب، وإمكاناته المادية الضعيفة منعتني من السفر خارج أرض الوطن لإجراء عملية جراحية تمكنني من العيش كإنسان طبيعي". وطالب المتحدث الوزارة الوصية بالتدخل من أجل مساعدته في الحصول على علاج لمشاكله الصحية، التي التصقت بحياته منذ أن رأت عيناه النور سنة 1994.