بجسد طفل صغير وبعمر شاب ناضج يتحدى إدريس البزيز، البالغ 28 سنة، إعاقته الجسدية والحركية، التي ألمت بجسده الضعيف ومنعته من عيش حياة طبيعية كسائر أقرانه الذين ينعتوه بصفات تتسبب له في نوبات اكتئاب وتدخله في عزلة قاهرة. يعيش الشاب الذي يظهر في هيئة طفل ببيته الكائن في شارع محمد الخامس (أرقى شوارع العاصمة المغربية الرباط)، رفقة والدته المنهكة بأشغال بيت صاحب الفيلا الذي يشتغل والده العجوز حارسا لها. ولا تتجاوز مطالب إدريس تحقيق حياة كريمة، مصرا على التشبث بأمل الزواج وتكوين أسرة وعيش ما تبقى من حياته بجانب فتاة تقدره وتكمل نواقصه وتؤنسه في لياليه الموحشة. بصمت رهيب وبكلمات متلعثمة يسرد الشاب قصته في لقاء بهسبريس، ويستحضر لحظات طفولته البائسة قائلا: "التصقت بي المعاناة منذ ولادتي، فبعد بلوغي سن الأربعة أشهر بدأ شكل جسدي يتغير ويصبح مشوها مثل كائن غريب عن باقي البشر". معاناة كبيرة التصقت بالشاب عقب فقدانه البصر، إذ ابيضت عيناه فأصبح يستعين بنظارات غائرة، كما فقد السمع وأضحى يستعمل سماعة أذن لتضخيم الصوت، يضيف إدريس لهسبريس: "بالرغم من معاناتي مع فقدان البصر والسمع التحقت بالمدرسة، وسرحت بأحلام كبيرة سرعان ما تلاشت في السنة أولى ابتدائي". وزاد: "مواجهة العالم الخارجي بالإعاقة التي شوهت جسدي لم تكن أمرا سهلا...لأن نظرات زملائي الصغار واستهزائهم بشكلي دفعني إلى ترك الدراسة والتخلي عن حلمي في أن أصبح طبيبا في يوم من الأيام". وبالرغم من إعاقته لم يفقد الشاب الأمل في استرجاع عافيته وعيش حياة طبيعية، وزاد موضحا: "زرت الكثير من الأطباء وتمنيت أن أجد حلا لإعاقتي لكن تأكيدهم على استحالة علاجي كان بمثابة صدمة كبيرة ودفعني إلى التفكير في الانتحار عدة مرات". وتعرض الشاب للسخرية ونعت بأبشع الأوصاف من طرف البعض بسبب قصر قامته، الأمر الذي تسبب له في التوحد وجعل منه شخصا وحيدا متخذا ركن غرفته المظلمة شاكيا همه لخالقه.. "سمعت الكثير من الكلمات النابية ونعتني البعض بأبشع الأوصاف، الأمر الذي دفعني إلى اتخاذ العزلة ملجأ لي والابتعاد عن أي اختلاط أو اتصال مباشر مع الناس" يقول إدريس البزيز في اللقاء ذاته مع هسبريس. ويستطرد إدريس في سرد العوائق اليومية التي تواجهه قائلا: "لا أستطيع قضاء متطلباتي اليومية ولا أقوى على أبسطها، بل لا أبرح مكاني من دون طلب مساعدة والدتي أو أحد أفراد أسرتي"، وأردف: "أحس في الكثير من الأحيان بأنني أعيش عالة على أسرتي البسيطة التي لا تقوى على توفير قوت يومها". ولفت المتحدث إلى أن ولادته بإعاقة جسدية حركية وإصابته بعدة مشاكل صحية ناتجة عن زواج الأقارب، إذ توفي اثنان من إخوته بعد ولادتهما بتشوهات خلقية جسدية، وهو ما تسبب في عيشه بإعاقة مدى الحياة وجعل منه ضحية دفع ثمن زواج فردين من عائلة متشبثة بتقاليد وعادات مغلوطة. للتواصل مع إدريس البزيز: 0666402291