منذ بداية الدخول المدرسي للموسم الحالي ورياح مدرسة 20 غشت بجماعة تسلطانت ضواحي مراكش لا تسير كما تشتهي سفن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، بسبب احتقان غير مسبوق وصراع ظاهر للعيان بين الأطر التعليمية من جهة وأمهات وآباء التلاميذ من جهة ثانية والجمعية الممثلة لهم. وفي هذا السياق، أصدر فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمراكش المنارة بلاغا، توصلت هسبريس، يوضح أن العديد من الأمهات يهددن بتنقيل أبنائهن وخاصة الطفلات إلى مدرسة أخرى بعيدة عن مقر سكناهن أو مقاطعة الدراسة؛ لأن أحد المستشارين الجماعيين، وهو في الوقت نفسه رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ المدرسة ومكلفا بحراسة المؤسسة، يتدخل في كل صغيرة وكبيرة بالمرفق التربوي وحوّل محيط المدرسة إلى موقف لسيارات نقل البضائع". استباحة حرمة المؤسسة وفتحها أمام الغرباء عن الشأن التعليمي، الذين يستعملون مرافقها الصحية، سبب آخر يورده البلاغ سالف الذكر؛ وهو ما جعل الأمهات يخشين على مصير بناتهن وأبنائهن، لأن رئيس جمعية الآباء يتدخل في شؤون الإدارة التربوية وتوزيع الحصص على الشغيلة التعليمية، وينتهك حرمة المدرسة ومحيطها، ما يدفع في اتجاه الهدر المدرسي خاصة وسط الطفلات". وعبّرت الهيئة الحقوقية عينها عن تخوفها من أن تكون جهة تحمي هذه الممارسات التي تستبيح حرمة المدرسة، وأن يكون الإتيان بها محكوم بخلفيات ضيقة هدفها تشويه المدرسة، كمرفق عمومي لتعليم أبناء وبنات المنطقة. وطالب الفرع الحقوقي بفتح تحقيق في هذه الممارسات التي تستبيح المدرسة العمومية وتهدد إعمال الحق في التعليم لأبناء وبنات المنطقة، داعيا إلى ضمان حرمة المؤسسة وشروط أنسب للعملية التعليمية والتعلمية بهذه المدرسة وضمان المصلحة الفضلى للطفل وصيانة كرامة نساء ورجال التعليم وتحرير محيطها من كل ما قد يشكل تهديدل أو خطرا على التلميذات والتلاميذ أو توجسا لدى ذويهم بعدم الاطمئنان"، يختم البلاغ نفسه. في المقابل، نفى عبد الواحد مجيريح، رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء مدرسة 20 غشت، الملاحظات المومأ إليها نفيا قاطعا، مؤكدا أن سبب المشكل يعود إلى بعض تصرفات بعض الأطر التربوية التي تهين أولياء وأمهات التلاميذ ووصفهم بأقبح النعوت، مستدلا على كلامه بما وقع بداية شهر أكتوبر بعدما وفر مدير المؤسسة فضاء لتدريس التلاميذ في انتظار انتهاء أشغال أربع قاعات جرى إحداثها. وأورد مجيريح أن "إحدى المدرسات طردت التلاميذ من هذا الفضاء وصورتهم بهاتفها وشهرت بهم في صفحة للتواصل الاجتماعي، وعرضت يوم 04 أكتوبر الأمهات للقذف من جديد؛ وهو ما استدعى حضور لجنة نيابية أنصتت لكل الأطراف، وننتظر نتائج تحقيقها". وزاد مسؤول الجمعية نفسه، قائلا: "بعد كل هذا، حاولت لجنة نيابية، برئاسة المدير الإقليمي للتربية والتكوين المهني بمراكش، تنظيم لقاء صلح بيننا والأطر التربوية؛ لكننا فوجئنا لحظتها ببعض النقابيين، يستغلون هذه اللحظة، لتنظيم وقفة احتجاجية؛ وهو ما دفع الأمهات والآباء إلى الرد عليهم، ما كاد يتحول إلى صراع، لولا تدخل السلطة المحلية، في شخص باشا المنطقة"، يقول مجيريح. أما ما يخص تهمة التدخل في شؤون الإدارة التربوية، فقد وصف عبد الواحد مجيريح هذا الاتهام بالباطل، كما نفى السماح لدخول أي غريب لاستعمال المرافق الصحية لمدرسة 20 غشت. وللوقوف على حقيقة ما سبق، ربطت هسبريس الاتصال بعبد الرحيم نور الدين، مدير المدرسة السابق ذكرها، والذي أكد "أن كل هذه الاتهامات غير مقبولة، وأنها ليست سوى كذب وبهتان، وتلفيق للتهم"، متسائلا: "إذا كان مجيريح يقوم بكل هذا، فما دوري أنا كممثل للإدارة التربوية؟"، وأورد: "أنا مقيم بالمؤسسة منذ التحاقي بها في السنة الماضية، ولم ألاحظ أي شيء مما جاء في البلاغ الحقوقي"، حسب تعبيره.