أخرج "الغبار الأسود" العشرات من المواطنين والفاعلين الجمعويين والحقوقيين، مساء الجمعة، للاحتجاج بمدينة القنيطرة. الوقفة دعت إليها الهيئة المحلية لمتابعة الشأن المحلي بالقنيطرة وبعض الجمعيات المهتمة بمجال البيئة، من أجل المطالبة بإيجاد حل لظاهرة الغبار الأسود التي يعاني منها سكان المدينة منذ سنوات خلت، رافعين شعارات مثل "راه خنقتونا" و"تخنقنا". وقال محمد بلاط، رئيس الهيئة المحلية لمتابعة الشأن المحلي بالقنيطرة، في تصريح لهسبريس، إن "الوضع البيئي بالمدينة أصبح مقلقا للغاية، ويتجاوز حدود القنيطرة إلى المناطق المجاورة". وأضاف: "كل أصابع الاتهام تشير إلى أن مصدر الغبار، الذي يهدد سلامة الساكنة، هو المركب الحراري لتوليد الكهرباء". إحدى المشاركات في الوقفة، أمّ لثلاثة أبناء، قالت إنها تعاني بشكل يومي من تداعيات هذا الغبار، فأبناؤها الثلاثة أصيبوا بأمراض متعلقة بالجهاز التنفسي بعد انتقالهم للعيش في مدينة القنيطرة، وذكرت أن صعوبة التنفس تزداد بشكل ملحوظ بعد الواحدة صباحاً. ويبدو أن المشاكل الصحية المرتبطة بالتنفس منتشرة بشكل كبيرة بين الأطفال، وفق ما أكده عمار الغشوة، مدير إحدى المؤسسات التعليمية بالقنيطرة، الذي لاحظ أن عدد التلاميذ الذين يستعملون "بخاخ الربو" قد زاد بشكل كبير. وسبق لسكان القنيطرة أن نظموا في السنوات الماضية وقفات احتجاجية وحملات "فيسبوكية" ضد ظاهرة الغبار الأسود، الذي أصبح يهدد السلامة الصحية لساكنة المدينة.