اعتبر وزراء ومسؤولون وممثلو جمعيات، حضروا الاثنين تشييع جثمان الدكتور عبد الرحيم الهاروشي بالدار البيضاء، أن الراحل ترك بصمات واضحة في المجالات التي اشتغل أو تقلد مسؤوليات فيها، خاصة مجالات الطب والعمل الجمعوي والبحث الجامعي. وأبرزوا في شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش تشييع جثمان الراحل بمقبرة الشهداء، أن الدكتور الهاروشي، الذي كان نموذجا في الوطنية والعمل، كرس حياته وجهده لخدمة وطنه. وفي هذا الصدد، أشار محمد الطيب الناصري، وزير العدل، إلى الدور الكبير الذي اضطلع به الفقيد في تطوير العمل الجمعوي ومناهج التعليم والتكوين خاصة بكلية الطب بالدار البيضاء. من جهتها، قالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، إن الراحل يعتبر شخصية كبيرة قدمت الشيء الكثير لوطنها، خاصة في مجال الصحة والتنمية الاجتماعية، حينما شغل وزيرا بهذين القطاعين، وساهم في تكوين أجيال من الأطباء، فضلا عن أدواره في تطوير العمل الجمعوي. واعتبر المحجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، أن الفقيد ترك بصماته في تطوير أسس وقيم وأخلاقيات المواطنة التي تربط الحق بالواجب وبالمسؤولية، مضيفا أنه يعتبر كذلك أستاذا جامعيا بكل المقاييس في تخصصه وفي النهوض بالأنماط البيداغوجية. من ناحيته، اعتبر محمد حوراني، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن الفقيد كان يضرب به المثل في الوطنية والعمل الجمعوي، مبرزا، في هذا الصدد، مواقفه في الدفاع عن القضايا الاجتماعية، معربا عن الأمل في أن يكون الراحل قدوة بالنسبة للشباب، بالنظر للصورة المثالية التي كان يقدمها في المجالات التي اشتغل فيها، مشيرا إلى أنه قدم صورة جديدة عن العمل الجمعوي الذي يعتمد الوضوح والشفافية، وذلك في إطار اشتغاله كرئيس لجمعية (آفاق). وأكد الدكتور المصطفى أبو معروف، مدير مستشفى الأطفال بالدار البيضاء ورئيس الجمعية المغربية لجراحة الأطفال، أن الدكتور الهاروشي رحمه الله كان له الفضل الكبير في إحداث أقسام جراحة الأطفال بالمغرب، وتحديدا بالدار البيضاء سنة 1978، مشيرا إلى أن الراحل، على الرغم من إشرافه على تكوين فرق طبية في مجال جراحة الأطفال، ظل وفيا لمسارات الدراسة والتكوين في كلية الطب بالعاصمة الاقتصادية. وأضاف أنه كان للراحل أيضا الفضل في خلق طرق بيداغوجية جديدة بالكلية، والتي ساهمت في إعطاء دفعة لمسار الدراسة والتكوين بهذه المؤسسة، مشيدا بجهوده الكبيرة في تطوير أنشطة الجمعية المغربية لجراحة الأطفال، التي كان رئيسا شرفيا لها. وفي السياق ذاته، أبرز جمال الهاروشي (ابن شقيق الراحل) أن الفقيد الهاروشي اشتغل في العمل الجمعوي لاقتناعه بأهمية المساهمة في تطوير وعي الناس وحسهم الوطني وأثر ذلك الإيجابي على تنمية البلاد. من جهته، أكد عمر أبو أمل عضو مكتب جمعية (آفاق) والمسؤول عن التواصل، أن تصور الدكتور الهاروشي للعمل الجمعوي كان ينطلق من قناعة مفادها بأنه لا يمكن تصور تنمية بدون مساهمة المواطن، مشيرا إلى أن الراحل كان يولي أهمية خاصة لنشاط جمعية (آفاق)، وظل كذلك حتى في فترات مرضه. أما الدكتور عبد اللطيف برادة (طبيب أطفال)، فتحدث، بشكل مسهب، عن الخصائص الإنسانية والمهنية للراحل والتي وصفها بأنها "استثنائية"، موضحا أن الهاروشي كرس حياته وجهده بإخلاص لعلاج مرضاه ولجراحة طب الأطفال.