على بعد حوالي 70 كيلومترا فقط عن العاصمة الرباط، يعاني عدد من دواوير جماعة عامر الشمالية بسيدي يحيى الغرب، لأول مرة، من انقطاع الماء لما يزيد عن الأسبوع، فيما تعاني دواوير أخرى مجاورة من امتزاج الماء الصالح للشرب بالمياه المالحة. وتعيش دواوير أولاد بلعيد، أولاد سيد العايدي، أولاد رحو، أولاد الطالب بن علي، الفرجي، على وقع الانقطاعات المتكررة للمياه المخصصة للشرب، كما يعاني كل من دوار أولاد عرفة، البهالة، الگرامزة، الحفاري، والحفاري 2، من امتزاج الماء الصالح للشرب بالمياه المالحة. وهذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها سكان هذه الدواوير شبح العطش، بعدما سبق وعانوا من ظاهرة الانقطاع المتكرر للمياه الصالحة للشرب؛ "الشيء الذي خلف في صفوف الساكنة حالة من الاستياء"، يقول حميد غريز، رئيس فرع سيدي يحيى الغرب للمركز المغربي لحقوق الإنسان. غريز أضاف في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "الساكنة تعيش تحت وطأة العطش الشديد بالرغم من الشكايات العديدة التي تقدم بها سكان المنطقة"، مشيرا إلى أن "المعنيين بالأمر يكتفون بمياه الآبار أمام هذا الوضع"، فيما يقومون ب"عمليات تنظيف أثاث ولوازم المنازل بمياه الوادي المجاور". الناشط الحقوقي بمنطقة سيدي يحيى الغرب قال إن الساكنة تطالب في حد أدنى بتوفير محركات كهربائية لضخ المياه بشكل مؤقت خلال فترات انقطاع الكهرباء، وتوفير صهاريج مخصصة للمياه المخزنة بهدف استعمالها أثناء توقف التزويد. كما تطالب ب"إحداث خلية تقنية من أجل التدخل الفوري لإصلاح كل الأعطاب التي تتسبب في انقطاع المياه بشكل مؤقت، إلى حين تسوية الوضعية القانونية لاستفادة الساكنة من مشروع الماء الصالح للشرب". من جهة ثانية، كشف بلاغ صادر عن المركز المغربي لحقوق الإنسان أن خزانات المياه "يحتمل أن تتواجد بها كل أنواع الطيور الميتة والحشرات والضفادع"، منتقدا "عدم تعقيم المياه واستعمال المواد الضرورية لتطهيرها". واستنكر المركز الحقوقي ما أسماه "انعدام المياه الصالحة للشرب والإهمال والتهميش الذي تعانيه ساكنة دواوير عامر الشمالية من طرف رئيس الجماعة والغياب التام للأعضاء المستشارين دفاعا عن مصالح السكان"، مطالبا مجلس جماعة عامر الشمالية والسلطات المحلية والإقليمية ب"التدخل العاجل لحل المشكل وإنصاف الساكنة". وعلى صعيد آخر، أفادت شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، بأن هناك "عجزا حاصلا على مستوى الواردات المائية هذه السنة يتراوح ما بين 40 و60 بالمائة مقارنة مع المعدل الوطني". واعتبرت أفيلال، في حوار سبق وأجربته معها هسبريس، أن "منطقة الجهة الشرقية تعاني اليوم من عجز مهول ومتفاقم"، إلى جانب "منطقة تطوانالحسيمة التي كانت تصنف تاريخيا بأنها تعرف تساقطات مطرية تبلغ ألف ميليمتر، فيما أصبحت اليوم عرضة لسنوات الجفاف المتتالية"، كما أن منطقة الجنوب الشرقي تعاني "من جفاف بنيوي وهيكلي؛ إذ غابت عنها التساقطات المطرية منذ أربع سنوات". ونفت أفيلال، في المقابل، أن يكون المغرب في مواجهة "أزمة مياه"، مسجلة أن هذه الأخيرة يمكن الحديث عنها "حينما يكون نصف السكان لا يتوفرون على المياه أو أغلبية المدن الكبرى وأغلب الجماعات القروية لا تتوفر عليها"، وتابعت: "نحن بعيدون كل البعد عن هذه الأزمة، كل ما هنالك مشاكل واضطرابات وخصاص في بعض الجماعات المحدودة يصل عددها إلى 38 مركزا".