استبق وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، "جلسة التشاور" التي قرر رئيس الحكومة تنظيمها مع النقابات، ابتداء من اليوم الاثنين، ووجه مذكرة يدعو فيها مدراء الأكاديميات والمديرين الإقليميين إلى تنظيم العلاقة مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية. حصاد، في المذكرة الوزارية التي تتوفر هسبريس على نسخة منها، شدد على ضرورة إحداث لجان تتبع وتنسيق بين مصالح الوزارة مركزيا، جهويا وإقليميا، والنقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، سيعهد لها بتتبع ومواكبة مختلف الملفات بهدف إيجاد الحلول للقضايا المطروحة المرتبطة بتدبير المنظومة التعليمية على المستوى الجهوي بالاحتكام إلى المذكرات الجاري بها العمل. وتسعى الوزارة من خلال هذه اللجان، بحسب مذكرة وزير التربية الوطنية دائما، إلى "تعزيز مبدأ الشراكة التي تجمع الوزارة مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، ومأسسة الحوار الاجتماعي وضبط مداخله وآلياته، إلى جانب صياغة وثيقة تنظم علاقة الوزارة مع النقابات بما يعزز حضورها ويثمن إسهامها مركزيا وجهويا وإقليما؛ وذلك ضمن مبادئ الحوار وثقافته القائمة على الاحترام". وقال يوسف علاكوش، الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إن "مذكرة حصاد من شأنها أن تسهم في فتح آليات للتواصل والاطلاع على كيفية تدبير مجموعة من القضايا التعليمية بعدما كانت النقابات بعيدة عن ذلك؛ إذ تكتفي المديريات الإقليمية للوزارة بتقاسم المعطيات فقط". وأوضح النقابي ذاته أن المذكرة، التي ستنظم العلاقة بين المركزيات النقابية والوزارة، "ستنسخ مذكرة سابقة صدرت في عهد الوزير محمد الوفا عملت على الحد من العلاقات التي كانت لها سمة تفاوضية مع المديريات الإقليمية". ونوه الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم بهذه المذكرة التي من شأنها، وفق نظره، أن "تفتح قناة تفاوض في شأن كل القضايا التعليمية من موارد مالية، ومشاكل مرتبطة بالحركة الانتقالية، والتجهيزات، وغيرها، بعدما كانت متعلقة فقط بالموارد البشرية". وتأتي خطوة حصاد في الوقت الذي شهدت فيه علاقته بالأساتذة بمديريات إقليمية عدة توترا كبيرا مع بداية الدخول المدرسي، وعقدت النقابات الأكثر تمثيلية اجتماعات معه بسبب امتعاض رجال ونساء التعليم من الحركة الانتقالية، أسفرت عن إبرام اتفاق بين الطرفين قصد إخراج هذه المذكرة الملزمة للمدراء الإقليميين والجهويين.