بعد الفوضى العارمة التي شهدها المؤتمر الوطني السابع عشر، تمكن حزب الاستقلال من تخطي مرحلة الصراع على دفة القيادة بانتخاب نزار بركة أمينا عاما جديدا، وجاءت النتائج بحصول حميد شباط على 234 صوتا فقط مقابل 924 لمنافسه. ومباشرة بعد إعلان رئيس المؤتمر نور الدين مضيان،عن فوز نزار بركة، تعالت الهتافات والزغاريد داخل المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، الذي احتضن أولى دورات المجلس الوطني الحديث ل"حزب الميزان"؛ في جلسة تصويت على الأمانة العامة استمرت أزيد من عشر ساعات ولم تخل من مناوشات بين أنصار بركة وشباط، الأمر الذي جعل القوات العمومية تبقى على أهبة الاستعداد للتدخل، لكن عدم تطور الأوضاع جعل هذه العناصر تكتفي بمراقبة الأوضاع عن كثب. الشفافية تغيب الطعن شهادات استقتها جريدة هسبريس الإلكترونية بعد الإعلان عن فوز نزار بركة بالأمانة العامة، عبرت العديد من قيادات الحزب عن فرحها بنجاح "العرس النضالي "رغم الصعوبات التي كادت تعصف بوحدة التنظيم خلال واقعة "الصحون الطائرة"، وما تلتها من مواجهات بين محسوبين على حمدي ولد الرشيد وحميد شباط. وفي السياق ذاته، قال الدكتور عبد الواحد الفاسي، نجل مؤسس حزب الاستقلال وزعيم تيار "لا هوادة"، إن عملية انتخاب الأمين العام الجديد تمت في شفافية تامة، ولا يمكن لأي أحد أن يطعن في نتيجتها بالنظر إلى الفارق الكبير الذي حققه نزار بركة على حساب حميد شباط، وذلك في رده على الاتهامات التي وجهها الأمين العام السابق بخصوص "وجود توجيهات لفوز منافسه". وأضاف الفاسي أن "اختيار الاستقلاليين والاستقلاليات كان مبنيا على عدة اعتبارات، يبقى أهمها إنقاذه من المرحلة السابقة التي شهدت تراجعات كثيرة على عدة مستويات". وأكد أنه" رغم كل ما وقع، أبان الاستقلاليون والاستقلاليات أن وحدة الحزب فوق كل اعتبار، وأنه لن يقع أي انشقاق كما راهن على ذلك البعض". القيادة الجماعية عادل بنحمزة، القيادي في حزب الاستقلال، يرى من جهته أن "الرهان الأساسي لا يمكن فقط في انتخاب شخص نزار بركة، بل أيضا في وجود استقلاليين قادرين على قيادة المرحلة المقبلة"، وقال: "رهاننا هو قيادة قوية، لأن نزار وحده لن يستطيع تحقيق المنشود"، مشيرا إلى أن "حميد شباط لا يتحمل وحده حصيلة المرحلة السابقة، بل تتحملها أيضا قيادة التنظيم بصفة عامة". وأورد بنحمزة أن "الخط الثالث"، الذي يضم إلى جانبه كلا من عبد الله البقالي وعبد القادر الكيحل، عبر عن هذه المسألة من خلال إبلاغ الأمين العام السابق بأن زعامته للحزب ليست هي رهان المرحلة، وأن الأمر يتطلب وجود قيادة جماعية، ما جعلهم يطالبونه بسحب ترشيحه. ورغم كل ما وقع، أكد عادل بنحمزة أن "حزب الاستقلال أبان أنه كان في المستوى المطلوب في إطار التنافس الشريف، ووجه رسائل إلى من يهمهم الأمر بأنه ليس حزبا يفرض فيه الأمين العام ضد إرادة المناضلين وأعضاء التنظيم". تخطي أخطاء الماضي عبد القادر الكيحل، ضمن تصريح لهسبريس، اعتبر أن نزار بركة محمل بثقل كبير بعد نيل ثقة أعضاء المجلس الوطني والمؤتمرين والمؤتمرات من أجل الدفاع عن وحدة الحزب وهويته، مضيفا أن "الأمر يتطلب مجهودات جمة وعملا ومثابرة حتى يسترجع تنظيمه السياسي مكانته". وخلص القيادي الاستقلالي إلى أن محطة المؤتمر الوطني السابع عشر شهدت تكريسا للديمقراطية الداخلية، مارس من خلالها الاستقلاليون قناعاتهم بكل حرية، ودعا إلى تجويد العمل الحزبي وتجاوز أخطاء الماضي والاستفادة منها، حتى لا يتكرر ما جرى من هفوات وأخطاء تنظيمية.