دخل نزار بركة، مرشح الأمانة العامة لحزب الاستقلال، مرحلة الحملة لحشد الدعم له في ترشيحه خلال المؤتمر الوطني، الذي سينعقد يومي 29 و30 شتنبر المقبل. والتقى بركة، يوم الجمعة المنصرم، ممثلين عن الروابط المهنية للحزب، وعددا من القياديين باللجنة التنفيذية، وعبر لهم عن تفهمه للأدوار الطلائعية الموكولة لحزب الاستقلال على الصعيد الوطني، مؤكدا أنه سيترشح لشغل منصب الأمين العام لحزب الميزان، وأنه سيكون أمينا عاما لكل الاستقلاليين، في حال كسبه الرهان. وشدد بركة على وحدة الحزب، وتعهد بتقويته، وإعادة تنظيمه وفق رؤية تنظيمية تنسجم وحاجيات المرحلة السياسية الراهنة التي يجتازها المغرب، متجنبا الحديث عن الصراع الخفي الذي نشب أخيرا بين قيادات اللجنة التنفيذية حول من يسيطر على إعلام الحزب، الذي يشمل صحيفتي "العلم" و"لوبينيون" والمواقع الالكترونية التابعة له. ويتجه جناح الاستقلاليين، الذي يتزعمه حمدي ولد الرشيد، والذي انتصر في حربه على حميد شباط، الأمين العام الحالي للحزب، ويقدم بركة مرشحا لكل الاستقلاليين، إلى ما سمي تكميم أفواه أعضاء اللجنة التنفيذية، بقرار يروج له أنصاره يقضي بمنع أعضاء اللجنة التنفيذية من التعبير عن مواقفهم إلا بموافقة كافة أعضاء اللجنة التنفيذية، وهو الرأي الذي يعارضه قياديون آخرون في مقدمتهم عبد الله البقالي، الذي أعلن أخيرا رفقة عبد القادر الكيحل وعادل بنحمزة عن التخلي عن دعم شباط في نزاله على كرسي الأمانة العامة. وفي رد مباشر على رأي مجموعة حمدي ولد الرشيد، نشر الموقع الالكتروني للحزب، أول أمس السبت، تذكيرا بمهام اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المنصوص عليها في الفصل 61 من النظام الأساسي للحزب، إذ أورد أن اللجنة التنفيذية تضطلع بالعديد من الاختصاصات التي تحدد بمقتضى النظام الأساسي للحزب، منها تلك التي تهم توجه إعلام الحزب، وصحافته ومنشوراته، وتعيين المسؤولين عن أجهزة الإعلام والنشر، والمسؤولين عن إدارة الحزب، وتنظيم المفتشيات، وتوجه أعمال الفروع والمجالس الإقليمية والجهوية، والنظر في نفقات ومداخيل الحزب وغيرها. وطالبت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، في وقت سابق، عبد الله البقالي بعدم نشر أي بلاغ أو رأي في جريدة "العلم" إلا بعد استشارة أعضائها، باعتبار أن الأخيرة هي المسؤولة عن تحديد توجه إعلام الحزب وصحافته ومنشوراته. ما دفع عددا من قيادة حزب الاستقلال التعبير عن تذمرهم، وفي مقدمتهم البقالي، إذ اعتبروا أن أعضاء اللجنة التنفيذية لهم كامل الحرية في التعبير عن آرائهم في مختلف وسائل إعلام الحزب مع التزام الحياد في جميع القرارات التي تتخذها اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر 17 للحزب. ويجري التنافس على كرسي الأمانة العامة للحزب بين حميد شباط، الذي تخلى عن دعمه آخر حلفائه في اللجنة التنفيذية، وبين نزار بركة، الذي يحظى بدعم قوي من مجموعة حمدي ولد الرشيد.